
تحت عنوان (سقوط الربيع العربي في النيلين فى السودان) كتب الصحفي الجزائري "صالح عوض" مقالاً تحليلياً مطولاً بصحيفة الشروق الجزائرية. وقبل التعرض للمقال وما رود فيه لابُد من الإشارة الى ان الصحفي الجزائري صالح عوض، صحفي جزائري معروف سواء بكتاباته فى صحيفة الشروق، أو فى العديد من الصحف والمواقع الالكترونية الجزائرية والعربية.
كما ان مقاله التحليليّ المشار اليه جاء عقب زيارته للسودان فى فبراير الماضي وفي خضم الاحتجاجات والتظاهرات التى شهدها السودان، وقضى خمسة أيام تجول خلاها فى العديد من مدن السودانية والعاصمة الخرطوم، وتحدث الى العديد من السودانيين من مختلف فئات المجتمع، كما حاور بعض المسئولين فى مواقع مهمة وواجههم بالعديد من الاسئلة والاطروحات السياسية التى تضج بها الساحة السياسية السودانية.
يقول فى مقاله المشار اليه انه من خلال جولته ومشاهداته على أرض الواقع أدرك كم هي قنوات الجزيرة والعريبة والحدث والميادين تهول و تبالغ مبالغة شديدة فى عكس الاحداث وتناولها. ويشير الى أنّ اول لحظة إختبر فيها حقيقة الاوضاع كانت لدى وصوله قادماً الي السودان، فكما قال إنه لم يكن يتوقع أبداً ان يجد طريقاً لشق طريقه من المطار الى داخل العاصمة الخرطوم، اذ بدا له من خلال ما يتم بثه فى هذه القنوات ان الأمور شديدة التعقيد والاوضاع صعبة!
ولكنه دهش غاية الدهشة حين أكمل اجراءات وصوله بسير فى المطار ثم استقل سيارة أجرة مضت به الى شوارع العاصمة والحياة تسير سيرها الطبيعي والمحال التجارية والمؤساست الحكومية تعمل فى دولاب العمل اليومي المعتاد، ولا أثر لأي احتجاجات او ميادين مكتظة بالمحتجين او تعطل لسير الحياة!
ثم يمضي المقال ويؤكد ان (الحكومة السودانية بقيادة الرئيس البشير) تمسك بزمام الامور وتسيطر على الاوضاع بصورة اعتيادية، خاصة عقب فرض حالة الطوارئ و حل الحكومة المركزية وحكومات الولايات.
وللتدليل على مبالغات القنوات الفضائية يشير المقال الى انه وأثناء تواجده بأحد فنادق الخرطوم سمع في نشرة الاخبار بقناة الجزيرة بتظاهرة تجري الآن –بحسب قناة الجزيرة– فى مدينة بحري الى الناحية الشمالية من الخرطوم، فما كان منه إلا ان اسارع الى مدينة بحري، غير أنه ومنذ مدخل المدينة – كما أشار – لم يلحظة أدنى وجود لما تحدثت عنه أخبار الجزيرة. وطاف بأرجاء مدينة بحري ووجد بعض الاشخاص واضطر لسؤالهم عن التظاهرة فأخبروه بأنها محض تجمع محدود سرعان ما تفرقة ومضى لحال سبيله!
وإزداد الصحفي عوض صالح بحسب ما قال عجباً ودهشة وهو يرى القنوات تعرض ما وصفها بـ(الصورة القديمة) لتظاهرات جرت في أيام وأزمان سابقة، وإستيقن منها ببساطة شديدة لأنه فى ذات اللحظة كان فى عمق العاصمة السودانية.
المقال أورد طوافاً أيضاً بمناطق الجزيرة (وسط السودان) ولم يلحظ شيء ذي بال. لقاء الصحفي بمسئولين كبار فى الخرطوم زاد من قناعته بأن الأمر لا يخلو من (مؤامرة)، مشيراً الى ان المسئولين يقرّون بوجود ازمة فى اقتصادية وأنهم يعكفون على حلها غير أن قوى حزبية خاصة فى جانب اليسار وعلى وجه الخصوص الحزب الشيوعي السوداني استغلوا السانحة لصالح اشاعة الفوضى، مع ان الحزب الشيوعي ضُبطت مع بعض عناصره مسدسات وأسلحة تماماً كما حدث لحركة عبد الواحد نور، التى تم ضبط خلايا تخصها تعمل على تأجيج الموقف.
أكثر ما يهم فى هذه المقالة انها جاءت من صحفي عربي تكبد بنفسه عناء القدوم لموقع الحدث وكتب ما شاهده ورآه و لمسه وما تزال تعلو وجهه ملامح الدهشة مما يرى ويشاهد فى بعض القنوات العربية!
x
تعليقات
إرسال تعليق