المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2014

قبل بدء المفاوضات

< طبقاً لبيان مجلس السلم والأمن الإفريقي عقب الجولة الأخيرة للتفاوض في شأن المنطقتين في مارس الماضي، فإن الجولة التفاوضية التي ستبدأ اليوم بين وفدي الحكومة وقطاع الشمال في الحركة الشعبية ستكون الأخيرة والحاسمة.  < وتبدأ هذه الجولة ولم تتلق الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثامبو أمبيكي، رد قطاع الشمال حول الورقة المقدمة من الوساطة في «16» فبراير الماضي خلال الجولة الأولى، وطالبت آلية أمبيكي وفد قطاع الشمال بأن يكون رده على كامل النقاط الواردة نقطة نقطة.. حيث أنها تسلمت رد الحكومة في الموعد المقرر له في «27» فبراير الماضي عقب تعليق المفاوضات في جولتها الأولى. < ومن خلال متابعاتنا لمجريات التفاوض يبدو أن قطاع الشمال بالحركة الشعبية مازال في مواقفه ومربعه الأول لم يتزحزح منه قيد أنملة، ففي حال عدم تقديمه رده على الوساطة ستضطر الوساطة إلى إعلان أنه الطرف الذي يعيق التفاوض، وترفع ذلك في تقريرها لمجلس الأمن والسلم الإفريقي وإلي مجلس الأمن الدولي. < وحتى هذه اللحظة لم تتبدل المواقف التفاوضية، فالحكومة ترى أن التفاوض يجب أن يحصر في...

سقوط المدن النفطية.. نجاح المؤامرة.

ٌٌُاذا كانت القدرات العسكرية للحركة الشعبية آخر ايام التمرد لم توصلها إلى حسم الحرب لصالحها فتصل إلى المدن الكبرى والقرى من حولها في جنوب السودان، فذاك كان بسبب وجود القوة العسكرية الحكومية التابعة للخرطوم. الآن الجيش الشعبي لم يستطع حماية المدن والقرى التي تسقط في أيدي المتمردين بقيادة مشار واحدة تلو الأخرى. لم يصبح الجيش  الشعبي بعد انفصال جنوب السودان بل بعد اتفاقية نيفاشا مثل الجيش السوداني الذي كان يحمي هناك المدن والقرى ومناطق حقول استخراج النفط. وكان بمقدور الجيش الشعبي آخر أيام التمرد قبل وقف اطلاق النار عام 2002م أن يحتل بعض المناطق الاستوائية البعيدة مثل توريت، وهي أول منطقة بدأ فيها التمرد والعدوان على الشماليين عام 1955م وآخر منطقة دخلها التمرد، وكان ذلك بعد التزام الخرطوم بوقف اطلاق النار، فيما لم تلتزم حركة قرنق مما يعني أن احتلالها كان غدراً. الآن جعل الله كيد الجيش الشعبي في نحره، فقد ورث هو القوات المسلحة هناك لكنه أضاع الإرث العسكري العظيم الذي طالما حمى قبائل الجنوب من التمردات على مدى نصف قرن من الزمان. «الاستعمار» في الحقيقة كان «استدماراً»، فهو...

«الأقطان» و«زهرة» خرجت ولم تعد.

يتابع الناس في بلادي هذه الأيام في بعض الصحف اليومية فتح ملف قضية «الأقطان» من جديد وهي طبعاً قضية فساد معروفة، والآن تتعامل معها الدولة بما تستحق، واسترداد مال الدولة طبعاً أهم للمواطن من الملاكمة الكلامية بين الأطراف هذه القضية، لكن ما خسره المواطن من مال عام في مؤسسة «الأقطان» ماذا يساوي مقارنة بما خسره في المؤسسات الحكومية الأخرى منذ عقود؟! المواطن إذا كان لم ينعم بحكم جيّد يحمي ماله فهو أيضاً لم يرزق بمعارضة ذكية مجرد وجودها في الساحة يحمل حكام الدولة محمل الجد على الحفاظ على ماله. إن «معارضتنا» تريد أن تحكم وأن يُعاد لها الحكم، وهذه الفكرة تجعل المواطن الحصيف غير المخدّر بالتبعية إلى طائفة معينة أو حزب معين ذي شعارات براقة، تجعله ينظر إلى الأحزاب في المعارضة بانها تريد العودة إلى الحكم لتمد هي يدها إلى المال العام بأساليب مختلفة. الآن هل اهتمت الاحزاب المعارضة بقضايا الفساد وملفاتها وخرجت لنا بتقارير موضوعية تجعلنا نحِنُّ لعهودها؟!. هل تخشى أن ترد عليها الحكومة الحالية بالمثل؟! أي هل الفساد المالي من القواسم المشتركة؟! إن الفساد السياسي الذي كان متمثلاً في التمسك ...

الحكومة تدين عمليات التصفية الجسدية للسودانيين في بانتيو

أدانت الحكومة عمليات التصفية الجسدية التي تعرض لها السودانيون في بانتيو، في وقت اعتصم فيه آلاف التجار السودانيين بجوبا حداداً علي أرواح زملائهم الذين قتلوا في بانتيو. وجددت الخارجية السودانية موقفها المعلن بضرورة حل الخلافات السياسية بين الأطراف المتصارعة في جنوب السودان بالطرق السلمية ودون اللجوء للسلاح، وأكدت أن السودان ظل يدعو لابتعاد الأطراف الخارجية عن المشاركة في القتال الدائر الآن. وأكدت في بيان صادر أمس (الأربعاء) تلقت "التغيير" نسخة منه أن الحكومة ظلت ترصد تورط حركات المعارضة السودانية المسلحة في القتال الدائر في جنوب السودان، مما أدي إلي تعرض المواطنين السودانيين الذين أثروا البقاء في مناطق القتال للاستهداف وعمليات التصفية الجسدية من الأطراف المتقاتلة. وأدانت الخارجية قتل المدنيين السودانيين في بانتيو وعمليات التصفية الجسدية التي طالت الذين لجأوا إلي دور العبادة، وأكدت رفضها أي محاولة لتبرير تلك الأعمال العدائية، وطالبت الأطراف المتقاتلة في جنوب السودان باحترام القانون الدولي والإنساني في الأثناء اعتصم أمس (الأربعاء) آلاف من التجار الشماليين في جنوب ...

خطاب البشير .. (نصف رأيك عند أخيك)

مؤشرات ايجابية عديدة أفرزها خطاب رئيس الجمهورية الأخير حول الحوار الوطني وهي مؤشرات بحسب مراقبين تشير لتغيير مهم في إستراتيجية حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم ،فالرئيس أبدى حرصه خلال الخطاب ألا يتخلف أي من الأحزاب عن الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية، وأن قراراته الأخيرة ستسهم في تعزيز الثقة بين الأطراف. والشواهد تشير إلى إنخراط الوطني في الحوار مع القوى السياسية والشخصيات القومية يأتي إنطلاقاً من قاعدة (نصف رأيك عند أخيك)، مع تأكيده على استمرار مسيرة الحوار الوطني التي تمضي الآن وفقاً لما هو مخطط لها، فالمناخ الآن ملائم لدفع عملية الحوار للأمام في هذه المرحلة من تاريخ السودان والتي تتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية تجاه القضايا الوطنية.مع تجديده الدعوة للأحزاب الرافضة للانضمام المسيرة الحوار استجابة لنداء الوطن والوصول إلى كلمة سواء تخرج البلاد إلى بر الأمان، فحل مشكلات البلاد تتطلب مشاركة الجميع في الهم الوطني. وكرر الرئيس تعهّده البشير خلال افتتاح دورة برلمانية جديدة، بمواصلة الحوار "المفضي إلى العدالة المطلقة في توزيع السلطة والثروة"، مؤكدا أن...

الثورية تتخذ أسوأ قرار خاطئ فى تاريخها!

عبر بيان مطول قال إنه تضمن تقييماً مستفيضاً للأوضاع فى البلاد قالت الجبهة الثورية إنها توصلت الى قرار برفض المشاركة فى الحوار الوطني الشامل الذي ينتظم السودان هذه الايام. البيان عزا رفض المشاركة الى ما أسماها استمرار العمليات العسكرية فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ومنع إيصال المساعدات الانسانية وإصدار أحكام قضائية ضد قادة الجبهة الثورية. وفى جانب من البيان تقول الجبهة الثورية إنها من الأساس لا ترفض مبدأ الحوار واصفة إياه (ببضاعتنا رُدت إلينا) ولكنها قرنت ذلك بما أسمته تهيئة المناخ ووقف الحرب، وإقامة وضع انتقالي وتحول ديمقراطي حقيقي. ولا شك أن الجبهة الثورية -بهذا البيان- وقعت في ذات الخطأ الاستراتيجي الذي كانت قد تورطت فيه بعض قوى تحالف المعارضة، ولم يكن أمراً غريباً -والجميع يعلم ما بين الثورية وقوى التحالف من صلات ووشائج- أن يتشابه موقفهما، وقع الحافر على الحافر، غير أن الثورية زادت عدة عيارات على خطأ قوى التحالف، إذ على الرغم من تماثل المواقف فى رفض الحوار إلا بإستيفاء جملة اشتراطات، إلا أن أوضاع الثورية تختلف. ففي الوقت الذي فيه بإمكان قوى التحالف -متى ما ...

جنوب السودان.. إلى أين؟!

< تتطور الأحداث في دولة جنوب السودان بشكل متسارع، فعلى الأرض اتخذت الحرب منحى خطيراً بسيطرة المعارضة المسلحة بقيادة د. رياك مشار على كامل ولاية الوحدة وخاصة قلبها المتمثل في مدينة بانتيو عاصمة الولاية، وبذا تصبح مناطق البترول في هذه الولاية قد خرجت من أيدي الحكومة بقيادة سلفا كير، ويمكن أن تلحق بها مناطق فلوج وعدارييل التي تحاصرها قوات مشار وتقترب من السيطرة عليها بالكامل. < وتشهد الساحة الجنوبية في ميادين القتال تراجعاً ملحوظاً لسيطرة الحكومة، وهي بالفعل لا تفرض هيمنتها إلا على أجزاء من بحر الغزال والاستوائية وقليل من ولاية البحيرات وجونقلي، بينما وقعت أعالي النيل الكبرى لقمة سائغة بين أسنان المتمردين. < وإذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال وتوالت انتصارات المتمردين، فإن جوبا لا محالة ستسقط وستنهار دولة الجنوب الوالغة في حرب أهلية مدمرة.. ويصبح العامل الجديد بسيطرة قوات رياك مشار على ولاية الوحدة ومناطق إنتاج البترول، بمثابة قطع حلقوم ومريء دولة الجنوب وكل شرايينها، ولن تكون قادرة على الحياة فـ «98%» من موارد هذه الدولة تعتمد على البترول الذي انخفض إنتاجه بسبب ...

بدايات الضربات القاضية لحركة «خليل»

جاء في الاخبار أن متمردي جنوب السودان دمروا معسكرات في بلادهم تتبع لحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم. وبهذا يكون ما قام به المتمردون الموالون لرياك مشار أكثر  نفعاً بالنسبة لصالح الأمن والاستقرار في البلاد من زيارات سلفا كير وتصريحاته الدبلوماسية وهو في مأزق لا يُحسد عليه، وهو الذي فتح أو رتضى على الأقل فتح حدوده للتمردين الذين طردتهم التطورات في ليبيا. نعم تلك التطورات كانت سبباً في أن يتعرض قائد حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم  للقتل. سلفا كير ليس سياسياً، وأبسط فكرة لم ينتجها ذهنه، وهي أن حسم «العدو الشمالي» يعني فتح المجال لعدو جنوبي من داخل الحركة الشعيبة بالنسبة لرئيس الدولة. والعدل والمساواة التي تعلم المخابرات الامريكي والموساد الاسرائيلي انها تتبع لمجموعة منشقة من الحزب الحاكم في السودان لن تجد دعماً مثل حركة عبد الواحد وحركة مناوي من خارج افريقيا، ولذلك تبقى حكومة جوبا هي الوحيدة التي يمكن أن تدعمها، لكن المتمردين بدأوا هناك يحولون هذا الدعم إلى رماد. لقد دمروا معسكرات حركة العدل والمساواة. وفي اليوم الثاني من التدمير كانت بانتيو في قبضة قوا...

الطفلة «أسماء» ضحية إفرازات التمرد

لماذا أصلاً وطئت قوات «اليوناميد» القوات الأممية والإفريقية المشتركة أو «الهجين» أرض دارفور؟! لأن  فيها حرب بين حركات متمردة من «جهات»، وبين الحكومة من جهة. إذن «قوات يوناميد» جاءت لحفظ الأمن وتنفيذ بعض الاتفاقيات وهذا معروف. هل حفظت الأمن؟! خاصة في نيالا حيث تعرضت ابنتنا الصغيرة الطفلة البريئة «أسماء حامد محمد خميس» لدهس من مدرعة تابعة لليوناميد. طبعاً ليست هي الحادثة الأولى، لكنها الأدهى والأمر لأن ضحيتها طفلة.. واحرّ قلباه. من منكم إذا تعرضت ابنته لمثل الحادث لا يتألمّم؟!. ولا يعلن التمرد الذي فتح البلاد لقوات كأنما جيئ بها لتزيد الطين بلة؟! إن خطيئة التمرد مقتل طفلة اسمها «أسماء». قوات أجنبية تأتي من بلاد الايدز والمؤامرات تتجوّل بمدرعاتها داخل مدن إقليم دارفور الكبرى حينما يسودها الهدوء وتنسحب منها حينما تأتي عليها عواصف الاعتداءات من المتمردين. تصول وتجول في ذاك الهدوء الذي يسبق تلك العواصف. لكنها لا تدخل لصد العواصف. فهي لم تأتِ لأمن واستقرار المواطن هي تقتل الأطفال.. تقتل البراءة بمدرعات التآمر وصناعة النفوذ. دول الاستكبار تحاول استضعاف السودان بعد اختلال ال...

من حدود «1956م» إلى حدود خط عرض «22»

أما يكفي السودان مشكلات حدود عام 1956م، حتى تذهب الجارة الشقيقة مصر لتزيد من رقعة ابتلاع بعض المناطق السودانية فتؤزم حدود خط عرض «22» بين مصر والسودان. السودان يصبر على مشكلة أبيي وقبلها يتحلى بالصبر على احتلال حلايب، وها هو صبره يفتح الشهية أكثر لتدخل «11» قرية سودانية ضمن المناطق المحتلة. والغريب أن منطقة النوبة تاريخياً تمتد إلى شمال أسوان، لكن مصر لا تتعامل بهذا التاريخ وإنما بتقسيم الاحتلال البريطاني في وادي حلفا وبتقسيمها هي الخاص في حلايب وشلاتين. لكن السؤال المهم هنا على خلفية الهجوم البرلماني على الجهاز التنفيذي بشأن موقفه من التطور على ساحة قضية حلايب. يعتبر البرلمان أن الحكومة متساهلة وغير واضحة تجاه مشكلة احتلال حلايب. لكن الآن إضافة الى مشكلة حلايب فقد برزت في الساحة قضية جديدة في ذات الحدود.. حدود خط عرض «22» وهي أيضاً تعتبر حدود 1956م الشمالية إذا كانت تلك هي الجنوبية. الطريف أن هذه القضية الجديدة هي قرى نوبيين تقع جنوب خط عرض «22» ومنها وزيران سابقان لخارجية هما جمال محمد أحمد ومحمد توفيق أحمد وعددها «11» قرية. وضمها الى مصر الآن يعني أن وزيرين مصريين كا...

المقاتلون الأجانب يخلطون أوراق "سلفا- مشار"

تحليل: محمد حسن المجمر أكد زعيم حركة التمرد في جنوب السودان رياك مشار، في مقابلة حصرية مع "فرانس برس" أنه يريد السيطرة علي العاصمة جوبا وحقول النفط الأساسية محذراً من أن الحرب الأهلية لن تتوقف قبل سقوط الرئيس سلفا كير. وفي وقت يدخل فيه النزاع في جنوب السودان شهره الخامس تزامنا مع محادثات سلام هشة، وقال مشار من مكان سري بولاية أعالي النيل الاثنين الماضي إذا كنا نريد إسقاط سلفاكير فجوبا هي هدف وحقول النفط أهداف. وتأتي بهد هذه التصريحات المنسوبة للدكتور مشار، أحداث "بانتيو" التي قامت قواته باقتحامها بعد عمليات شرسة ودامية ضد قوات الجيش الشعبي، ويصدروا أوامرهم "للعاملين في حقول النفط" بالمغادرة وبذلك "تغلق الآبار". هذه التطورات المتزايدة في الصراع الجنوبي ترفع أكثر من "علامة حمراء" في هذا البلد المنكوب بالحروب الأهلية، لأنه ببساطة حينما يتم توقيف "إنتاج البترول" هذا يعني "خنق الحكومة ومؤسساتها المالية" في جوبا، ما يعزز من المزاعم التي ذهبت الي أن الدكتور رياك مشا يحارب خصمه سلفاكير بطريقة غير تقليدية في هذ...

الأحزاب ومأزق بناء القواعد

بقلم/ عبد الرحمن أحمدون فقدت الأحزاب صلتها بقواعدها لفترة أكثر من عشرين عاماً وفي خلال هذه الفترة لم يحدث أي لقاء بين القيادة والقاعدة على أي مستوي وأحزابنا تميزت بأنها تقيم الورش لبحث مشاكل الناس وهي بالتالي لا تعرف أي شيء عن مشاكل الناس وكل قضاياها محصورة في معرفة عدد الأتباع وأتباعها أنفسهم موروثون منذ الأجداد وولاؤهم تقليدي لا يتغير اختلطت فيه القداسة بالسياسة.. هذه الأحزاب وجدت نفسها فجأة لا تعرف كيف تقيم الليالي السياسية ولا كيف تخاطب الجماهير والمطلوب منها بناء قاعدة جماهيرية قوية وهي بالتالي لا تعرف من أين تبدأ. حتى نقطة البداية لا تعرف أين هي وعليها أن تعيد بناء قواعدها خلال شهور قليلة. وقال إن الحكومة أحرجتها عندما أفقدت قواعدها القدرة على الحركة بين الجماهير خلال عشرين عاماً فهي الآن لا تعرف أين الجماهير وكيف تبدأ معهم هل تبدأ من القرى والفرقان أم تبدأ من الأحياء السكنية في العاصمة. هل تبدأ من المدارس والجامعات؟. والمطلوب الآن بناء قواعد جماهيرية قوية ولن ينتظرها أحد حتى تستكمل قواعدها والعالم يتحرك إلى الأمام ويقال إن الحكومة لم تمنحها مدة محددة لبناء القو...

بشائر السلام من أم جرس بتشاد الشقيقة

راي : احمد محمد علي ود القش نتابع باهتمام شديد اللقاء السوداني التشادي على حدود البلدين الشقيقين لتأمين سلام دارفور وسلام السودان وسلام تشاد عامة من أي حروبات أو تعديات، بعد أن أجمع أهل دارفور على أن السلام هو الوسيلة الوحيدة لبناء وتنمية دارفور.. وبالتالي جميع ولايات السودان في المرحلة القادمة، وبعد قناعة تامة بأن السلاح والآلة الحربية تدمر ولا تعمر.. ولهذا جاء الاجماع الوطني الجامع لكل الأحزاب ولكل قادة التمرد تعضيداً وتأكيداً لتحقيق الهدف السامي هو وقف الحروب ورمي البندقية والجنوح إلى ركب السلام الذي تقوده الدولة بإيمان وصدق بقيادة المشير البشير.. كما أنه قد سرني جداً استجابة أحزاب المعارضة إلى ركب السلام لحل إحدى القضايا الكبيرة الخطيرة التي تواجه جميع أهل السودان، وأننا على قناعة تامة بأن قوتنا تكمن في وحدتنا ووحدة كلمتنا، وليس بعد ذلك عصياً على الحل سررت لمشاركة الدكتور حسن عبد الله الترابي والشيخ السنوسي وآخرين عن حزب الشعب الديمقراطي، وسعادة اللواء «م» فضل الله برمة نائب رئيس حزب الأمة القومي جناح الإمام السيد الصديق المهدي، الزعيم الوطني المعروف، والذي لا تحتاج...

هذه هي أسباب إحجامهم عن المشاركة فى الحوار!

لن نغالي إن أجزمنا بأن قوى تحالف المعارضة -أو بالأحرى ما تبقى منها فى حظيرة التحالف- لن تشارك فى حراك الحوار الوطني الشامل حتى ولو استجاب المؤتمر الوطني لكل اشتراطاتها الهلامية. ففي الوقت الذي اعتقد فيه بعض المراقبين ان قوى التحالف وبعد القرارات الهامة التى اصدرها الرئيس البشير فى فاتحة اللقاء التشاوري الذي جرى في قاعة الصداقة أمسية السادس من ابريل الجاري والتى قضت باطلاق الحريات كافة سوف تبادر وعلى الفور لقبول الجلوس فى المائدة المستديرة، فإن هذه القوى سارعت بالاعلان عن (استمرارها) على موقفها السابق بألاّ تشارك ما لم يتم إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وإيقاف الحرب. وهي اشترطات -لدهشة كل القوى السياسية وكل المراقبين والمحللين السياسيين- ذات صلة بالحوار نفسه، أي أنها هي نفسها الجزء الاكبر والهام ومن الحور الذي ينتظر أن يناقشها، ولهذا ثبت جلياً ان هذه القوى غير راغبة بل وغير جادة فى المشاركة في الحوار مهما كانت المغريات السياسية ولا توجد مغريات سياسية أعلى وأغلى من تلك القرارات الرئاسية التى دخلت حيز التنفيذ فعلاً, ولعل السؤال الجوهري الهام فى هذا الصدد يتمثل في ط...

العدل والمساواة تبدأ بسداد فاتورة تدخُّلها في الجنوب!

قالت أنباء واردة من ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان إن دويّ انفجارات قوية وحرائق وأصوات اشتباكات ظلت تتردد طوال الأيام الماضية ببعض مناطق (فاريانق) التى تتمركز فيها قوات حركة العدل والمساواة التى يقودها جبريل ابراهيم. أحد القادة المحليين فى المنطقة يُدعى (أتير ماويت)، وتفيد الأنباء بأنه موالٍ للدكتور رياك مشار قال للصحفيين إنَّ أسباب هذه الانفجارات ودوي المدافع بالقرب من فاريانق تعود الى وقوع مواجهة عسكرية دامية بين متمردي دولة جنوب السودان وحركة العدل والمساواة. القائد (ماويت) أشار جازماً ان شحنات أسلحة وذخائر تتبع لحركة العدل والمساواة قام المتمردون بمهاجمتها وكانت محمّلة تحت غطاء مساعدات إنسانية خاصة بالأمم المتحدة، ووجّه انتقادات شديدة اللهجة لحركة العدل والمساواة التى قال إنها ارتكبت فظائعاً يندِّي لها الجبين فى ولاية الوحدة بحق المدنيين العُزل ونهبت الأموال من البنوك واستولت على شاحنات وعربات، مؤكداً ثبوت حالات إبادة ومجازر جماعية ارتكبتها الحركة فى ولاية الوحدة. ولا شك أن هذا التطور الميداني الخطير يمثل علامة فارقة فى تاريخ حركة العدل والمساواة التى أثارت الإستغر...

أحزاب تعرقل الحوار الوطني!

قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إن معظم أحزاب تحالف المعارضة وافقت على الحوار الوطني ما عدا حزبا، الشيوعي والبعث العربي. وحتى هذين الحزين -بحسب الدكتور مصطفي- وردت اشارات ايجابية عديدة للوطني باستعدادهما للحوار غير أن هذه الاشارات لم ترد بعد موثقة ومكتوبة، لكن الوطني ماضٍ فى طريق اقناع هذين الحزبين بالانخراط فى الحوار. د. مصطفي أورد هذه الاشارات فى معرض تبريره لتأخر عملية الحوار والتى يعتقد الكثير من المراقبين انها عملية شاقة وليست سهلة وتحتاج لكل ساعة ودقيقة، ولهذا فإن أي تأخير أو عراقيل ما تزال جاثمة أمام هذه العملية تعتبر بمثابة عوائق من الضروري التغلب عليها، فمن جانب أول فإن في ذلك دلالة على اهتمام الوطني -بصرف النظر عن أي شيء- بضرورة انخراط الجميع فى الحوار الوطني دون اقصاء أحد، أو التقليل من شأن احد إذ أن البعث والشيوعي ومهما كانت رؤاهما ومواقفهما هما حزبان سودانيان لكل منهما كامل الاحترام ويستحقان استصحابهما فى الحوار. ومن جانب ثاني، فإن الموقف نفسه يكشف عن أمر قلناه مراراً وتكراراً من أن الحوار السياسي وتحديد رؤية كل حزب وأ...

