“زيارة خاصة”

“زيارة خاصة”

بات في حكم المؤكد، أن يحط رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، بمطار الخرطوم الدولي، اليوم (الأربعاء)، في زيارة رسمية تستغرق يومين، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك مع نظيره السوداني، الرئيس عمر البشير.


ومن المنتظر أن تناقش الزيارة القضايا العالقة بين البلدين، بالإضافة إلى الاتفاقيات المشتركة، والترتيبات الأمنية والسياسية، وفتح المعابر الحدودية لتسهيل التبادل التجاري بين الخرطوم وجوبا.
حسنًا، قبل يومين من الزيارة اتفق وزيرا دفاع السودان، عوض بن عوف، وجنوب السودان، كوال ميانق، بالخرطوم على تأمين الحدود، وفتح المعابر، وتنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك، ووقف الاتهامات المتبادلة.
ووصل وزير دفاع دولة جنوب السودان، كوال ميانق، الخرطوم، على رأس وفد رسمي، لإجراء المباحثات، وتمهيدًا لزيارة سلفاكير الرسمية إلى الخرطوم.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجنوب سوداني، قال بن عوف، إن “الطرفين اتفقا على فتح 4 معابر حدودية (عددها الإجمالي 10)، بعد اكتمال الإجراءات الفنية قريبًا، بالتعاون مع أجهزة أمن الدولتين”.
وعام 2013، تم إغلاق المعابر الحدودية بسبب اتهام حكومة الجنوب للخرطوم بدعم متمردين.
وأشار بن عوف، إلى “اتفاق الطرفين على تفعيل اللجان المشتركة، ووضع نقاط المراقبة على الحدود، والتواصل المباشر لتحقيق المصلحة المشتركة لإيجاد الحلول الجذرية للقضايا العالقة”.
وأوضح أن “الطرفين اتفقا أيضًا على ترسيم المنطقة المنزوعة السلاح”.
وفي 27 سبتمبر 2012، وقع السودان وجنوب السودان، على (9) اتفاقيات للتعاون المشترك، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وتتضمن الاتفاقيات مجالات النفط والمسائل الاقتصادية، والترتيبات المالية الانتقالية ورسوم عبور وتصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، إضافة إلى التجارة الحدودية بين البلدين.
ونصت الاتفاقيات أيضًا على اقتطاع منطقة حدودية بمسافة (20) كيلو متر على طرفي الحدود، ينزع سلاحها، وتسحب منها الجيوش، حيث أطلق عليها (المنطقة المنزوعة السلاح).
وبشأن الاتهامات المتبادلة بين البلدين بدعم حركات التمرد، قال الوزير بن عوف: “هذه الاتهامات انتهت تمامًا”.
بدوره، قال وزير الدفاع الجنوب سوداني، كوال ميانق، إن “زيارتنا إلى الخرطوم تهدف لتقوية العلاقات بين البلدين”.
وأشار إلى “أهمية تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار”، مستدركًا أن “تنفيذ تلك الاتفاقيات رهين بتحقيق الأمن والاستقرار على الحدود”.
وتعاني دولة الجنوب، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة.
ويعيش في المناطق الواقعة على طرفي الحدود بين الدولتين، قرابة (13) مليون نسمة، من مجموع سكان البلدين المقدر بأكثر من (50) مليون. وتقدر قطعان الماشية التي تتنقل بين البلدين على طرفي الحدود بأكثر من (10) ملايين رأس.
وانفصل جنوب السودان عن السودان باستفتاء شعبي في 2011.
وانفجرت حرب أهلية في الدولة الوليدة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة بعد عامين من استقلالها.
وخلفت تلك الحرب نحو (10) آلاف قتيل، وشردت مئات الآلاف من المدنيين، ولم يُفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس 2015 في إيقافها.
ونزح مئات الآلاف من مواطني دولة جنوب السودان، إلى السودان، هربًا من القتال، والأوضاع الإنسانية القاسية التي ترتبت عن الحرب.
ورفض السودان اعتبار مواطني دولة جنوب السودان (لاجئين)، بل اعتبرهم مواطنين، ومنحهم حقوق المواطنة كاملة.
وفي يونيو الماضي، قررت قمة رؤساء دول وحكومات (إيغاد) عقد منتدى رفيع المستوى للتنشيط، لبحث الإجراءات الملموسة لاستعادة وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق السلام الكامل في جنوب السودان.
ويشارك السودان ضمن منظومة (إيغاد) في المساعي الرامية لإيجاد تسوية لأزمة جنوب السودان الذي ينزلق في نزاع داخلي منذ أواخر العام 2013.
جدير بالذكر أن السودان، استقبل مليوني لاجئ، منذ عام 2013 وحتى نهاية سبتمبر الماضي، بينهم أكثر من مليون من دولة جنوب السودان.
وقال وزير الداخلية، حامد منان، إن بلاده استقبلت منذ اندلاع الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان، وحتى نهاية سبتمبر الماضي، مليوني لاجئ، بينهم مليون و(227) ألفًا و(441) لاجئًا من جنوب السودان، (450) ألف لاجئ من دولة الجنوب يوجدون في ولاية الخرطوم.
وفي فبراير الماضي، نشرت الحكومة المركزية في جوبا عاصمة جنوب السودان، بيانًا أظهر أن (40 %) من السكان البالغ عددهم نحو (8) ملايين نسمة وفق أحدث إحصاء رسمي عام 2010، مهددون بخطر المجاعة، ويحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة