طرد المتمردين من الجنوب ما جدواه ؟

أن تعد جوبا الخرطوم كما فعلت من خلال تعبان دينق أثناء زيارته مؤخراً إلى  الخرطوم بطرد المتمردين السودانيين من جنوب السودان، فإن أهم سؤال هنا هو يتجهوا إلى أين ؟. > هل إلى يوغندا مثلاً ..؟ و هل تؤيد الحكومة السودانية أن تحتضنهم يوغندا وتفتح لهم المعسكرات .. وتتوسط لهم في إقامة الجسور للدعم الأجنبي من غذاء وتدريب وتسليح ؟. > لو الحكومة السودانية تقبل ذلك فما الفرق بين جنوب السودان وبين يوغندا خاصة في وقت أصبحت فيه دولة جنوب السودان شبه مستعمرة يوغندية ؟. > و لو رأت الخرطوم أن إبعاد معسكرات المتمردين من جنوب السودان يبعدهم عن الحدود السودانية باعتبار أن هذا يقلل من نسف الاستقرار، فإن داخل السودان يمتلئ في منطقة كاودا بولاية جنوب كردفان بالدروع البشرية من عناصر المنظمات الأجنبية لكي لا تدخلها قوات الحكومة .. وتحسم بذلك على طريقة قوز دنقو وجود التمرد هناك . > وجوبا في نهاية المطاف يمكنها ولو باقتراح من مستشاريها الأمريكيين واليهود مثل جون ونتر وتيد قاني أن توجه حلفاءها المتمردين السودانيين إلى كاودا .. فهي منطقة المعركة الأخيرة بين قوات الخرطوم والمتمردين . وجزء من المتمردين مع حفتر والحكومة السودانية تستنكر ذلك تماماً ..وقد لمَّح الرئيس البشير بالاستنكار يوم الاحتفال بحل السلطة الإقليمية بحضور الرئيس التشادي دبي . > والرئيس التشادي سبق أن فعل ما فعله القذافي ويفعله الآن حفتر وهو بحكم الانتماء إلى القبيلة التي يعتبرها أغلى من الوطنين السودان وتشاد يمكنه حل مشكلة حركة العدل والمساواة إذا رفضت الحركة الشعبية أن تزحم بها كاودا وتصبح عالة عليها وهي لا تحارب لا الحكومة السودانية لتحقق انتصارات تفيدها و لا المعارضة الجنوبية بقيادة مشار لنفس الغرض من القتال مع قوات حفتر ضد الثوار الليبيين الذين أسقطوا القذافي وحكموا معظم الأراضي الليبية من طرابلس . > و خبر الأمس الذي يتحدث عن أن جوبا تطلب من متمردي السودان مغادرة أراضيها رشح لسبب واحد هو انتهاء المهلة التي سيعقبها قفل الحدود السودانية الجنوبية . > لذلك جاء هذا القرار كخطوة إسعافية للحفاظ على المصداقية في العلاقات من جانب جوبا .. بعد أن وعد تعبان دينق الخرطوم بشيء لن يكون واقعياً . > فكان المطلوب من حكومة جوبا أن تبدأ بفك الارتباط بين قوات قطاع الشمال والجيش الشعبي وتعلن عن تسريح كل القوات في الفرقتين التاسعة والعاشرة . > فحركات دارفور الآن ليس بمقدورها مواصلة القتال .. وتأثير عبدالواحد على الأرض من خلال استمرار معسكرات النازحين أقوى من تأثيرها . > لكن حكومة جوبا هل جادة بالفعل في تسريح العناصر السودانية من الجيش الشعبي التابع لها ؟. > هذي هي جذور المشكلة .. ولابد من إعادة هيكلة جيش جنوب السودان .. لسببين مهمين هما أولا ً ألا يكون بديله المستقبلي الجيش الوطني المكون حديثاً بقوات من أبناء كل القبائل . ثانيا ًلكي تستطيع حكومة جوبا تنفيذ ما وعدت به الخرطوم .. لأن متمردي قطاع الشمال يتبعون للجيش الشعبي بقيادة سلفا كير . > والمتمردون راحوا يوسطوا بعض الدول لكي تتراجع جوبا عن وعدها .. ليضعوها أمام خيارين .. إما إساءة العلاقة مع السودان وإما إفشال مخطط التآمر الأجنبي ضد السودان . > ترى أي خيار ستختاره جوبا ..؟ و دولة جنوب السودان هي نفسها تمر بأوضاع أمنية سيئة جدا .. سيئة للغاية .. وأفضل لها أن تعيد هيكلة جيشها حتى لا يستمر جيش المعارضة موازيا ًومكافئاً له . > تهديد الحكومة السودانية بقفل الحدود حال لم تطرد جوبا المتمردين السودانيين يتجاوز وعد حكومة جوبا بطردهم ويجرعليها وبالا ًوهي في مثل هذه الظروف . > الحل التوفيقي لجوبا هو أن تفك حركتا مناوي وجبريل وكل حركات دارفور ارتباطهما بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب ممثلة بقطاع الشمال .. وتخرج بذلك من وعد جوبا بطرد المتمردين . > وهو حل صعب التنفيذ طبعا ًلأنه سيضطر الحركتين للحاق بقواتهما الموجودة في ليبيا من أجل الإغاثة لو كان لهما أمل استئناف الحرب أو التوجه إلى أديس أبابا لاغتنام الفرصة في هذا الوقت وفي المستقبل لهما الخيار باستئناف التمرد مثلما فعل مناوي بعد أن وقَّع على اتفاقية أبوجا . غدا ًنلتقي بإذن الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة