ما الذي تحقق في السودان عقب التدابير والقرارات الاخيرة؟

ما الذي تحقق في السودان عقب التدابير والقرارات الاخيرة؟

 لم تمض سوى خمسة عشرة يوماً أو اقل على القرارات والتدابير التى إتخذها الرئيس البشير لمعالجة الازمة التى إمتدت لحوالي الـ3 أشهر حتى تبدل الحال السودان فى كافة المجالات على نحو ملحوظ.
ولا شك ان ما استطاع الرئيس البشير تحقيقه على ارض الواقع فى هذه المدة القليلة نسبياً بالنظر الى المدة التى إمتدت خلالها الازمة فاق التوقعات كلها، فمن جانب اول -وهو الأمر الاكثر اهمية- فان السودان الذي كان ينظر الي الاوضاع الاخيرة فيه على انها بداية النهاية وبدأ البعض يستعد لمرحلة جديدة مختلفة استطاع ان يثبت للعالم و الاقليم ان بالامكان إعمال الحكمة وتجنب الصراعات والفوضى.
درس سياسي بليغ للغاية قدمه السودان لدول المحيط الاقليمي والعالم انه بلد قادر على حماية أمنه القومي والمحافظة على استقراره بجهوده الذاتية وبأقل ثمن سياسي و أنه ترقى فى مجال الممارسة السياسية والحس الوطني كثيراً جدا ولا مخافة منه او عليه.
ومن جانب ثاني فان منهج الحوار الذي إبتدعه السودان اصبح فيما بعد منهجاً اختطه العديد من دول العالم و الاقليم أثبت بالفعل انه منهج قادر على ترسيخ مقتضيات الوحدة و التآزر والتضحية وتقديم الوطن على ما عداه، وقد حرص الرئيس البشير ضمن خطابه الشهير -الجمعة قبل الماضية- على التأكيد على منهج الحوار وعدم الممانعة فى الجلوس مع الآخر مهما كانت درجة الخلافات بغية الوصول الى نقاط التقاء وطنية متجردة. 
ولا شك ان اروع ما في هذه النقطة ان الرئيس البشير وبعد ان امسك بقوة بمؤسسات الدولة السودانية ووطد اركانها دعا الى الحوار وأكد على قوفه على مسافة واحدة من كافة المكونات السياسية للتحاور والمناقشة ذلك ان اي تفرق واعتصام كل طرف بشيعته وعصبته كان من المؤكد سيقود الى صراع لا أحد يعلم كيف كانت ستكون مآلاته ولكن كان من المفروغ منه ألا تكون هناك دولة ومؤسسات كما جرى للعديد من دول الجوار الاقليمي المعروفة التى ما زال الصراع فيها طرياً لم يجف بعد.
ومن جانب ثالث فان الرئيس بهذه التدابير الاستراتيجية وفر مناخاً جيداً للاقتصاد السوداني الذي يعاني من فساد المفسدين و عبث المضاربين فى العملة الاجنبية وكان واضحاً ان اقتصاد السودان بدا يتعافى فى حين حدث إنخفاض واضح في سعر الصرف لصالح الجنيه السوداني . وهو أمر اشاع مناخاً من الارتياح لدى عامة السودانيين اذ ان الازمة الخانقة فى الاقتصاد كانت هي اصل الازمة ومن المؤكد ان اي انفراج ولو بنسبة ضئيلة يعيطي الامل، ومن ثم يتصاعد الارتياح وتبدأ الامور فى التحسن المضطرد. 
وهكذا، فان ما تحقق فى بحر اسبوع او يزيد قليلاً يمكن اعتباره انجازاً كبيراً، إذ لا أكثر من حفظ أمن الدولة السودانية وحقن دماء شعبها و الشروع عملياً في التأسيس لمنصة سياسية زاخرة بالمساواة بين المكونات السياسية تستعد و تعد نفسها لخوض الاستحقاق الانتخابي لترسيخ التداول السلمي للسلطة فى بلد أنهكته ازماته المتطاولة وعانى الأمرين جراء المؤامرات التى أحكيت ضده وما يزال البعض يتربص به!
x

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة