ممارسات الحركات المسلحة في دول الجوار

بعد ان فقدت الحركات المسلحة بوصلتها العسكرية والسياسية في دارفور ، وهزيمتها عسكريا في الميدان وسياسيا في دارفور وتصنيفها من قبل منظمة منطقة البحيرات العظمي في مؤتمراتها المتعددة كحركات سالبة...

تهدد الامن والسلم في الاقليم نتيجة لممارساتها غير الاخلاقية في ترويع المواطنين الامنين ونهب ممتلكاتهم اينما حلت داخل السودان وخارجه ، جراء مشاركتها لجانب حكومة دولة الجنوب في حربها ضد معارضيها ، فمارست النهب والسلب وقتل المواطنين العزل بالاضافة لمشاركتها ضد الثوار في ليبيا ابان حكم القذافي .

واتجه ما تبقي من قواتها بعد هزيمتها في خور دنقو الي ليبيا في المناطث الواقعة على الجزء الجنوبي الغربي التي تشهد صراعا بين المجموعات الليبية ، مما اوجد لها بيئة صالحة لممارسة اعمالها ضد الانسانية وحقوق الانسان من تجارة غير مشروعة كالمخدرات وبيع السلاح بالاضافة للممارسات المحرمة دوليا والجرائم العابرة للحدود كتهريب البشر الي سواحل البحر الابيض المتوسط ومنها الي اوروبا وتجارة وتهريب السلاح .

حاولت دولة جنوب السودان نسخ تجربة القذافي في استغلال حركات المسلحة السودانية في قمع المعارضة ، بعد تعرضت تلك الحركات الي هزائم متلاحقة من قبل الحكومة وفقد حليفها السابق القذافي ، فاستغلتها كمرتزقة في حربها ضد المعارضة الجنوبية .

وجدت تلك الحركات بيئة صالحة في دولة جنوب السودان لممارسة هوايتها ، فمارست نهب وسلب ممتلكات المواطنين الجنوبيين العزل بذات النهج الذي اتبعته في ليبيا ، بالاضافة للمقابل المادي والعسكري جراء مشاركتهم في الحرب بدولة جنوب السودان .

احتجت المعارضة بدولة جنوب السودان على ممارسات تلك الحركات ومهاجمتها للمواطنين وحرق المنازل ونهب الممتلكات ، بالاضافة لاستهدافها قبائل معينة ، وصفت المعارضة بدولة جنوب السودان هذه الممارسات بالابادة الجماعية في قتلها افراد قبلة دون غيرها من القبائل ، طالبت المعارضة بطردها من الجنوب حتى يتسنى لها المشاركة في السلام بن الفرقاء في دولة الجنوب ، باعتبارها مجموعات ارهابية ومرتزقة .

اما علاقة الحركات المسلحة بليبيا فبدات منذ نشاتها في العام 2003م حيث وفر لها القذافي الدعم اللوجستي والعسكري بهدف محاربة الحكومة السودانية ، واكبر شاهد على ذلك شهادة الاسرى الذين تم القبض عليهم ابان هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة امدرمان في العام 2008م ، وكان الدعم الليبي في ذلك الوقت ساهم في استمرار الحرب .

شاركت تلك الحركات المسلحة الي جانب القذافي ضد الثوار ابان الثورة الليبية ، وحصلت على مبالغ مالية واسلحة وذخائر وامدادات انسحبوا بها الي دارفور بعد سقوط القذافي واستهدافهم من قبل الثوار الليبيين .

لم ينقطع التواصل والدعم بين الحركات المتمردة والعناصر الموالية للقذافي بهدف دعم المعارضة في ليبيا ، بعد ان فرت تلك الحركات الي المناطق الغربية من دارفور ( منطقة وادي هور ) ، ورتب لها الدخول الى ليبيا بواسطة المعارض الليبي خليفة حفتر للمشاركة بجانبه ، شاركت الحركات المسلحة منذ مارس 2015 في القتال بين قبيلتي التبو والطوارق بمنطقة اوباري دعما لقبيلة التيبو وشاركوا في الهجوم علي الكفرة بهدف النهب والسلب ، مما ادي لتضايق سكان الكفرة من تواجد تلك الحركات ، فاصدرت جهات حكومية ليبية بيانات حول مشاركة الحركات المسلحة السودانية كمرتزقة في ليبيا .

ضبطت بعض الوثائق مع الاسرى والفارين من المعارك التي دارت في منطقة الكفرة ، تورط تلك الوثائق قوات حركة مناوي ي انشطة تتعلق بنهب حقول النفط في ليبيا بالتعاون مع مسئولي الحقول النفطية الليبية بالاضافة الى تجارة الاسلحة وتهريب البشر بالتعاون مع بعض الليبين في سواحل البحر الابيض المتوسط .

هذه الممارسات تصنف الحركات المسلحة السودانية انها حركات ارهابية وتمارس السلب والنهب وترويع المواطنين ، واصبحت قوات للارتزاق تحارب حسب الطلب ، وذلك من خلال مشاركتها بجانب حكومة دولة جنوب السودان بمقابل ، وهذا ما اكدته الوقائع ومطالبات المعارضة في دولة جنوب السودان ، وما تقوم به الان في ليبيا بجانب مجموعات حفتر ، في منطقة الكفرة الليبية بمقابل مادي وعسكري ، بالاضافة الي قيامها بعمليات النهب والسلب لممتلكات المواطنين .

ولم يقتصر الامر على ذلك بل تعداه الي التجارة في السلاح في المثلث الحدودي في الجزء الجنوبي الغربي من ليبيا .

كما تمارس عمليات اختطاف المواطنين واطلاق سراحهم مقابل فدية .

اذن الامر وبهذا الشكل يؤشر الي ان هذه الحركات يمكن ان تكون مدخلا مناسبا لمد المجموعات الارهابية في مناطق غرب افريقيا بالسلاح وتسهيل حركة العناصر التي تريد ان تنضم اليها ، خاصة وان الوضع في ليبيا غير مستقر وتتوفر فيه حركة وتداول الاسلحة الثقيلة والخفيفة التي تستغلها الجماعات الارهابية لتنفيذ عملياتها الانتحارية ، مما يتطلب الامر تكاتف الجهود لسد تلك الثغرات وقطع الطريق امام التطرف والارهاب ومصادر تمويله ، خاصة بعد ان لاحت في الافق بوادر انفراج الازمة الليبية ووصول الوفاق السياسي الي نقطة النهاية ، وتنتهي المهمة الارتزاقية للحركات المسلحة السودانية التي لا تتوفر لها حاضنة اخري في المنطقة ولا يسمح السودان لها بالدخول اليه مرة اخري الا عبر بوابة السلام والحوار الذي انتظم البلاد .

شمس الهدي ابراهيم ادريس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة