أمريكا تحتاج إلى السودان!

أمريكا تحتاج إلى السودان!

خطّ الكاتب الصحفي البريطاني (لورانس فريمان) مقالاً تحليلياً مطولاً خلص من خلاله إلى ما أسماها (حاجة أمريكا للسودان) المقال نشر على موقع (Www.moderghana) سرد فيه الكاتب جملة من المعطيات فيما يخص العلاقات السودانية الامريكية حيث طالب الكاتب الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) لوضع علاقات السودان بالولايات المتحدة (على مسار ايجابي)! وضرورة ان الدخول في محادثات مباشرة تفضي إلى تخفيف العقوبات المالية والتجارية المفروضة على السودان اذ ان السودان كما يشير الكاتب يمتلك موقعاً استراتيجياً جيداً في شرق افريقيا وسبق له وربما لا يزال يتعاون مع الولايات المتحدة في ما يخص الارهاب و تحركات داعش.
ويشير الكاتب إلى فشل الادارات الامريكية المتعاقبة فى اجتراح استراتيجية ايجابية واضحة في تعاملها مع السودان. ويمضي الكاتب لينصح الرئيس ترامب بأن الفرصة الان سانحة للدخول إلى طريق الحرير البحري الصيني للمشاركة في بناء البنية التحتية والحيوية في افريقيا والسودان وإن السودان مؤهل ليصبح مركزاً للصناعة التحويلية و الزراعية و مواعين النقل ولامتلاك السودان موارد معدنية ومساحات زراعية شاسعة.
و يؤكد الكاتب أيضاً –ضمن معرض تعديد حاجة امركيا للسودان– ان الازمة الناشبة في دولة جنوب السودان لن يحلها إلا السودان بحكم اقترابه منها وإلمامه بخباياها و تفاصيلها. ومما لا شك فيه ان الكاتب فريمان بهذه الاطروحة الاستراتيجية لامس عصب العلاقة بين واشنطن والخرطوم.
ففي اعقاب قرار رفع العقوبات الاقتصادية اواخر العام الماضي توقع خبراء العلاقات الدولية والمهتمين بالقضايا الاستراتيجية ان تدرك واشنطن اهمية السودان من الناحية الاستراتيجية لها. أهمية جغرافيا السودان في العالمين العربي والافريقي بالنسبة إلى المصالح الحيوية الامريكية. اهمية قيام علاقة تبادل مصالح مستدامة يستفيد من ريعها كل طرف استفادة كاملة بحيث يصعب على طرف المساس بها او الاستهانة بما تحققه.
ان السودان بالطبع ليس في حاجة لطرح نفسه وتسويقها دبلوماسياً للدولة العظمى، فهي بالضرورة تعرف وتحيط بخبايا هذا البلد وكافة تفاصيل نهضته و إمكانياته؛ ولهذا فحين يشير خبير بريطاني إلى حاجة امريكا للسودان ويعدد هذه العناصر المهمة لهذه الحاجة فانه قطعاً يفعل ذلك لا لصالح السودان، ولا لصالح واشنطن او لصالح الدولتين؛ وإنما لصالح مجمل العلاقات الدولية بين الدول باعتبار ان علم العلاقات الدولية قائم اصلاً على المصالح وتبادل المنافع المهمة.
وتبدو الآن كل توجهات دول العالم باتجاه خلق الكيانات الكبيرة والدخول في مشروعات عملاقة مشتركة، رأينا ذلك في الاتحاد الاوربي ومجموعة الـ77 ، والصين وطريق الحرير، والتعاون الصيني الافريقي؛ فهي كلها أوجه للتعاون المشترك من اجل خدمة منافع مبتادلة الهدف منها رفد الساحة الدولية في كافة المجالات بفوائد جمة.
وحين يقول كاتب بريطاني ان امريكا تحتاج للسودان فهو أيضاً يدرك من واقع إلمامه بمجريات الامور ان واشنطن هي التى سعت سعياً حثيثاً لفصل جنوب السودان ظناً منها ان في قيام دولة مسيحية في الجنوب اقرب لتحقيق مصالحها ولكن واشنطن سرعان ما فجعت فجيعة كاملة بتطورات الاوضاع في دولة جوب السودان والصراع الدامي الذي اندلع دون ان تلوح بأية بادرة لانتهائه.
 وطالما ان واشنطن ما تزال تؤمل في حل الصراع هناك، فان أقرب معاون لها في هذه المهمة الصعبة هي السودان باعتبارها الدولة الام الملمّة بكل جوانب الصراع، والقدرة على التوسط والضغط لانهائه. إذن الكرة في ملعب واشنطن، فهي في موقع المحتاج وصاحب الحاجة يجب ان يقوم إلى حاجته! 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة