(الثروة الحية)

(الثروة الحية)
بالنسبة للنائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول بكري حسن صالح، فإن السودان يمتلك 120 مليون رأس من الثروة الحيوانية، هذا غير الثروة الحيوانية المائية،
مشيرا إلى أن صادر الثروة الحيوانية للعام 2016 بلغ 868 مليون دولار، مؤكدا أنها تمثل مقوما أساسيا من مقومات ازدهار الاقتصاد الوطني، وضمانا للأمن الغذائي المحلي والإقليمي والدولي. كان الفريق يضع أرقامها ساعتها في منصة وزارة الثروة الحيوانية التي كانت تقيم مؤتمرا قوميا للثروة الحيوانية في قاعة الصداقة بالخرطوم أمس، وذلك وسط حضور كثيف لافت للنظر وتوجد كثير من الدول العربية والأفريقية وعلى رأسها مفوضية الثروة الحيوانية بالاتحاد الأفريقي، الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي،
ومفوضية الإيقاد بالإضافة إلى وزراء الثروة الحيوانية بكل من الولايات المتحدة الأمريكية، هولندا، البرازيل، مصر، نيجيريا وتشاد، وجنوب السودان بالإضافة للمصدرين والمستثمرين المحليين والأجانب في قطاع الثروة الحيوانية وقطاع الرعاة. ومشاركة داخلية من وزراء ومسؤولي الثروة الحيوانية بالولايات ووزراء القطاع الاقتصادي وعدد من المسؤولين الدستوريين والتنفيذيين.

(1)
وجه رئيس مجلس الوزراء بعدم تصدير لحوم وحيونات حية ما عدا صادر الهدي، وشدد خلال مخاطبته المؤتمر على الدولة أهمية تطوير الصناعة التحويلية لقطاع الثروة الحيوانية والمضي قدما بالقطاع صوب مقتضيات التطوير، لافتا إلى توقيع عقد بإنشاء المسلخ القومي خلال زيارة نائب الرئيس الصيني للسودان والمبشر بإنتاج وفير الى جانب المنحة التركية والشراكة السعودية لإنشاء خمسة عشر مسلخا بحلول 2020. وقال “لن نصدر لحوما حية إلا للهدي”، لافتا إلى ضمان عدم إهدار الثروة عبر التصدير الخام، واصفا الثروة الحيوانية بأنها من بين الثروات التي تتمتع بميزات عالية في الصناعة التحويلية والتي ستكون منهجا في المجال الصناعي لتحقيق اقصى فائدة للبلاد.

واعتبر صالح الثروة عاملا للاستقرار إذا أحسن إداراتها بتوفير المراعي والمساقي والرعاية البيطرية، مضيفا أنها تظل عاملا مهما في الحفاظ على البيئة تنوعا وتجددا وحيوية، كما تمثل مقوما مهما من مقومات القوة الوطنية في بناء العلاقات الخارجية المستندة على إمكانيات حقيقية وقدرات ضخمة مع تدني أساليب إنتاجه وبين دول لا تملك هذه الثروة وتتمتع بقدرات فائقة في التصنيع الحيواني، لافتا إلى أنها المزاوجة بين المادة الخام والتكنولوجيا التي تقتضي تفكيرا يتجاوز الأطر التقليدية المتوارثة، داعيا إلى أهمية النظر في السبل الأمثل لتطوير المراعي الطبيعية بالاستفادة من اجواء السلام والاستقرار وضرورة بث ثقافة الصحة الحيوانية وتعزيز سبل الإرشاد البيطري في المجتمعات المحلية باستمرار الارشاد لتعين المنتجين على اكتساب المعارف والمهارات، بالإضافة إلى تمكين القطاع الخاص لزيادة الاستثمار في هذا المجال الحيوي والواعد.

(2)
من جهته، شدد بشارة جمعة أرور وزير الثروة الحيوانية على أهمية عودة بنك المزارع وبنك الثروة الحيوانية ومؤسسة تجارة الماشية واللحوم بشكل قوي لدعم وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، مشيرا إلى سعي الوزارة لتطوير القطاع بالارشاد والتوعية وبمزيد من البحوث وتحسين النسل والسلالات.
وقال لدى مخاطبته المؤتمر إن الشعار الكبير (ثورتنا في ثروتنا) يتطلب منا الارادة والهمة والعلم بتقديم البحوث والخبراء والعلماء والشركاء في قطاع الثروة الحيوانية، والعمل جميعا من أجل المصلحة الوطنية.
وقال إن الوزارة لديها في مجال الارشاد والتوعية اذاعة الثروة الحيوانية، معربا عن أمله ان تكون لها قناة فضائية لإرشاد المربين والرعاة، موضحاً أهمية الاستفادة من الثروة الحيوانية لما تمثله من أمن غذائي للمواطنين ودعامة للاقتصاد القومي، مشيرا الى اهمية الشراكات مع القطاع الخاص والشركات الدولية لتنمية وتطوير القطاع.

(3)
من جانبه، قال الدكتور جلال الدين رابح وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية إن من أهداف المؤتمر إبراز أهمية الثروة الحيوانية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتحقيق مبادرة رئيس الجمهورية للأمن الغذائي العربي واستعراض قضايا الثروة الحيوانية الصحية والتمويلية والمعوقات التي تعترض مسيرتها واقتراح الحلول اللازمة لها، وابراز أهمية دور البحوث في تنمية وتطوير القطاع والاهتمام بحفظ الموارد والسلالات تعضيدا لزيادة الإنتاج والإنتاجية وبلورة دور الثروة الحيوانية في الاستثمار التنموي، وتأكيد دور القطاع الخاص كشريك فاعل مع رصيفه القطاع العام.
وأشار إلى ان المؤتمر يناقش محاور تتضمن الاقتصادي والاجتماعي، السياسات والتشريعات والقوانين، صحة الحيوان والبحوث والخدمات البيطرية، تنمية قطاع الإنتاج الحيواني والتمويل والمشاريع الدولية. وأضاف أنه يقام خلال المؤتمر معرض لمنتجات الثروة الحيوانية وشركات الأدوية المحلية والعالمية وعكس انشطة الوزارة في مجال تطوير قطاع الثروة الحيوانية، بجانب سمنار عن الأمن الغذائي.

وقال إنه من المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في تطوير الثروة الحيوانية في مختلف مجالاتها وإنزالها على أرض الواقع تنعكس على المربين في زيادة الانتاج والانتاجية حتى تدعم استثماراتها وصادراتها خزينة الدولة بالعملة الصعبة.
الجدير بالذكر أن الحكومة ممثلة في وزارة الثروة الحيوانية على هامش المؤتمر، وقعت خمس اتفاقيات في مجال المسالخ مع شركة هولندية وشركة زادنا، واتفاقية للتحسين الوراثي مع شركة ويل وايف الأمريكية، واتفاقية ثالثة في مجال تطوير صناعة الدواجن مع معهد هولندي، واتفاقية أخرى في مجال الاستزراع السمكي مع شركة برازيلية واتفاقية خامسة في مجال المراعي مع شركة برازيلية، كما تم خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم عدد من وزراء.
نقلاً عن صحيفة اليوم التالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة