«اليوناميد» بعد المحاكمة هل ستغادر؟!

بقلم  :خالد حسن كسلا 

لا بد أولاً أن تنصح الدولة هذا الشعب المحترم الذي يحترم المرأة ولا يهينها كما تفعل المجتمعات في دول أخرى منها المعروف ومنها غير المعروف.. وأن تكون نصيحة الدولة هي أن تمنع كل الأسر السودانية توظيف النساء في مكاتب العناصر الأجنبية الدخيلة مثل «اليوناميد» والمنظمات الأجنبية «اللاإنسانية» التي تدعي العمل الإنساني زوراً وبهتاناً. هذه واحدة. والأمر الثاني هو أن القوى الأجنبية لا بد من فضحها تماماً في الإعلام الرسمي حينما تتهافت وراء اتهامات القوات الحكومية بما يسيء إلى المرأة السودانية.. وفي نفس الوقت تغض الطرف حينما ترتكب عناصرها من اليوناميد جرائم الاغتصاب ضد النساء.أليس من قبل تجاوبت مع شائعة أطلقتها إذاعة دبنقا على طريقة شائعات «الوات ساب» تقول بأن القوات الحكومية اغتصبت في قرية «تابت» بدارفور عدداً كثيراً من النساء؟!. هل قالت القوى الأجنبية «بحسها» العالي إنها تتمنى أن تكون هذه الأخبار التي تشبه الشائعة شائعات؟!. فعلاً كانت شائعة لكن القوى الأجنبية تمنت لو كانت حقيقة. وطبعاً مستحيل أن تكون كذلك لأن أولياء أمور النساء على الأقل لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فسيدفعون أرواحهم ثمناً للدفاع عن أعراضهم.. فأولئك النساء ليسن في مساكن معزولة وبعيدة عن مساكن أهاليهم.. فمن أين تأتيهم المصيبة من القوات الحكومية وهن بهذه الأعداد المزعومة؟!. وهل ذهبت امرأة واحدة لترفع دعوى جنائية ضد متهمين؟!.. أو هل أبلغت أولياء أمورهن بذلك؟! لكن أنظر ماذا فعلت قوات اليوناميد؟!.. وكيف تجاهلت القوى الأجنبية وإذاعة دبنقا هذه الجريمة التي وقعت ممن يفترض أن يحفظوا السلام وأهم ما في حفظ السلام هو حفظ كرامة النساء. لكن قوات حفظ السلام ها هي تريد انتهاك كرامة النساء.. ها هي تريد تحويل معسكراتها ومكاتبها إلى ما يشبه سجن «أبو غريب» العراقي.. والكفر كله ملة واحدة، من عناصر أمريكا وبريطانيا في سجن «أبو غريب» إلى معسكرات ومكاتب اليوناميد في دارفور.واليوناميد قد انتفى سبب وجودها في البلاد، بل استحقت المغادرة بدون تكريم لأنها أهانت الكرامة السودانية. والأدهى والأقسى أن تقع منها جريمة الاغتصاب على امرأة محترمة تعمل مع بعثتها ضمن الكوادر الوطنية.إن الشاكية الضحية قد أبلغت الشرطة هناك في ولاية شمال دارفور لتقوم بعد ذلك بالإجراءات الجنائية.. وفتحت الشرطة دعوى جنائية ضد ضابط كبير باليوناميد.إن الفتاة شريفة وعفيفة بدليل إنها لجأت إلى الشرطة.. أما اليوناميد فقد انتهكت كرامة البلاد. أما حركات التمرد الدارفورية.. فهي سبب إرسال البعثة.وبعثة اليوناميد لم يكن إرسالها لحفظ السلام طبعاً.. فهذه مجرد حيلة.. لكن مشروع التآمر بدأ في دارفور بنقل آليات الحرب التي كانت تستخدمها الحركة الشعبية إليها.. لقد كان عبد الواحد هو قرنق الصغير.. لكن انشق عنه «مشار الصغير». والقوى الأجنبية أعادت مشار الكبير إلى قرنق الكبير، لكنها حتى الآن لم تتحمس لإعادة الصغير إلى الصغير.ثم هل!! هل ستتناول إذاعة دبنقا بالتعليق خبر التحقق مع ضابط اليوناميد الذي اغتصب المرأة السودانية؟!. إن كانت هذه الإذاعة تعمل بمهنية فهذا خبر. وإن كانت تعمل بوطنية مع المهنية، فإن من أوجب واجباتها الوطنية أن تتناول بالتعليق الاستنكاري مثل هذه الحادثة الفظيعة. فالضابط لم يعتد على المرأة أثناء معركة أو في مكان قصي حتى نقول اعترضت طريقهم، بل هي موظفة ضمن الاصطاف الوطني في البعثة. ثم الذين ينعقون هنا في الخرطوم بالحديث عن تحرير المرأة وحقوق المرأة.. هل سيطالبون بمنع عمل المرأة حفاظاً على كرامتها؟!. أم سيطالبون بطرد اليوناميد لذات السبب؟!يبدو أن أي حراك لصالح كرامة المرأة السودانية في اتجاه استنكار هذه الحادثة سواء من القوى الأجنبية أو إذاعة دبنقا أو الناشطات في مشروعات تحرير وحقوق المرأة أو المناصرين لهذه المشروعات من المعارضين للحكومة.. يبدو أنهم سيمتنعون عن التعليقات حتى لا تصب في صالح الحكومة.. لكن ما ذنب المرأة الضحية؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة