سد النهضة الاثيوبى ...انتقال من خانة الشكوك الى خانة التعاون والعمل المشترك

تجلى نجاح دبلوماسية القمة لرؤساء السودان واثيوبيا ومصر فى نزع فتيل الازمة الناتجة عن قيام سد النهضة الاثيوبى من خلال التوقيع على اتفاق المبادئ حول السد حيث شكل مبدأ عدم التسبب في الضرر وفى حالة حدوث ضرر ذى شأن لإحدي الدول، على الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر، ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسباً ,شكل ضامنا وباعثا للاطمئنان لدولتى المصب السودان ومصر على وجه الخصوص وعاصما من الشكوك . 
الرئيس عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلى مريم دسالين اكدا على امر هام وهو أن هذا الاتفاق يمهد الأرضية للتعاون وأن المصالح الوطنية لا يمكن لها أن تطغى على المطامع الإقليمية مشيرين إلى عدم خسارة أي طرف من الاتفاق الموقع. 
الحكمة المصرية برزت من خلال حديث رئيسها عبدالفتاح السيسي أن بلاده اختارت التعاون والبناء والتنمية فى علاقتها مع السودان وإثيوبيا وتسعى إلى تحويل نهر النيل إلى محور للتعاون والإخاء من أجل شعوب الدول الثلاث كما شدد رئيس الوزراء الإثيوبي على أن سد "النهضة" لن يضر بمصالح مصر.
وزاد"لن نسمح لأية عقبات بالوقوف أمام تحقيق التعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا"، داعيا إلى إبرام اتفاقات تفصيلية لحل القضايا العالقة بخصوص حوض النيل". 
كما دفع وزير الخارجية علي كرتي برسالة مفادها التوافق والتعاون بين الدول الثلاث في ختام الاجتماع الوزاري الذى عقد مؤخرا وبشر بحدوث توافق تام بين الدول الثلاث على مبادئ حول التعاون للاستفادة من حوض النيل الشرقي وسد "النهضة" الإثيوبي، منوها الى انه مسار جديد في علاقة دولنا الثلاث.
وزخر الاتفاق بمواد تعضد الضمانات للدول مثل وضع قواعد تشغيل السد بالشكل السنوى بما لايضر الدول من خلال مشاركة الدول فى وضع قواعد التشغيل والاستخدام العادل والمنصف للمياه وعدم الضرر واحترام استخدامات المياه بحسب قراءة السفير عثمان السيد سفير السودان الاسبق لدى اثيوبيا .
وفتح التوقيع على الاتفاق الإطاري حول سد النهضة الإثيوبي الذى يحقق الخير والنفع من المشروع ويؤدى إلى تفادى الآثار السلبية الناتجة عنه وطى صفحة الشكوك والتوجس ، فتح صفحة جديدة ملئها الأمل والثقة المتبادلة لغد مشرق بحسب تصريحات وزير الكهرباء والموارد المائية مبديا استعداد الاطراف الفنية الشروع فى تنفيذ ووضع التفاصيل بعد أن توفرت الارادة السياسية لدى الرؤساء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة