م تكن ولاية نهر النيل خلال الفترات الماضية تهتم بالقضايا العامة والتي
تتصل بولايات السودان او مركزه وكان الامر لا يعنيها ن فقد شهد السودان
العديد من الاحداث خلال السنوات الماضية ، وكانت ولاية نهر النيل غير مهتمة
وكانها مقاطعة خارج بلاد السودان...
بل كانت تعزف ايقاعا مغايرا عن ايقاع ولايات السودان الاخري والسودان
عامة ( ايقاع مشاتر ) ، ولعل ما شهدته الساحة في ابوكرشولا واليرموك
والانتخابات ن تؤكد ان الولاية كانت تغرد خارج السرب .
الا ان الولاية
الان في عهد حكومة محمد حامد البلة بدات اكثر تناغما مع الايقاع العام
للسودان ، بل شكلت لوحة زاهية فيما يختص بالحوار المجتمعي والتعريف بالحوار
الوطني ومحاوره المختلفة .
بجات الولاية برنامج الحوار عندما تداعي عدد
من قيادات الولاية السياسية والشعبية والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني
الي قاعة وزارة الزراعة تلبية لدعوة من والي الولاية محمد حامد البلة
للتفاكر حول تنظيم حوار مجتمعي بالولاية وشاركت احزاب لم تشارك مركزيتها في
الحوار الوطني وهو ما جعل كمال الدين ابراهيم عبدالرحمن رئيس المجلس
التشريعي يصف اللقاء بالفريد من نوعه وقال ان الولاية لم تشهد مثله من قبل
ذلك الحضور النوعي الذي تزينت به القاعة ، ادار ود البلة اللقاء بحنكة يحسد
عليها جعل كل الحضور يخرج من القاعة وهو يشعر ان شيئا ما بدا مختلفا في
كيفية ادارة الولاية وفي التعاطي مع قضايا الهم العام والتفاعل من حاجيات
المجتمع وقبول الراي الاخر حيث خلص اللقاء لتكون الية باسم الامانة العامة
للحوار بالولاية تم اختيار عناصر اكفاء لها بمعاونة من القيادات الحزبية
السياسية ومنظمات المجتمع وبدات الامانة في تنظيم برنامجها ليشمل كل محليات
الولاية .
اكثر ما ميز الحوار بنهر النيل مشاركة شخصيات لها وزنها في
الساحة السياسية ولها دور من خلال مشاركتها في الحوار الوطني بقاعة الصداقة
فقد شارك الولاية في مؤتمراتها كل من علي عثمان محمد طه النائب الاول
السابق للرئيس ودكتور مصطفي عثمان اسماعيل واحمد بلال عثمان واحمد ابراهيم
الطاهر ودكتور نافع علي نافع ودكتور السيسي والمهندس عبدالله مسار واخرين .
واشتملت
محاور الحوار بالولاية على ورقة تعتبر غاية في الاهمية لتناولها معاش
وقضايا المواطنين ومستقبل الولاية الاقتصادي ومتطلبات النمو الي جانب
التعريف بمحاور الحوار الوطني المطروحة قوميا ، وتنوير المواطنين بها بل
اتاحة الفرصة للمواطنين للتعاطي معها والنقاش حولها ما جعل الكثير من
المواطنين يتحدثون بكل ثقة عن الهوية وقضايا الحكم والاقتصاد والعقد
الاجتماعي غيره من قضايا الهم العام الحيوية .
في مطلع فبراير الجاري عقدت الجمعية العامة للحوار بالولاية اجتماعا اجازت من خلاله مقترح وثيقة الحوار وتقرير امانة الحوار .
ووصف
بشير بساطي رئيس القطاع السياسي للوطني بالولاية ان المدخلات التي شهدتها
الملتقيات قوية جدا حول العناوين الستة المطروحة على مستوي المركز وبشجاعة
منقطعة النظير الي جانب تناول وقضايا الولاية ، الحدود والقضايا الاجتماعية
وقضايا الارض وغيرها من قضايا الخدمات والتنمية .
وتحدث بشير بساطي لـ(
الصيحة ) حول قضية مالات الحوار وفهم الناس لمخرجات الحور واعتبر تركيز
الاحزاب على قضية الحكم مخلة مشيرا الي ان القضايا الاخري تعتبر اهم من
قضية الحكم .
واشار ياسر عبدالله الامين السياسي للمؤتمر الشعبي
بالولاية الي العديد من الاحزاب السياسية والحركات المسلحة خارج الحوار
وطالب ياسر رئيس الجمهورية بفتح افق جديد للحركات المسلحة لتهيئة المناخ
ووصف الحوار بالولاية جعل القيادات المختلفة في تقارب كبير مع بعضها وقال
ان القوي التي تحاورت يجب ان تكون في حالة انسجام دائم وذلك عبر مشروع
مواصلة الحوار المجتمعي وبناء المشروع السياسي واستنكر وجود اكثر من مائة
حزب سياسي و 36 حركة مسلحة بالسودان مطالبا بالوصول لمشروع توافقي في اطار
الافكار المشتركة بين الاحزاب مؤكدا ان واقع الاحزاب الان يجعلها غير مؤهلة
لقيادة مصلحة السودان .
وبرغم ان الحوار بولاية نهر النيل للبعض كانه
حوار لا طائل منه باستثناء الحوار المجتمعي ومحور قضايا الولاية الا ان ما
حدث بالولاية يعتبر عملا كبيرا بكل المقاييس لكونه جعل مواطني الولاية
يشاركون بالحوار وفهم ما يدور بالساحة السياسية الي جانب المشاركة في وضع
ملامح مستقبل الولاية في التنمية والخدمات المتوزانة .
الوسيلة حسن مصطفي
تعليقات
إرسال تعليق