موسيفيني .. بداية صفحة جديدة مع السودان

شغلت الزيارة التي قام بها د. حسبو عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية إلى يوغندا والتقي فيها الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني 
الذي تعهد بإكمال تعهداته بتصفية الوجود العسكري للحركات والمعارضة المسلحة للسودان. شغلت الساحة السياسية لأنها تعني بداية صفحة جديدة بين السودان ويوغندا لطالما شابتها التوترات التي ربما ارتفعت إلى النزاعات والحرب الباردة، إذ ظل الرئيس موسيفيني يغدق الدعم السخي للمعارضة منذ قبل انفصال الجنوب وهو كان الآوى الحقيقي لقرنق وجيشه الشعبي، ، وظل على هذا الحال حتى إذا ما أدي قرنق دوره الذي رسمه له الصهاينة، استخدموا موسيفيني لتصفيته. واستمر موسيفيني في دوره إلى ما بعد الانفصال وهو الآن يدعم الحركات المسلحة وقطاع الشمال بذات الوتيرة بما جعل النزاع بالمنطقتين ودارفور مستمراً على الرغم من الجهود الذي تبذلها القوات النظامية لإنهائه..
لذا فان لقاء موسفيني بنائب الرئيس حسبو واستقباله الحافل له وكسر حاجز البروتكولات حينما دعاه إلى مخاطبة الكادر السياسي للحزب والمرشحين للبرلمان وقدمه بنفسه للحديث، ثم انه يتعهد بالتزامه الذي قطعه سابقاً بتجفيف الجود العسكري للحركات المسلحة، هي مفاجأة ربما أصابت المعارضة وخاصة المسلحة بصدمة أجبرتها على الصمت وعدم التعليق.. فعبد هذه الزيارة من المتوقع أن تتحرك العلاقة بين الخرطوم وكمبالا من مربع النزاع والتوتر إلى خانة التطور والتطبيع والتعاون المشترك، فعلي الرغم من موسيفيني كان قد طالب قيادات وممثلي الحركات المسلحة والجبهة الثورية المقيمين هناك بمغادرة العاصمة اليوغندية والتوجه إلى مدن يوغندية حدودية في يناير العام الماضي، وسبق قرار آخر بمنع الحركات المسلحة الاجتماع بأراضيها، إلا أن هذه القرارات لم تنفذ فعلياً.. وموسفيني تربطه علاقات قوية مع دولة جنوب السودان ومن مصلحته ان تستمر تلك العلاقة على الاقل في التبادل التجاري بين البلدين او التداخل بين السكان، فدولة الجنوب بها العديد من ابناء يوغندا ليس كحركات مسلحة أو معارضين لنظام موسيفيني ولكن كتجار ومواطنين عاديين يدخلون ويخرجون كيف ما شاء لهم. فالرئيس موسيفيني يتملكه غرور وربما يريد ان يكون حاكم افريقيا الاول كما يحلم معمر القافي آنذاك. يجب ألا تغمض الحكومة عينيها عن موسيفيني و تلك العلاقة الجديدة، فيجب ان تكون القوات المسلحة مستعدة لأي طارئ من جانب مويسفي ومن معه.
وحاولت الحكومة بشتي الطرق أن تخلق علاقة قوية مع يوغندا وفشلت بسبب تعنت الرئيس "موسفيني" وعلاقته القوية بزميل الدراسة "جون قرنق"، إضافة إلي اتهام "موسفيني" الحكومة بدعمها لجيش الرب المعارض للحكومة اليوغندية، باعتبار كل طرف يحاول استغلال الطرف الآخر بالمعارضين.في وقت سابق انفرجت العلاقات بين البلدين، وجاء "موسفيني" إلي الخرطوم وقدم محاضرة بقاعة الصداقة شهدها عدد كبير من السياسيين.. وقد ظلت قضية إيواء كمبالا للعناصر والحركات المسلحة لاسيما حركات دارفور تمثل هاجساً كبيراً، عقب انفصال الجنوب وأصبحت تتخذ منها عمقاً وملجأ لانطلاق أنشتطها العدائية باعتبارها تمثل خطاً أحمر لأمن واستقرار السودان.. وأكد وزير الدولة بوزارة والخارجية عبيد الله محمد عبيد الله أن الوفد الأمني العسكري دمغ الحركات بتبنيها مخططات عدائية مناوئة للخرطوم تنطلق من العاصمة اليوغندية كمبالا، دافعاً بأدلة دامغة تثبت وجود أفراد وجيوب.. وحذر الوفد من وجود مخطط من قبل المتمردين.. وقال عبيدالله «يهمنا أن لا تكون يوغندا متورطة أو طرفاً في المخطط»، وأكد أن الخرطوم على علم تام بما يحاك ضدها.
عموما إذا استمرت العلاقة بين السودان ويوغندا في تطور نحو الأفضل تكون الإنقاذ قد كسبت آخر أعدائها بعد تطور العلاقات مع الرئيس التشادي "إدريس دبي" والرئيس الإريتري "أسياسي أفورقي" والرئيس الإثيوبي .
سودان سفارى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة