رحبت بحذر الحكومة وخيارات المسار الثالث

تقرير -  التجاني السيد
واجهت قرار المعارضة بمقاطعة الانتخابات بحملة من الانتقادات طالت الجميع بعد إعلانها بان المعارضة تطالب بحوار وهي تجلس في الفنادق فيما أبدت موافقات حذرة بإمكانية  المشاركة في حوار أديس القادم الذي تدخل فيه ألمانيا كممثل للاتحادي الأوربي كشريك بعد إعدادها التحضيرات التمهيدية لمناقشات برلين التي هدفت منها تحديد أجندة التفاوض واختيار المشاركين في حوار الفرصة الأخيرة الذي يسبقه صناديق الانتخابات التي أكدت الحكومة عدم المساومة في تأجيلها. 
وحسب تصريحات لقيادات بارزة في الحكومة فإن المبادرة الألمانية تعتبر مدخل لحوار مع المعارضة طبقاً لرؤية كل طرف يهدف أحداث التوافق حول القضايا العامة لكن من دون اشتراطات مسبقة بتأجيل الانتخابات التي اعتبرتها استحقاق دستوري لا يمكن التراجع عنه واعتبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأن مخرجات كمؤتمر برلين الذي انعقد نهاية فبراير الماضي بأنها تؤيد فكرة الاستمرار في الحوار للوصول إلي وفاق لا يستثني أي طرف ويحقق الاستقرار السلمي للسلطة وأن المؤتمر يرحب بأي تفاهمات تؤدي لمشاركة الجميع علي أن تكون بشروط مسبقة وأن تتم علي أساسا خارطة الطريق التي أقرتها آلية 7+7 وان تختتم جولاته بحوار الداخل.
ويري البعض بان مجرد قبول الحكومة الحذر بالإعلان الذي يتضمن ترسيم جديد للأجندة يعني أنها تتجه لإعطاء مرونة أكبر عن مواقفها السابقة لضمان كسب الرأي العالمي وعدم إضاعة فرصه دخول ألمانيا كشريك ممثل للاتحاد الأوربي.
خاصة بعد التلويح الأمريكي التي تضغط علي أجهزة الأمم المتحدة بتشديد العقوبة علي السودان في إطار سياستها الدائمة منذ منتصف التسعينات باستخدام أسلوب العصا والجزرة.
للحصول علي تنازلات، ولم يستبعد مراقبون الحديث عن تحركات نجل المهدي الذي غادر الخرطوم خلال الأيام الماضية في نشاط غير معلن لزيارة القاهرة أن يكونه  هناك مشاورات مع الإمام الصادق المهدي في اتجاه مسعى لتقريب وجهات النظر بين الحكومة وموقف الحزب الرافض لأي تفاهمات إضافة لوضعية المهدي في إعلان برلين بعد اختياره ممثلاً لقوي المعارضة مع مالك عقار في الحوار من ناحية تمارس  الحكومة كروتها علي المعارضة بتأليف أكبر تجمعات حزبية علي رأسها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لأسباب شرعية علي الانتخابات في ذات الوقت الذي تواصل فيه محاكمة بعض قيادات التحالف بدعوي التخطيط لتخريبها.
وينظر البعض لقوي اليسار التي اختار بعضها التفاوض وتمسك البعض الآخر بأن  الحل إسقاط النظام بأنها ستضع كل آمالها في الدور الألماني وآلية الحوار الأفريقي في جرجرة الحكومة لحوار ينتهي بإيقاف الانتخابات والاتفاق علي حكومة قومية.
ويري مراقبون بأن الحزب الشيوعي لن يكون في معسكر لا يوجد فيه حزباً الأمة والاتحادي الأصل وإذا اختار الأول المشاركة فلن يكون حزب الأمة بعيداً عن حلول لا يكون النظام جزء منها. 
وسبق لنائب رئيس الحزب أن أعلن في وقت سابق بان حزبهم لن يعارض قيام حكومة قومية برئاسة البشير إذا تم التوافق علي مجمل القضايا الأخرى والتي لن تكون نقطة خلاف طالما أنها تستبقي علي البشير رئيساً لمرحلة قادمة في هذه الأجواء تبقي قدرة ألمانيا ودول الغرب في إمكانية إيصال الحكومة لمسار جديد وأن بدأ صعباً ما بين القبول بخيار إرجاء الانتخابات بضمانات إدخال المعارضة في الحوار وما بين أن تستمر في موقفها المعلن (الحشاش يملأ شبكته) والبقاء في مربع المواجهة والاستقطاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة