السودان واللاجئين وتناقضات المجتمع الدولي!
من المؤكد ان
المجتمع الدولي لا يجهل حقيقة ان السودان –البلد المثقل بالقرارات الدولية،
المثقل بالعقوبات الاقتصادية، المتهم بإرتكابه جرائم حرب وجرائم ضد
الانسانية، والملاحق لدى محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الحقوقية، وينشط
ضده
الآلاف من جماعات الضغط– هو أكبر بلد
يستوعب لاجئين من دول الجوار القريبة ودول الجوار البعيدة بأعداد كبيرة
تؤثر دون شك على اقتصاده المنهك بالعقوبات وتؤثر على نسيجه الاجتماعي
وثقافته.
المجتمع الدولي على علم تام بهذه الحقيقة المدهشة، ونقول حقيقة مدهشة لأن: أولاً، من المستحيل ان يتمكن بلد بالمواصفات التى يتهم بها من استيعاب هذه القدر المهول من اللاجئين، فالمفوضية السامية لشئون اللاجئين بالمنظمة الدولية تقول فى تقاريرها الرسمية ان اعداد الفارين من دولة الجنوب جراء الصراع الدامي الدائر هناك تخطى الـ(1.000.000) لاجئ، موزعين بين دول الجوار ويستوعب السودان وحده -من مجمل هذا العدد- حوالي (500.000) لاجئ، أي نصف مجمل لاجئي الجنوب!
جمعية الهلال الاحمر السوداني قالت إنها تقدر وصول ما بين 40 الى 50 اسرة جنوبية يومياً عبر معابر النيل الابيض وتتوزع فى المنطقة! هذه الطاقة الاستيعابية المهولة للسودان فى استيعاب اللاجئين لا يمكن الاستهانة بها فهي تعني على اقل تقدير ان هذا البلد آمن ولديه حكومة قوية ولديه اقتصاد جيد رغم ما يواجهه ويعانيه ومن ثم فإنه لا مجال للاعتقاد أن السودان بلد سيء، بلد حروب، وجوع، وغياب للحريات وحقوق الانسان.
ثانياً، لم يقتصر إيواء السودان للاجئين على اللاجئين الجنوبيين وحدهم، هناك الفارين من بعض الظروف الطبيعية الصعبة، ارتريا وإثيوبيا منذ سنوات ويقيمون داخل السودان. هناك لاجئين من سوريا و فلسطين يتعامل معهم السودان من واقع التزاماته العربية والإقليمية .
وبدون أدنى شك لو لم يكن السودان آمناً وقادر على مواجهة تحدياته لما وصل اليه الآلاف من السورين الفارين من جحيم الحرب المستعرة فى سوريا والتى فقات كل تصور! وعلى ذلك فإن السودان فى واقع اصبح مأوى للفارين من الحرب ومجالاً حيوياً للاستجمام، الأمر الذي تنتفي معه الاتهامات الموجهة اليه.
ثالثاً، الأمر الملفت للنظر فى هذا الصدد أن ولايات كردفان ودارفور تستضيف لاجئي دولة جنوب السودان رغم ما يشاع من وجود حروب فى هذه الاقاليم وولاياتها. فكيف يتأتى عقلاً ومنطقاً أن يستضيف السودان لاجئين فارين من الحرب إلى حرب أخرى؟ إذن يمكننا القول إن السودان بقيامه بهذا الدور الإنساني الكبير وإسهامه فى إيواء وإطعام اللاجئين، فضلاً عن تمرير المساعدات الانسانية للمواطنين الجنوبيين فى دولة جنوب السودان يؤدي دوراً مفصلياً مهولاً لا يمكن لعاقل أن يغمطه إياه. هذا الدور يقتضي من المجتمع الدولي سواء التحلى بقدر من الانصاف او أمعن فى ظلم هذا البلد، عدة أمور أهمها:
أولاً، أن يتم فتح المجال أمام السودان ليمارس دورته الاقتصادية كاملة وان ترفع عنه العقوبات الجائرة غير المبررة. ثانياً، ان يقتنع المجتمع الدولي -ولو بنصف منطق- ان السودان ليس بالشكل الذي يتم تصويره وتروجيه دولياً كونه ينتهك حقوق مواطنيه ويشعل الحروب ويهدد السلم والأمن الدوليين. ثالثاً، ان يمنح حق مناقشة إخراج القوات الدولية المكلفة بمهمة حفظ السلام فى دارفور (يوناميد) إذ ان استقبال السودان لهذا الكم المهول من اللاجئين الذي ربما يصل الى أكثر من (مليون لاجئي) هو في حد ذاته بمثابة دليل على أنه بلد آمن أو على اقل تقدير لديه حكومة تسيطر على الاوضاع وليست فى حاجة الى قوات دولية تصرف مليارات الدولارات وتسهلك وقوداً وتضيع وقتاً لكي تقوم بمهام حفظ السلام! كيف يتم حفظ السلام وحماية مدنيين في بلد فيه كل هذا الكم من اللاجئين بعلم ومعرفة المجتمع الدولي؟
المجتمع الدولي على علم تام بهذه الحقيقة المدهشة، ونقول حقيقة مدهشة لأن: أولاً، من المستحيل ان يتمكن بلد بالمواصفات التى يتهم بها من استيعاب هذه القدر المهول من اللاجئين، فالمفوضية السامية لشئون اللاجئين بالمنظمة الدولية تقول فى تقاريرها الرسمية ان اعداد الفارين من دولة الجنوب جراء الصراع الدامي الدائر هناك تخطى الـ(1.000.000) لاجئ، موزعين بين دول الجوار ويستوعب السودان وحده -من مجمل هذا العدد- حوالي (500.000) لاجئ، أي نصف مجمل لاجئي الجنوب!
