حوار بين عبد الواحد وقادته.. هواجس ومحاذير!

حوار بين عبد الواحد وقادته.. هواجس ومحاذير!

 فى محاولة منهم للاستفادة من مناخ الاحتقان السياسي والاحتجاجات التى شهدها السودان في الايام الفائتة عقدت القيادات الميدانية لحركة عبد الواحد إجتماعاً وُصف بأنه (مهم وعاجل) بمنطقة (تروتنقا) بشمال دارفور ترأسه قائد عام الحركة المدعو (قدوره) بمعية بعض القيادات الميدانية.
زعيم الحركة عبدالواحد نور –كعادته– خاطب الاجتماع عبر هاتف (الثريا) واضعاً امام المجتمعين 4 محاور قال إنها يجب ان تمثل استراتيجية العمل فى المرحلة هذه. 
المحور الاول ان يجري تنسيق بين من أسماهم (اطراف الثورة العسكرية بجبل مرة وليبيا) ويبدو أنه يقصد بهم حملة السلاح من حركته وبين (القيادات الميدانية) فى تجمع المهنيين! ولكي يضع اكبر قدر من الثقة والطمأنينة فى نفوس المجتمعين أكد عبد الواحد -بكلمات وعبارات ضغط عليها ضغطاً- ان جهاز المخابرات الاسرائيلي يقدم دعماً واسناداً قوياً لهذا العمل. موجهاً في هذا الصدد بضرورة تحريك الشارع في اقليم دارفور وعلى وجه الخصوص معسكرات النازحين فى (نيالا، الفاشر، زالنجي) مع التنسيق عبر الوسائط الهاتفية الحديثة.
فى المحور الثاني طلب عبدالواحد بالعمل على تنسيق العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية مع رفع  تقارير دورية مدعمة بالصورة لما اسماها انتهاكات القوات الحكومية لوقف اطلاق النار بغرض تحقيق اكبر قدر من الاحراج السياسي للحكومة السودانية، غير ان بعض حضور الاجتماع من القادة الميدانيين قاطعوا عبد الواحد وقالوا له ان الامكانات المادية ضعيفة ومعنويات القوات أكثر ضعفاً مبررين ذلك بسبب غياب عبدالواحد عن الميدان وعدم (تواصله) معهم.
فى المحور الثالث -وهو الاخطر والأغرب- تداول المجتمعون حول كيفية التعامل مع بعض المواطنين المدنيين الموجودين داخل إطار المواقع الحكومية، اذ ان اي عمليات عسكرية ضد هذه المواقع الحكومية من الممكن ان تلحق بهم اضرار مباشرة ويسقط ضحايا أبرياء. وفي هذا المحور جاء رد عبدالواحد باعتبار هؤلاء المواطنين موالين للحكومة السودانية ولا ضير من سقوط ضحايا منهم أو إعتقالهم ومحاكمتهم لوجودهم فى صف الحكومة! 
اما في المحور الرابع فقد تداول الحضور حول ما أسموه (ضعف الثورة) فى اقليم دارفور عامة وعدم تفاعل المواطنين مع الحراك الحالي. وخلص التداول ان الأمر يعود الى فشل طلاب الحركة فى تنفيذ المهام الموكلة اليهم، وهذا راجع بدوره الى أختراق جهاز الامن السوداني لطلاب الحركة اضافة الى التأثير السلبي للقيادات الأهلية الموالية للحكومة ما أدى لحدوث انقسامات وتشويه صورة الحركة امام المجتمع الدولي. 
ولمعالجة هذه المعضلة وجّه عبد الواحد على الفور بضرورة تصفية هؤلاء القادة الاهليين (ليكونوا عبرة لغيرهم) وأوكل (مصطفى روكورو) أحد اشهرة محترفي الاغتيالات فى الحركة للقيام بهذه المهمة. 
تلك هي المحاور الاربعة التى تقررت فى الاجتماع. ولعل ابرز ما يمكن ان يلاحظ فى هذا الصدد ان عبد الواحد لم يعد يمتلك الشجاعة ولو فى حدها الادنى لزيارة جنوده فى السودان. فقد ظل ولسنوات طوال يكتفي بالمخاطبة الأثيرية عبر هاتف الثريا مما يزيد الشكوك حول مخاوف الرجل من معاونيه وقادته الميدانيين، خاصة فى ظل اتهامات قوية ظلت تلاحقه باستيلاءه على اموال الحركة و الدعومات التى تاتي من بعض الدول الاجنبية واجهزة المخابرات الاقليمية أو ان عبد الواحد ولكثرة الهزائم التى منيت بها حركته لا يجد طريقاً آمناً للوصول الى قادته في مخابئ ومغارات صغيرة من الصعب ضمان الدخول اليها والخروج منها، ويلاحظ أيضاً ان عبد الواحد خسر فصيله الطلابي الذى قال عنه أنه (مخترق) بواسطة جهاز الامن السوداني وهو ما يعزز الفرضية التى أطلقها جهاز الامن السوداني فى بداية الاحتجاجات فى السودان، بوضع يده على خلية طلابية تم عرضها فى التلفزيون الرسمي.
عبد الواحد لم يعد يمتلك حركة طلابية تصلح للعمل الذي يريده. وأخيراً لم يجد الرجل ادنى حرج فى طمأنة معاونيه بدعم جهاز الموساد لحركته بما يكشف ان كل ما تبقى لعبد الواحد هو القيام بتنسيق مع آخرين ومحاولة إيجاد مقعد داخل الحراك الجاري بعد تهاوت حركته فى الميدان.
x

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة