حركات دارفور والشرق.. الموتى لا يعودون أبداً للحياة!

حركات دارفور والشرق.. الموتى لا يعودون أبداً للحياة!

 من غير المعروف على وجه الأكيد ما دار فى اذهان بعض دول الجوار بشأن شرق السودان. المعلومات فى هذا الخصوص شحيحة الى حد كبير و ربما هي متوفرة بقدر ما لدى بعض الجهات السيادية فى الدولة. ولكن من المؤكد ان حركات درافور المسلحة سوف ترتكب اخطاء جذرية مصيرية باهظة الثمن ان هي سايرت مخططاً لفتح جبهة عبر الشرق!
ولسنا هنا فى حاجة لتعداد المصائب التى وقعت فيها حركات دارفور نفسها فى العشر سنوات الماضية. عشرات المصائب و المحن المؤلمة ولغت فيها هذه الحركات بغير حيطة و حذر ودون  استراتيجية وبغباء نادر كان حصادها تحطم فقرات عمودها الفقري بقرقعة لا تخطئها الاذن ولا يتحملها القلب!
ففي (قوز دنقو) 2014 لفظت حركة العدل والمساواة آخر انفاسها على يد قوات الدعم السريع. وفى جبل مرة قبل عام ونيف قضت حركة عبد الواحد نحبها بعد ان تسيدت قمة وسفوح الجبل الاكثر من عقد من الزمان ! قوات الدعم السريع أنزلتها من الجبل وجعلتها رمالاً وحصىً يدوس عليه البهائم والسابلة على هامش الطريق!
حركة مناوي سددت فاتورتها فى العام الماضي رغم الدعم الليبي و المصري! وفوق كل ذلك فان هذه الحركات المسلحة (فقدت رجولتها) حتى في اقليم دارفور وبين اهلها، وعلى ارضها ومجالها الحيوي الطبيعي بفضل أيدي الدعم السريع الباطشة، ثم خاضت فى الرمال الليبية ومارست العمل المسلح مقابل المال و لم تحصل على ارباح، وقبلها خاضت فى مستنقعات دولة الجنوب وعانت الأمرين هناك و سرقت و إغتصبت فاصبحت (مطلوبة) من المليشيات الجنوبية المسلحة.
هذا التاريخ المثقل بالمخازي و الاجرام البائس لا يؤهل هذه الحركات لخوض مباريات اخرى بلا جمهور وفي ملعب غريب عليها، شاسع، ساخن ولا يحتمل، ولهذا فان وصول قوات الدعم السريع و انتشارها على امتداد الحدود الشرقية للسودان في ظل سيطرة هذه القوات على الحدود الغربية و الجنوبية أطاش سهام وعقل الذين خططوا لفتح ثغرة على الشرق.
حركات دارفور لا تستطيع حتى ولو انتوت الانتحار ان تنتحر على رمال وتراب الشرق الحارقة فالهرب صعب ومستحيل و التقدم الى الداخل باهظ الثمن ومكلف ويصعب احتماله. والأكنى من كل ذلك ان هذه الثغرة -ثغرة الشرق- مجربة من قبل. جربتها الحركة الشعبية قبل حوالي 17 عاماً ولم تفلح، إذ سرعان ما حاصرتها القوات المسلحة و أجبرتها على التقهقر باتجاه الحدود الارترية وهي تلعق جراحها الملتهبة. و تخطئ أسمراً خطأ استراتيجي ان هي اعادت ذات اللعبة بذات الطريقة غير مدركة للمتغيرات و التطورات فى السودان!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة