السلام: وقائع وتوقعات

السلام: وقائع وتوقعات

(1)
٭ المعلومات والمصادر تشير إلى أن الرئيس سلفاكير ميارديت قد استدعى قبل عشرة أيام مالك عقار قائد الحركة الشعبية وفي اجتماع طويل شرح مستجدات الواقع في دولة جنوب السودان والظروف السياسية

والعسكرية والاقتصادية وانهى الاجتماع بجملة واضحة (لسنا على استعداد للمضي قدماً في اثارة غضب السودان) واقترح على الحركة أن تبرهن على الجدية في السلام، وغير خفي أن دولة جنوب السودان في ظل ظروفها الاقتصادية غير قادرة على توفير أي دعم عسكري أو مالي أو تشوين للحركات المسلحة في المرحلة القادمة.
٭ وبينما ينشط قادة من داخل صف الحركة الشعبية ومن بينهم عبد الله تيه ورمضان حسن في مواقف مناهضة لقيادة الحركة الراهنة وطريقتها في التعاطي مع الملفات السياسية.
(2)
٭ وغني عن القول ان المحيط الاقليمي داعم للتفاوض وعلى الأقل تحقيق وقف للعدائيات بصورة شاملة، وبكل مظاهرها، وتم اقتراح مسارات متعددة وجرت مراسلات واشارات تصريحاً وتلميحاً للمضي قدماً في مسار التفاوض وتحقيق سلام شامل، ويعزز ذلك رفض شعبي للحرب ومظاهرها، وقد تعاظم اسهام الأغلبية الصامتة والتي عبر عنها القيادي من جنوب كردفان خميس جلاب والذي تم تجريده من كل مناصبه في الحركة الشعبية لكونه ميالاً إلى نبذ الحرب، وعاد للأضواء من جديد تلفون كوكو كبديل جديد يعبر عن أبناء جنوب كردفان وأقرب إلى هموم المنطقة والمواطن، وفي ظل كل هذه المعطيات يبدو ان المرحلة القادمة تمثل خطوة جديدة في مسار السلام.
(3)
٭ المجتمع الدولي ميال أكثر إلى تحقيق السلام، وفي ظل مظاهر الحروب المتعاظمة في الشرق الأقصى وفي العمق الافريقي، وما انتجته من هجرة غير شرعية أنهكت الدول الأوربية وشكلت مهدداً أمنياً خطيراً، وتبين ان اثارة القلاقل والحروب تمثل تهديداً للأمن والاستقرار العالمي، ولذلك فإن العالم ينزع الآن إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار، وأكثر من ذلك ان المنظمات والأحلاف التي ظلت تتمتع بوفورات مالية لدعم هكذا حركات تقلصت قدرتها على التمويل والحركة واستقطاب الدعم.
٭ لكل هذه المعطيات، فإن خطوة أمبيكي القادمة ربما تشير إلى الوصول إلى قناعات كلية بأهمية الانتقال إلى مرحلة جديدة في مسار التفاوض وصولاً إلى السلام.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة