المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2014

أم جرس الثانية .. ضوء في آخر النفق

بقلم/ عبد الرحمن الأمين دارفور غدت أم القضايا السودانية، وبات ليلها المروع ونهارها الملوع، غصة في نفوس كل أهل السودان، وفي سبيل إيجاد حل لمشكلتها، واكتشاف عقدتها واستبانه عصى أمرها، وقعت العديد من الاتفاقيات مع حاملي السلاح ابتداء من أبوجا التي ما لبث الموقعون عليها أن نقضوا غزلها ونفضوا اليد منها، ثم من بعد جاءت اتفاقية الدوحة التي أشهد المصلحة عليها ووقعت عليها حركة التحرير والعدالة وانخرطت في المشاركة من بعدها، ولحق بها فصيل بخيت دبجو، ومازال يعالج مشاركته وتنزيل ترتيباته، ومع ذلك ماتزال أطراف تتأني على الانخراط فيها والاندماج في بنودها، مني وحركته وجبريل ومجموعته وعبد الواحد ورفاقه، ولم يعد الأم قاصراً على حركات خرجت بسلاحها، وإنها باتت دارفور مروعة بقتال قبلي، هتك نسيجها وبدد أمنها وأفزع أهلها وأسهد مواطنيها. ولعل دارفور التي تدخل حربها عامها الحادي عشر، صعدت كما البرق إلى المنابر الإقليمية والدولية، بل وبلغت المحكمة الجنائية، مما يؤشر إلى أن دارفور غدت بحق قضية أهل السودان، وأن خروجها من دائرة الإنتاج هو الذي عصف باقتصادنا وباستقرارنا. ولعل الناظر والمتأمل في قضية دارفو...

حركة مني.. الحوار أم الحرب

تقرير: لازم إبراهيم  بعد انهيار مفاوضات أديس أبابا الأخيرة جلس رئيس الوساطة الأفريقية تامبو امبيكي مع الحركات المتمردة بدارفور بهدف إقناعهم للانخراط في عملية السلام الشامل التي تجري بالبلاد ووافقت الحركات من حيث المبدأ وبعد مغادرة أمبيكي السودان قامت جماعات متمردة تتبع لحركة تحرير السودان جناح مني بالاعتداء علي اللعيت جار النبي والطويشة بولاية شمال دارفور وقامت بإعمال قتل ونهب وسلب أموال المواطنين فضلاً عن تدمير أبراج الاتصالات وحرق الأسواق.  إلا أن القوات المسلحة استرجعت المنطقتين وقامت بعمليات تمشيط واسعة حول المنطقة رداً علي العمليات العدائية التي قامت بها لحركة وإعادة لحق الضعفاء ما جعل الحركة تفقد الكثير من قواتها.. هل هذا يضعف الحركة ويرجعها الي ركب التفاوض أم تبحث عن مسارح للاقتتال أخري بعد أن دحرتها القوات المسلحة في منطقة حسكنيته أمس معقل الحركات المتمردة.  اللواء الركن احمد حجر محمد الخبير العسكري قال "للصحافة" أن القوات المسلحة قادرة علي ردع الحركات المتمردة وكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات هذا البلد من خلال الذراع الطويل ولديها ما يمكنها من تحقيق ...

خطاب البشير.. رسائل في جهات مختلفة

بقلم: د. سامية علي  خطاب الرئيس البشير الأخير الذي وصفه البعض بأنه لم يأت بجدية.. فإن من يتفحصه جيداً يدرك أنه امتداد لخطابه الأول الذي كان في نهاية يناير الماضي، فالأول كان مخاطباً القوي السياسية مركزاً علي الانفتاح السياسي ومشاركة الآخرين في العمل السياسي عبر حوار وآلية تتفق عليها القوي السياسية، أما الخطاب الأخير فجاء مخاطباً الجهاز التنفيذي عبر مجلس الوزراء موجهاً بإنزال تلك الموجهات خلال خمسة محاور للإصلاح في مجالات الاقتصاد والاجتماع والعلاقات الخارجية والإعلام بجانب العمل السياسي والعدلي.  وأهم ما ميز هذا الخطاب أنه وجه بتكوين لجنة عليا لتنفيذ ما ورد في الخطاب ليكون واقعاً يمشي بين الناس، ووجه بوضع مصفوفة زمنية لبرامج الإصلاح بالجهاز التنفيذي، حتي لا يوسف بأنه مجرد حديث بتناثر في هواء الاستهلاك السياسي ثم يتبخر، وما يشير إلي أن التوجيهات تتنزل الي واقع التنفيذ ذلك التشديد علي المتابعة عبر لجان فرعية تنعقد أسبوعياً ثم نصف شهري وترفع تقاريرها الي اللجنة العليا التي ينبغي أن ترفع مخرجات التنفيذ الي مجلس الوزراء للتقييم والتقويم.  إذن فإن الخطابين لا تقاطع بي...

الشيوعي بين الحوار والثورة..

لو نجح حزب المؤتمر الشعبي في إقناع الحزب الشيوعي بالدخول في الحوار، فإن ذلك سيشكل مكسباً نوعياً كبيراً لعملية الحوار حيث سينتفي عن الحوار وصف (اتفاق أهل القبلة) وسينتفي عن لقاء الشعبي والوطني الاتهام بنوايا العودة إلى مربع الإنقاذ الأول، لان المربع الأول لم يكن لحزب الأمة فيه نصيب بل كان أول الأحزاب المعارضة للإنقاذ ولا للشيوعيين طبعاً فهم الخصوم التقليديون للإسلاميين في كل زمان ومكان، كما أن المربع الأول لم تكن فيه أية فرصة لتطعيم الشمولية الحاكمة على كل المستويات. والحزب الشيوعي السوداني وبرغم محدودية قاعدته الجماهيرية – وهذه حقيقة – لكنه وللأمانة يمثل جزءاً من الواقع السياسي الحقيقي في السودان، بل هو جزء من الواقع التاريخي الذي لم يولد في مخاضات الأزمة السياسية القائمة الآن أو تلك التي حدثت بعد 89 بشكل عام.. والماركسية التي لا يحب الحزب الشيوعي الآن الإقرار باعتناقها أو حتى الترويج لأيدلوجيتها الفكرية لكنها ظلت في كل المراحل التي أعقبت الاستقلال عدا بدايات نميري ظلت الشيوعية على طول الوقت أحدي رمزيات الرفض للواقع السياسي التقليدي، كما ان الكثير من السياسيين في السودان مروا ب...

جاسوس "إسرائيل".. رسالة الخرطوم للموساد!!

الهندى عز الدين  لا شك أنه إنجاز (أمني) مهم، ذلك الذي حققه جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالقبض على (جاسوس) يعمل لصالح دولة الكيان الصهيوني .. إسرائيل، وهو ما اعترفت به صحيفة (تايم أوف إسرائيل) في تقرير كتبه المحرر (الأمني) للصحيفة جبرائيل فيسكي. وكشفت الصحيفة أن الجاسوس الموقوف مد إسرائيل خلال السنوات الأخيرة بمعلومات حساسة للغاية ساعدتها على القيام بعدد من (الغارات) الجوية على الأراضي السودانية! * بالتأكيد فإن هذا (الجاسوس)لا يمكنه العمل لوحده، ولابد إن له (شركاء) و(مصادر) عميقة في (شبكة) تجسسية ضاربة بجذورها في (أوساط) وقطاعات وأنحاء مختلفة حتى تتوفر له تلك المعلومات (الدقيقة) لاستخدامها في ضربات (عسكرية) فائقة الدقة!! * توقيف شبكة (الموساد)، أو بعض عناصرها، عمل وطني كبير يستحق التحية والإشادة والإشارة والتنويه. (2) * الحكم بإعدام (529) من (الإخوان المسلمين) وغيرهم في مصر في جلسة واحدة للمحكمة إجراء معيب شكلاً ومضموناً، يطعن في حيادية وعدالة القضاء المصري، كما أنه يضرب (كل) العملية (السياسية) الجارية لإعادة المياه للمجري الديمقراطي) وانتخاب رئيس جمهورية جديد. * و...

خسرت الحركات الدارفورية المسلحة ولو كسِبت!

على العكس تماماً فإن التصعيد العسكري الأخير الذى قامت بها الحركات الدارفورية المسلحة فى المنطقة الشرقية لولاية شمال درافور ومناطق "الطويشة وجار النبي واللعيت وحسكنيتة ومليط" هي فى الواقع حالة خسارة إجمالية أخيرة لهذه الحركات المسلحة لجأت إليها تماماً كما يفعل المقامر على مائدة القمار وهو فى آخر حالات يأسه حين (يضع كل ما لديه) على المائدة، فإما كسب أو خسر وانزوى.  ولكي نقف على حجم الخسائر التى لحقت بالحركات المسلحة التى قادت هذا التصعيد فإننا نرى الآتي: أولاً، إن ما فقدته من عتاد ومؤن لشن هذه الهجمات غير قابل للتعويض؛ بمعنى أن منابع الدعم أصلاً كانت قد جفت ولم تعد لدى هذه الحركات من جهات توفر لها الدعم، فيوغندا منشغلة تماماً بالمشهد الجنوبي وأصبحت جزء لا يتجزأ منه وهي قلقة تماماً لأن من الجائز فى أية لحظة ان يتمكن المتمردون الجنوبيون من تحقيق اختراق كبير ومفاجئ.  أما جوبا فهي (يدها على قلبها) لأن لا أحد من قادتها على يقين من أين ستأتي ضربة المتمردين القادمة، وهو قلق لا يتيح لها أن تهتم بتقديم الدعم لحركات مسلحة تعمل فى أرض بعيدة بلا أفق ودون أمل في أن تحقق هدفاً. إذن -...

القراءة الأمريكية الخاطئة للأوضاع في السودان!

تبدو مواقف الولايات المتحدة الامريكية حيال مجريات الاوضاع فى السودان بصفة عامة مواقفاً مرتبكة غاية الارتباك.. وفي العادة فإن واشنطن وإن كانت تجيد قراءة الاوضاع إلا أنها سرعان ما تخفق فى إتخاذ الخطوة المناسبة.  فعلى سبيل المثال فإن فشل المبعوث الخاص ( دونالد بوث) فى الوصول الى الخرطوم طوال الأشهر الماضية كان يعني أن الخرطوم تدرك أن واشنطن ليس لديها (شيء) تقوله أو تفعله يفيدها؛ وقد أدركت واشنطن هذه الحقيقة وقرأتها جيداً لأن السودان قال عبر وزارة الخارجية انه لن يمنح تأشيرة دخول للمبعوث الخاص إلا إذا أبان الرجل طبيعة ما يود مناقشته، ومع مَن مِن المسئولين السودانيين؟  فهمت واشنطن الأمر وقراته جيداً ولكنها كابرت وبدت وكأنها قد صرفت النظر عن حضور مبعوثها الخاص، غير أنها وجهت (طلقات رصاصها) فى اتجاه آخر، فقد وجّهت (بغضب غير مبرر) وعبر حديث غير دبلوماسي يعوزه المنطق انتقادات للإتفاقيات السلمية التى أبرمتها الخرطوم مع الحركات الدارفورية المسلحة فى منبر الدوحة!  انظر كيف كانت خطوات واشنطن متعرجة وغير مناسبة، بل وكارثية؟ فقد كان هذا الموقف بمثابة دفع وتحريض للحركات المسلحة...

أحزاب لا تستحق شرف المنافسة!

كشفت العديد من القوى السياسية التى أشتهرت بأنها تملأ الساحة ضجيجاً عن نقاط ضعفها الأساسية حين توجست من احتمال التئام شمل المؤتمرين، الشعبي والوطني. ويمكن القول أن هذه هي المرة الأولى فى التاريخ السياسي التى تتخوف فيها مجموعة من الاحزاب من تحالف حزبين وتعلن هذه المخاوف -دون حياء- على الملأ! كما أنها بلا شك المرة الأولى التى يمنح فيها خصماً خصمه الآخر شيكاً على بياض عن نقاط ضعفه ومخاوفه وهواجسه الشخصية الخاصة.  حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي كان في مقدمة الذين تحدث عقلهم الباطن عن هذه المخاوف وجرت على لسانه. أحزاب تحالف المعارضة يساراً ويميناً، بدت مخاوفها أكثر غرابة حين تخوفت مما أسمته (اصطفافاً يمينياً) وتقصد به أحزاب الوطني والشعبي والاتحادي والأمة!  وبهذا بدا واضحاً أن الاحزاب السياسية السودانية -للأسف الشديد- ليست فى مستوى وحجم مسئوليات المرحلة، لا في الراهن الحالي، ولا في المستقبل، فمن جهة اولى، فإنها تفهم الحوار الوطني -إجمالاً- بأنه عملية مساومة سياسية بينها وبين الوطني، يقدم لها تنازلات ويفسح لها المجال لكي تصبح قوى فاعلة، تسترد جماهيريتها الضائعة، لتتقدم...

أزمة عبد الواحد محمد نور داخل حركته!

ما يجاوز الـ600 من منسوبي حركة عبد الواحد محمد نور -جنداً وقادة- وقّعوا مؤخراً وثيقة سلام مع السلطات السودانية. وكان اللافت والمثير للإنتباه حقاً فى هذا التطور الكبير أنه تزامن مع الأحداث الاخيرة التى شهدتها المناطق الشرقية لولاية شمال دارفور بما يُستفاد منه أن العمل المسلح فى دارفور فى الواقع لم يعد لديه مستقبل يذكر فى الاقليم.  صحيح إن الهجمات الاخيرة التى دار رحاها فى مناطق مهمة من الولاية فى كلٌ من اللعيت جار النبي والطويشة وحسكنيتة أفرزت واقعاً مؤسفاً كاد أن يعيد للاذهان مشاهد سابقة في بداية استعار أوار الحرب فى دارفور منتصف العقد الاول من هذه الألفية؛ ولكن الصحيح أيضاً ان ما جرى مؤخراً فى شمال دارفور رغم الضجيج الاعلامي الذي صاحبه لا يتجاوز فى أحسن فروضه محاولة يائسة وأخيرة قامت بها حركات مناوي بعد حصولها على تشوين جيد من انقاض الصراع الجنوبي الجنوبي سعت من خلالها الى لفت الانظار إليها.  وبإمكاننا أن نعدد عدداً من الأسباب التى تؤشر جميعها الى أن العمل المسلح فى دارفور يمضي الى زوال بأكثر مما يمضي الى تصاعد محتمل. أول الأسباب، ارتفاع كلفة العمل المسلح ارتفاعاً جنو...

متمردو السودان وأخطر صيف فى التاريخ!

من المؤكد أن الأوضاع العسكرية السائدة حالياً سواء فى مناطق شمال دارفور أو جنوب كردفان والنيل الأزرق إذا ما قدر لها أن تمضي بذات الوتيرة التى أعدّت واستعدت لها القوات المسلحة السودانية فإن حملة السلاح فى هذه المناطق -وربما لأول مرة فى تاريخ العمل المسلح في السودان- يجدون أنفسهم فى غضون أشهر قلائل خارج دائرة التاريخ تماماً، ومن ثم تكون أوضاعهم التفاوضية على أي طاولة مفاوضات سواء فى أديس أبابا او الدوحة محض عملية حفظ مستميتة لماء الوجه!  ويقول المفتش العام للجيش السوداني، الفريق أول محمد جراهام فى تصريحات صحفية نقلت عنه منتصف الاسبوع الماضي إن تقديراتهم تشير الى أنه وقبل تاريخ الثلاثين من أبريل المقبل سيكون الجيش السوداني قد حسم تماماً أهدافه فى تلك المناطق وفق الخطط المعدة بعناية فى هذا الصدد فيما يُعرف بعمليات الصيف الساخن التى أعلن عنها رسمياً -قبل أسابيع- وزير الدفاع السوداني، الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، أمام البرلمان السوداني.  ولعل هناك من الشواهد -على الأرض- ما يدعم بقوة هذه الفرضية أولها، نجاح الجيش السوداني طوال الأسابيع الماضية في تحرير عدد من المناطق...

الأمة حياء من المشاركة واليسار معارضة بلا تبعات

بقلم/ راشد عبد الرحيم ثمة عقبة أساسية وجوهرية تنتهي إليها جولات الحوار والتفاوض السياسي بغية تحقيق الإجماع الوطني حول مستقبل الحياة السياسية في السودان. من الواضح أن طائفة من الأحزاب المعارضة وتحديداً الأحزاب اليسارية وعلى رأسها الحزب الشيوعي السودان لا ترغب في تحاور يفضي إلى إنتقال الفضاء السياسي إلى مرحلة جديدة يبقي فيها المؤتمر الوطني نشأ في الساحة السياسية. أحزاب اليسار وهي على أعتاب مفارقة الحلفاء من أهل اليمين ((الأمة والشعبي)) تضع موقفاً وشرطاً لا يمكن القبول به وهو ان تنتج منظومة جديدة في المرحلة القادمة تؤدي إلى خروج المؤتمر الوطني من الحكم بشكل كلي وتكوين جسم جديد من خلال مؤتمر للحوار الوطني أو عبر تكوين حكومة إنتقالية. وتكوين الحكومة الإنتقالية ستكون أولي معانيه أن التي سبقت قبرت وأن الوضع الجديد فيه جدة كاملة. وليس من منطق السياسة ولا من الحكم والفهم العام ان تطلب من المسلك بالقوة أن يتنازل عنها طوعاً وبلا مسوغات منطقية لاسيما وأن المعارضة القائمة خاصة اذا خصم منها المؤتمر الشعبي والأمة وفي الأصل الاتحادي ((وعظمه)) في الحكم فإن البقية لا تهدد بقاء وك...

"حسبو" والعمل علي الأرض!!

بقلم: موسي يعقوب كانت الشكوى منذ أمد قريب في الدستوريين والتنفيذيين (مركزيين أو لا مركزيين) أنهم لا يفعلون مواقعهم ويأتونها حقها، بل يسكنون حيث هم.. لا يتحركون إلا حيث زوجات ومصالح أخري، وهذا أمر حرك الأقلام والألسن في وقت يصطاد فيه أهل الإعلام والسياسة الفرص، وذلك ما ليس منه بد. هناك ولاة يقال إن وجودهم في المركز وترددهم عليه لأغراض خاصة، أكثر من وجودهم وحراكهم في حيث المسؤولية التي انتخبوا لها أو كلفوا بها، وذلك ليس اليوم فحسب، بل منذ زمن وفترات حكم لم يعرف فيها المسؤولون الوصول إلي الأقاليم أو حيث الأزمات، يمكن الرجوع إلي تلك الأزمنة لنقف علي الحقائق. والآن هناك مسؤولون علي مستوي دستوري كبير لا يكاد يلمس لهم أثر أو يحس جراء غيابهم الطويل عن مواقعهم لأسباب يعلمونها هم ولا يعلمها غيرهم، وإن بدأوا حراكاً خفيفاً في الآونة الأخيرة. نقول هذا ونحن نفخر بما يقوم به نائب الرئيس السيد "حسبو محمد عبد الرحمن" في إقليم الأزمات وعدم الاستقرار، إقليم دارفور، وفي الولايات الأكثر شهرة وحدة في ذلك الشأن، فقد جاب أصقاع الإقليم الحدودية والتقي من التقي وقام بالكثير مما يمكن ...

المنظمات الدولية وواجب احترام الأمن الداخلي

تحليل: محمد المجمر أعلنت الحكومة السودانية إمكانية الاتفاق على مدونة سلوك بينها والمنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني بالسودان، بما يتماشي مع سيادة البلاد، وقالت انها مستعدة لمزيد من التعاون والتفاهم مع المنظمات، من أجل الارتقاء بالعمل الإنساني بالسودان. واشتكي مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم غندور الذي التقي بوفد مجموعة مديري أقسام العمليات الإنسانية بعدد من هيئات الأمم المتحدة المتخصصة، برئاسة جون غينغ، يوم الثلاثاء، اشتكي من ممارسات سالبة قال إن الحركات المسلحة تقوم بها في إقليم دارفور. ويظل ملف المنظمات الدولية العاملة في مناطق النزاع بالسودان هو الملف الشائك والأكثر إثارة للاهتمام، وذلك لأن هذه المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة وموجات نزوح ولجوء كبيرة في هذا البلد قد أصبحت كبيرة وواسعة النطاق داخلياً وخارجياً. وموقف الحكومة السودانية من هذه المنظمات مثله مثل مواقف العديد من الدول التي باتت تعمل فيها هذه المنظمات بالازدواج الذي لا يتم تفسيره الا بأن هنالك ((مصالح سياسية وأمنية)) لجهات مانحة تهدف عبرها. بطريقة غير مباشرة. لتحقيق غايات محددة. وهذا الوصف لا ينطبق ب...

قبل العودة الى التفاوض مع قطاع الشمال!

بالطبع لن يتسرع مجلس السلم الإفريقي -وهو يدرك المخاطر المترتبة على ذلك- فى الدفع بملف المفاوضات مع قطاع الشمال رغم كل ما فيها من عبثية سياسية واضحة الى مجلس الأمن الدولي؛ إذ أن كل التوقعات تشير الى أن مجلس السلم الإفريقي سيعيد الملف مرة أخرى –بموجهات أفضل– الى الآلية الإفريقية الرفيعة المستوى بعدما قرر تجديد التفويض للرئيس ثامبو أمبيكي. غير أن عودة الملف من جديد الى الآلية الرفيعة وعودة الوفدين الى طاولة المفاوضات فى أديس أبابا رهين فى الواقع بعدة نقاط إستراتيجية مهمة لا غنى عن استصحابها إذا أريد لهذه المفاوضات أن تحقق اختراقاً حقيقياً. أولاً، من الضروري إعادة النظر فى تشكيلة وفد القطاع. وربما يقول قائل إن هذه النقطة صعبة ومن المستحيل أن يرضى بها قطاع الشمال، ولكن بالمقابل فإن دخول مفاوضات كهذه هكذا دون إعداد جيد مسبق ودون مراعاة لطبيعة النزاع ووجود أطراف مؤثرة وهامة من المنطقتين لا يساعد مطلقاً على تحقيق أي تقدم مهما كانت المعطيات الماثلة. صحيح أن واشنطن تمارس نوعاً من التسويف والمماطلة عبر رئاسة الوفد الحالية الموكلة الى ياسر عرمان وأنها تود تحقيق أهداف أخرى خاصة ب...

المهددات الحقيقية للحوار الوطني!

لو لم يبادر المؤتمر الوطني -إتفقنا معه أو اختلفنا- لطرح مبادرة الحوار الوطني وإضاءة الملعب السياسي السوداني ولو ببصيص ضياء؛ لما تحرك ساكن القوى السياسية المعارضة التى قضت عقوداً وهي تجلس فى ذات المقعد بذات الطريقة فى انتظار ما تجود به الأقدار! ومهما كانت التقديرات الآن بشأن مدى جدية الوطني فى الحوار وفتح كوة واسعة ينفذ منها كامل الضوء، فإن القوى المعارضة وفق واقعها المزري الذى كانت عليه يجب أن تقرّ أنها لم تحقق انجازاً قط فى هذا المضمار بل ظلت -وربما لا تزال- غارقة فى محيط هادر من الخلافات البينية المتواصلة فيما بينها، وهي خلافات بلغت طرافتها مبلغاً جعل هذه القوى تنقسم حيال مبادرة الوطني ما بين متقبل لها وآخر رافض لها. وعلى ذلك فإن ارتفاع سقف بعض القوى المعارضة وعلى نحو مفاجئ -وفيما يشبه الحبال بلا بقر- لدى مطالبتهم منذ هذه اللحظة بحل الحكومة القائمة والإعلان عن وضع انتقالي فيه شطط يثير المخاوف بشأن مستقبل هذه القوى التى كل ما تصبو إليه الآن هو هدم القديم القائم بكامله لتحل محله بسرعة! إن كان من مهدد يتهدد حراك الحوار الوطني الجاري الآن فهو بغير شك هذه العجلة غير الم...

أسلوب قطع الطريق على الطريقة الأمريكية!

على مدى أكثر من خمس عقود مضت وطوال عمر النزاع الإسرائيلي العربي ظلت الولايات المتحدة رغم كونها أكبر دولة على مستوى العالم من كل النواحي، صاحبة الرقم القياسي فى تبني مواقف وسياسات تفسد الصواب، ولا تصلح الخطأ! وبالطبع المجال هنا لا يتسع لإيراد نماذج عديدة فى هذا الصدد فالتاريخ السياسي الحديث حافل بمتناقضاتها التى لا تنتهي، إذ يكفي هنا فقط أن منطقة الشرق الأوسط التى خصتها واشنطن باهتمام خاص، ما تزال مشتعلة وغير متوائمة وقابلة للإنفجار. أما على صعيدنا السوداني فإن من غرائب الولايات المتحدة أنها حرصت حرصاً بالغاً قبل حوالي العامين ونيف على تضمين قضية المنطقتين، جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقضية قطاع الشمال فى قرار دولي يصدر من مجلس الأمن الدولي هو القرار 2046. كان واضحاً أنها حين عملت على إصدار هذا القرار الدولي هدفت الى إلزام الحكومة السودانية -بقوة القانون الدولي- على التفاوض مع قطاع الشمال كجسم مسلح تعتقد واشنطن أنه يمثل المنطقتين على غرار ما كانت الحركة الشعبية الجنوبية فى نيفاشا 2005 تمثل جنوب السودان! وكان هدف واشنطن الظاهر والمستتر أن تعيد إنتاج النزاع السوداني الج...

العمل المسلح والثمن الباهظ.. دولة الجنوب نموذجاً!

الدروس الوطنية والعبر التى تخلفها أحداث التاريخ ليست حكراً على بلد دون بلد، فهي فى منتهاها شراكة إنسانية للكافة ولهذا فإن الناظر الآن الى الأوضاع الأمنية المؤسفة فى دولة جنوب السودان، والصراع المسلح الشرس الذي لا استثناء فيه، ودرجة التلاعب الدولي وعبث بعض المنظمات، وأجندة العديد من القوى الإقليمية والدولية هناك يتأكد له أن أي عمل مسلح له أبعاد وارتباطات خارجية فى أي دولة لا يمكن أن يفضي فى خاتمة المطاف الى نهاية سعيدة. الحركة الشعبية قاتلت شمال السودان وحكومته المركزية فى الخرطوم لعقدين ونيف من الزمان؛ جلبت فيها الدعم والسلاح والأموال من شتى أنحاء العالم بما فى ذلك إسرائيل ولم تتوانى فى إنشاء أحلاف مع قوى ومنظمات دولية مشبوهة حتى انتهى بها المطاف -بعد كل ذلكم الجهد الشاق الطويل- الى إنشاء دولتها الخاصة المستقلة فى جنوب السودان. غير أن المفارقة كانت أن ذات حلفاء الأمس وذات المنظمات التى كانت ظهيراً لها فى صراعها الدامي مع الخرطوم عادت لتلعب ذات اللعبة ضدها وفي عقر دارها! دولة الجنوب تشكو الآن -سراً طبعاً- مر الشكوى من مؤامرات يقوم بها بعض موظفي الأمم المتحدة! فقد أورد...

الخرطوم والأيقاد من الأنسب لجوبا ؟؟

تقرير: خالد فرح تحركت بعد أن بلغت روائح جثث قتلي المعارك في جوبا مشارف لندن، وسمع عمدة واشنطن ونييورك أصوات قذائف المعارك التي تدور في ملكال، حينها شعرت المملكة المتحدة بالحرج ودفعت بمبعوثها لكي يداري سوءات لندن وواشنطن في اتفاق نيفاشا الذي أورد شعب الجنوب موارد الهلاك. الإلمام بخبايا الصراع تيم موريس مبعوث بريطانيا الخاص لجنوب السودان، وصل الخرطوم قبل يومين في مهمة رسمية بعثته إليها بلاده لمعرفة دور الخرطوم الإيجابي في النزاع وجاء مورس يستجدي من خلالها الحكومة لكي تلعب دوراً إيجابياً في عملية فض النزاع الدائر بين أصحاب الأمس أعداء اليوم سلفا ومشار. ولذا فضل الهبوط في العاصمة الخرطوم قبل أن يتوجه إلي مقابلة أصحاب الشأن في جوبا وأديس أبابا. إذا كانت الخرطوم هي وحدها التي تعرف خبايا الصراع بين سلفاكير ومشار وهي الأقرب الي المساعدة في ذلك فإن بريطانيا هي الأدري بجذور النزاع الكلي بين الشمال والجنوب منذ حقبة الاستعمار في سياسات فرق تسد. قد لا تعترف بريطانيا بمسؤوليتها المباشرة ولكنها قد تعبر عن ذلك بطريقة خجولة ومحاولات بائسة لكي ترفع عن نفسها الحرج. العديد من الخبراء ير...

عقار وعرمان .. ملاحقة دولية في الإنتظار

في أعقاب وضع هيئة الإتهام في قضية الأحداث التي شهدتها ولاية النيل الأزرق في العام 2011م مرافعتها الختامية لدى المحكمة الخاصة بالأحداث بسنجة برئاسة مولانا عبدالمنعم يونس توطئة لصدور قرارها في مواجهة أكثر من (100) متهماً.فإن أحكاماً قاسية سيواجهها المتهمون وعلى رأسهم مالك عقار أير وياسر سعيد عرمان قد تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد ومصادرة الممتلكات وفق الاتهامات التي وجهت لهم بموجب القانون الجنائي وقانوني الإرهاب والأسلحة والذخيرة والتي تتعلق بعدد من المواد من بينها جرائم الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة والاشتراك والاتفاق والتحريض والمعاونة والجرائم الموجهة ضد الإنسانية واستعمال السلاح. وستكون الحكومة السودانية حينها في حوجة لعون ومساندة المجتمع الدولى والانتربول فى إلقاء القبض عليهم بعد أن عجزت فى الوصول إلى اتفاق فى ما يجرى بالنيل الأزرق وجنوب كردفان. وظلت مراراً تعلن مقاضاة الوالي المقال مالك عقار قانونياً، الإنتربول بحسب موقعها الالكتروني الرسمي فهي منظمة الشرطة الدولية الأكبر، وتضم في عضويتها (188) دولة، تأسست في العام 1923م، وتسهل التعاون الشرطي العابر ل...

أبو عيسى ... شفيق السودان القادم ...!!

في الوقت الذي اضحى فيه خارج الملعب السياسي بعد خروج أهم لاعبين (الشعبي والأمة القومي) يحاول زعيم مايسمى بتحالف قوى الإجماع الوطني فاروق ابو عيسى العودة إلى الأضواء عبر ما سماه بإعدادهم لجملة من الترتيبات من أجل إكمال هياكل التحالف بالاتفاق مع الجبهة الثورية، وقال رئيس الهيئة فاروق أبوعيسى في تصريحات:( إن التحالف متجه الآن لتنظيم صفوفه لخلق أوسع جبهة جماهيرية تضم الفئات والقوى الاجتماعية المتضررة من نظام المؤتمر الوطني). وابو عيسي كما تقول سيرته هو شيوعى قديم...شارك فى الإنقلاب على الوضع الديمقراطى القائم فى البلاد عبر إنقلاب مايو و الذى قاده العقيد أركانحرب جعفر محمد نميرى بتخطيط و رعاية و حماية و تأمين الحزب الشيوعى ـ فرع السودان،و إشراف و تأييد الإتحاد السوفييتى.. شارك المدعو/فاروق أبو عيسى، فى حكومة إنقلاب مايو بمنصب وزير الخارجية ثم وزيرا للعدل و أخيرا وزيرا لرئاسة مجلس الوزراء!! و عقب ما سمى بالحركة التصحيحية التى قادها الرآئد/هاشم العطا،غادر أبو عيسى البلاد و لجأ إلى مصر،و التى عاد منها بعد أن سمحت الإنقاذ الوطنى بعودة معارضيها للبلاد فى أغسطس 2005.. و قامت حكومة ...

قمـــة الإيقــاد..هــل تطفـئ نــيران جـنوب الســودان ؟

تقرير:  هنادي عبد اللطيف جهود وإن كانت لم تثمر نتائجها بصورة واضحة على أرض الواقع ظلت تطلقها منظمة الإيقاد حول الأزمة في جنوب السودان وإن كانت جميعها لم تتوصل إلى حل نهائي يرضي الطرفين وبين تأجيل وإلغاء للقمة التي بدأت نهاية العام السابق بعد الأحداث التي شهدتها دولة الجنوب يظهر، أن أزمة دولة الجنوب ربما تحتاج إلى عقد قمم أخرى للوصول الى اتفاق ربما يؤدي الى اطفاء نيران دولة الجنوب.ومن المنتظر ان تعقد قمة دول الايقاد  الخميس المقبل بأديس أبابا بوفد يترأسه رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير ومن المقرر أن تبحث القمة تجاوز العقبات التي تواجه المفاوضات بين الفرقاء في جنوب السودان، توطئة لبدء الجولة القادمة من المفاوضات في 20 مارس الحالي في إطار الحوار السياسي والمصالحة.ومن المتوقع أن تبحث القمة مسألة نشر قوات أفريقية من دول الإيقاد، وبعض دول القارة الأخرى، لحماية المراقبين.وذكرت مصادر بحسب «الشروق نت» أن لجنة نشر المراقبين بدأت مباشرة مهامها في جوبا، لافتاً إلى أن المناطق المتفق حولها لنشر القوات تشمل «جوبا، ملكال، بانتيو وبور» .وقالت إن نقطة الخلاف في منطقة «أكوبو» ...

واشنطن ... البحث عن منبر جديد بالدوحة

وفقاً للقراءة الواقعية لتطورات قضية دارفور، لم تكن الدوحة المحطة الأخيرة لحسم الصراع لأن الإخراج الذي أُعد في الدوحة بدا للبعض وكأنه ربما يتناقض مع الواقع والخطة التي أُعلنت من قبل لتحقيق السلام في دارفور وجعلت الدوحة منبراً لها , حيث برز على أساس ثلاثة أطراف رئيسة يجب أن تنخرط في مفاوضات من أجل الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل في دارفور مكملاً لاتفاقية أبوجا (2006) وكانت المبادرة في رؤية أصحابها سواء  كان الوسيط الدولي أو شركاء كأمريكا وبريطانيا وفرنسا أو حتى الدولة الراعية للمفاوضات «قطر» كان لهذه الأطراف مفهوم يقوم على أن السلام الذي سوف يتحقق عبر منبر الدوحة هو تكملة لنواقص «ابوجا» لكن طالما هناك أطراف لم توقع على اتفاقية ابوجا بانها بالطبع ناقصة , لذا نجد أن منبر الدوحة تمت هندسته حصرياً على التفاوض مع حركة العدل والمساواة ذات ميدان معتبر وقتئذٍ وحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد ذات وجود معتبر وسط المعسكرات أما التحرير والعدالة كانت في رحم الغيب ولم تكن جزءاً من خطة العملية المعدة لمارثون التفاوض في الدوحة وشاءت الأقدار و ساهمت جهات عدة في تحضير حركة التحرير وا...

أوضاع غامضة

حزب الأمة القومي توعد حزب الحكومة بتحريك المظاهرات إذا فشل الحوار الذي يجري الآن سراً وجهراً، ونفي الحزب تلقيه لأي أموال من المؤتمر الوطني ولا أطن أن حزب المهدي قادر على تنفيذ هذا التهديد لـ(ظروف) تخصه ولأسباب متعددة بعضها مجهول وبعضها معلوم والبعض الآخر السؤال عنه بدعة .. تحريك الشارع وتعبئة المواطنين وتنظيمهم وإقناعهم بالخروج في مظاهرات واعتصامات بالضرورة يعني الانتفاضة، والانتفاضة أو الثورة تعني إسقاط النظام الحالي، والسؤال هنا هل يستطيع حزب الأمة صبراً على ذهاب هذه الحكومة؟ في كثير من الأوقات يبدو لي أن الصادق المهدي زعيم الحزب حريص على بقاء هذه الحكومة؟ في كثير من الأوقات يبدو لي أن الصادق المهدي زعيم الحزب حريص على بقاء هذه الحكومة أكثر من حرص عناصر بـ(الوطني) عليها .. وآمال إيه.؟؟ فكل ما يريده الصادق المهدي هو أن يعمل النظام على تغيير بعض سياساته لا إسقاطه ولا ذهابه، النظام الحالي يتراءى لي وكأنه بحر والأمة بداخله كسمكة (القرش)، وما يقال عن الصادق المهدي وعلاقته بالمؤتمر الوطني حالياً يمكن أن يقال عن علاقة الحزب الاتحادي الديمقراطي ومولانا الميرغني بالمؤتمر الو...

وكلاء المقاولات الحربية فى دارفور!

فى الوقت الذي بدأت فيه بعض القوى السياسية السودانية تستشعر مخاطر التنافر والاحتقان السياسي بين كل الفرقاء السودانيين بما يتهدد أمن البلاد القومي، فإن قوى أخرى -للأسف الشديد- ما تزال غارقة فى وحل التقدير الخاطئ والذي بدأ يصل الى مستوى الخيانة الوطنية العظمى. ذلك أن الذين يحملون السلاح فى الظروف الماثلة سواء فى إقليم دارفور أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق إنما يعملون -مع آخرين- على هدم البناء الوطني السوداني عن قصد وسوء نية واضحين. ومن المفروغ منه هنا أن حملة السلاح فى كل الدنيا -بطولها وعرضها- ينتهي عندهم رفعهم السلاح فى اللحظة التى تستجيب السلطة الحاكمة لنداء الجلوس والتفاوض معهم، إذ أن الغاية من حمل السلاح هي إبلاغ السلطة الحاكمة أن هنالك أزمة فى حاجة للتفاوض لإيجاد حلول سياسية وليس من أهداف حمل السلاح، تخريب المنشآت العامة وقتل المدنيين وإعاقة الحياة عموماً وإلحاق الخسائر الاقتصادية بالدولة، وتعقيد الأوضاع الأمنية لأن من شأن ذلك إضعاف الدولة وإضعاف شعبها وتعريضها لخطر السقوط تحت أيدي الأجانب؛ ولمن أراد أن يأخذ العبرة فلينظر فى هذه اللحظات الى ما يجري فى دولة جنوب ال...

حركة مناوي ودرس بليغ في جنوب دارفور!

فى السابق كانت الحركات الدارفورية المسلحة تخطط بعناية لمهاجمة أي منطقة من مناطق إقليم دارفور للحصول على تشوين ودعم لوجستي من ممتلكات المواطنين والخاصة؛ وفى الغالب كانت خططها فى هذا الصدد تقتضي ضمان المداخل والمخارج، وسرعة الحركة لتفادي أي اصطدام غير مطلوب بالقوات الحكومية، وفى العادة كانت تنجح لأنها تنتهج نهجاً لصوصياً فى التخفي، وسرعة الهجوم، وخفة اليد والمسارعة بالهروب. الأمر هذه المرة لم يكن كما تعودت، فقد هاجمت حركة "مناوي" و"على كاربينو" مناطقاً بجنوب دارفور مؤخراً هي مناطق (السيل قسا) و (حجيرات) و (دونكي دريسة) و (أم قلجا) ومن سوء حظ هذه الحركات أنها لم تستوثق جيداً من مخارج الهروب فاصطدمت بقوات التدخل السريع فى مواجهة كانت كفتها الراجحة محسومة تماماً. ليس ذلك فحسب ولكن كانت النتيجة الصاعقة التى ظلت هذه الحركات تتحاشاها منذ سنوات طويلة أنها اضطرت لخوض معركة هي أصلاً غير معدة لها ولا مستعدة لها، وليست من بين تكتيكات خوض المعارك فى مواجهة القوات الحكومية، ولهذا كانت الصدمة كبيرة للغاية فقد اضطرت للتخلي عن المسروقات والأموال التى نهبتها من هذه...

الخرطوم والقاهرة.. صفحة جديدة ولكن..!

إتفق زيرا الخارجية فى مصر والسودان الأسبوع الماضي لدى زيارة وزير الخارجية السوداني على احمد كرتي الى القاهرة على فتح صفحة جديدة بين البلدين. وقال الوزيران فى مؤتمر صحفي مشترك عقداه معاً في خاتمة محادثات بينهما إن البلدين تجاوزا الماضي وقررا العمل على إزالة أية شوائب شابت علاقاتهما فى الفترة الماضية وضرورة فتح سبل جديدة للتعاون وتطوير هذه العلاقة الإستراتيجية. ولا شك أن هذا التطور يجيء فى أعقاب فترة وصفت بأنها كانت فترة فتور وبرود بين البلدين، استطاع خلالها السودان بدأب ومثابرة واضحين أن ينأى عن أي تصعيد من شأنه أن يزيد من توتير العلاقة أو يعكر صفوها تماماً، إذ من المعروف أن الشقيقة مصر -وبلا دواعي موضوعية يمكن احترامها- عملت على تسخين ملف النزاع الحدودي فى مثلث حلايب وشرعت عملياً فى تحويل المنطقة بالكامل الى أرض مصرية، قاطعة بذلك الطريق على إمكانيات الحل الدبلوماسي والقانوني الهادئ. وفيما يبدو أن السودان من جانبه نظر الى الأمر من زاويتين أساسيتين: الأول، أن القاهرة تعيش ومنذ نحو من عام فى خضم أزمة داخلية صعبة بسبب إزاحة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وما تقتضيه أ...

هل تضيِّع الأحزاب السودانية هذه الفرصة النادرة؟

تبدو مواقف العديد من القوى السياسية السودانية حيال دعوة الحوار الوطني الشامل التى أطلقها الوطني مؤخراً -ومضى عليها ما يزيد من الشهر- مواقفاً مستغربة، ليس فقط لبطء حركة هذه القوى وتثاقلها حيال دعوة كهذه نادراً ما تسوقها الظروف؛ ولكن أيضاً فى تراجع درجة الحماس والإقبال مع علم الكافة أن الانتخابات العامة المقرر لها العام 2015 باتت وشيكة! من البديهي أنه وحتى حلول اجل هذه الانتخابات العامة إذا لم يتسنّ التوصل لوفاق وطني قائم على أسس متراضى عليها فإن من الصعب تأجيل الانتخابات العامة لأن إجراء تلك الانتخابات محكوم بالدستور والقانون وسوف تتعقد الأمور أكثر إذا ما تم تأجيلها بأكثر مما هي عليه الأوضاع حالياً. وبوسع المرء أن يلحظ بشأن حركة القوى السياسية عدة أمور: الأمر الأول، أن القوى السياسية المعنية أساساً بالحوار وكانت تجلس على مقاعد المعارضة انقسمت وتناثرت مواقفها ورؤاها حيال دعوة الحوار! وهذا أمر فى حد ذاته مؤسف ومؤلم لأنه إذا كانت القوى التى يضمها معسكر واحد، وتلبس ملبساً سياسياً موحداً وتحدثت بصوت ولسان واحد، فرّقت بينها دعوة حوار وطني ذات طابع استراتيجي بإمكانها إحداث ن...

الشراك الخداعية فى مفاوضات الحكومة وقطاع الشمال!

نظرياً فإن المفاوضات التى دعا إليها مجلس الأمن الدولي بين الحكومة السودانية وقطاع الشمال فى صلب القرار 2046 هي مفاوضات من أجل حل النزاع الدائر فى المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق بما يفضي الى سلام دائم فيها. أما من الناحية العملية فإن من الواضح أن مقصد القرار ومن كان وراءه هو فتح المجال لدخول المنظمات الأجنبية عبر المسار الإنساني الإغاثي من جهة؛ ومحاولة استجلاب قوات دولية للفصل بين المتنازعين من جهة أخرى على قرار ما جرى من قبل فى جنوب السودان وعلى غرار ما يجري الآن فى إقليم دارفور، إذ يبدو أن المجتمع الدولي تواق لتحويل السودان الى حقل دولي يعج بالمنظمات الأجنبية والقوات الدولية فى مسلسل مصادم للسيادة الوطنية لم يسبق له مثيل. وقد كان هذا الأمر واضحاً كالشمس فى جولة المفاوضات التى جرت مؤخراً فى أديس أبابا حيث تلاحظ الإصرار الغريب من قبل وفد القطاع على ضرورة التوصل لحل للقضية الإنسانية، إذ يبدو أن وفد القطاع كل همه وهدفه الأوحد أن يخرج بإتفاق يقضي بفتح مسارات وممرات إغاثة الى المناطق التى تضررت من الحرب. ويتجلى خبث هذا الوضع فى أن أحداً بالطبع لا يمكن أن يمانع فى إيص...