جمعية الهلال الاحمر السوداني قالت إنها تقدر وصول ما بين 40 الى 50 اسرة جنوبية يومياً عبر معابر النيل الابيض وتتوزع فى المنطقة! هذه الطاقة الاستيعابية المهولة للسودان فى استيعاب اللاجئين لا يمكن الاستهانة بها فهي تعني على اقل تقدير ان هذا البلد آمن ولديه حكومة قوية ولديه اقتصاد جيد رغم ما يواجهه ويعانيه ومن ثم فإنه لا مجال للاعتقاد أن السودان بلد سيء، بلد حروب، وجوع، وغياب للحريات وحقوق الانسان.
ثانياً، لم يقتصر إيواء السودان للاجئين على اللاجئين الجنوبيين وحدهم، هناك الفارين من بعض الظروف الطبيعية الصعبة، ارتريا وإثيوبيا منذ سنوات ويقيمون داخل السودان. هناك لاجئين من سوريا و فلسطين يتعامل معهم السودان من واقع التزاماته العربية والإقليمية .
وبدون أدنى شك لو لم يكن السودان آمناً وقادر على مواجهة تحدياته لما وصل اليه الآلاف من السورين الفارين من جحيم الحرب المستعرة فى سوريا والتى فقات كل تصور! وعلى ذلك فإن السودان فى واقع اصبح مأوى للفارين من الحرب ومجالاً حيوياً للاستجمام، الأمر الذي تنتفي معه الاتهامات الموجهة اليه.
ثالثاً، الأمر الملفت للنظر فى هذا الصدد أن ولايات كردفان ودارفور تستضيف لاجئي دولة جنوب السودان رغم ما يشاع من وجود حروب فى هذه الاقاليم وولاياتها. فكيف يتأتى عقلاً ومنطقاً أن يستضيف السودان لاجئين فارين من الحرب إلى حرب أخرى؟ إذن يمكننا القول إن السودان بقيامه بهذا الدور الإنساني الكبير وإسهامه فى إيواء وإطعام اللاجئين، فضلاً عن تمرير المساعدات الانسانية للمواطنين الجنوبيين فى دولة جنوب السودان يؤدي دوراً مفصلياً مهولاً لا يمكن لعاقل أن يغمطه إياه. هذا الدور يقتضي من المجتمع الدولي سواء التحلى بقدر من الانصاف او أمعن فى ظلم هذا البلد، عدة أمور أهمها:
أولاً، أن يتم فتح المجال أمام السودان ليمارس دورته الاقتصادية كاملة وان ترفع عنه العقوبات الجائرة غير المبررة. ثانياً، ان يقتنع المجتمع الدولي -ولو بنصف منطق- ان السودان ليس بالشكل الذي يتم تصويره وتروجيه دولياً كونه ينتهك حقوق مواطنيه ويشعل الحروب ويهدد السلم والأمن الدوليين. ثالثاً، ان يمنح حق مناقشة إخراج القوات الدولية المكلفة بمهمة حفظ السلام فى دارفور (يوناميد) إذ ان استقبال السودان لهذا الكم المهول من اللاجئين الذي ربما يصل الى أكثر من (مليون لاجئي) هو في حد ذاته بمثابة دليل على أنه بلد آمن أو على اقل تقدير لديه حكومة تسيطر على الاوضاع وليست فى حاجة الى قوات دولية تصرف مليارات الدولارات وتسهلك وقوداً وتضيع وقتاً لكي تقوم بمهام حفظ السلام! كيف يتم حفظ السلام وحماية مدنيين في بلد فيه كل هذا الكم من اللاجئين بعلم ومعرفة المجتمع الدولي؟
تعليقات
إرسال تعليق