لـــقــاء ديبــي وجــبريل إبراهــيم .. إمكانيــة فـــرص النجـــاح

فتحية موسى السيد: تعتبر مدينة أم جرس، حاضرة دار الزغاوة في تشاد و مسقط رأس الرئيس التشادي إدريس ديبي، على ضوء ذلك انعقد الملتقى بين الرئيس التشادي وأعيان وزعماء الزغاوة السودانيين، حيث أعلن الرئيس ديبي  تحذيره لكل أبناء القبيلة الحاملين للسلاح، للانضمام من أجل دفع عملية السلام ليس باتفاق أو مؤتمر صلح مع الحكومة، وعليهم فقط الانصياع وفق توجيهاته بوصفه زعيم وممثل القبيلة، موضحاً أن دارفور ينبغي أن تنعم بالسلام، قاطعاً على نفسه مسؤولية جر  كل القبيلة للسلام، فالحرب الجارية الآن في دارفور ليست في مصلحة البلدين ، لذلك الغرض انعقد ملتقى أم جرس الأول ،أما الملتقى الثاني فقد  شمل كل الطيف الدارفوري، بسحناتهم المختلفة باعتبارهم «أصحاب وجعة»، لكن اللافت للنظر غياب المتمردين عنه خاصة متمردي الزغاوة، باعتبارهم الثقل الأكبر في التمرد أي  «80% » منهم . غياب الزغاوة تحديداً أكد عدم سيطرة إدريس ديبي عليهم، في وقت راهن الأخير على إقناعهم واستمالتهم إلى التفاوض والسلام، باعتباره زعيم القبيلة. أما جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ومني أركو مناوي رئيس حركة تحرير...

تبرير الشيوعيين وحزب الترابي

{ كيف لا يكون هناك مبرر لمقاطعة بعض الأحزاب للحوار كما يقول المؤتمر الشعبي؟! إن السياسة أسواق وإذا كان حزب الترابي يرى أن أرباحه في سوق «الحوار».. فهناك أحزاب تخسر فيه وتربح في سوق المقاطعة للحوار. الحزب الشيوعي مثلاً وحزب البعث العربي الاشتراكي انضمامهم للحوار يرونه مكسباً للحكومة ولا قيمة له بالنسبة لهم بل إنه يأتي خصماً على قيمتهما السياسية، فهو في اعتقادهما إنه يقفل باب تحريك التظاهرات لإسقاط النظام. ولا يمكن طبعاً أن يسرهما استمرار الحكومة، وهم يدورون في فلك حزبها الحاكم، وبذلك يكونوا قد حسموا الأزمة السياسية التي تواجه الإسلاميين، ترى هل هذا يسعد اليساريين؟! طبعاً هذا سؤال ساذج. ثم إن اليساريين يعتبرون أن مسألة إطلاق الحريات في مناخ الحوار ليست إلا من باب الاستهلاك السياسي، وأن مثل هذا الأمر عند هذه الحكومة لا يمكن أن يكون واقعاً  ماثلاً في الساحة. هذا هو مفهوم القوى اليسارية.. أو ما يمكن على الأقل أن تبرر به اختيارها لمقاطعة الحوار. والمؤتمر الشعبي حين يقول بأن مقاطعة الحوار لا مبرر لها فهو إما إنه لم يستطع قراءة ما وراء موقف القوى اليسارية أو أنه يريد أن يبر...

ملتقى أم جرس أفضل فرصة تاريخية لحل أزمة دارفور!

لا شك أن تجربة ملتقى أم جرس الأخيرة والتى -وربما لأول مرة منذ اندلاع أزمة دارفور- يتوفر كل هذا القدر من القادة الأطراف، رسميين وشعبيين ورجال إدارة أهلية وأعيان وساسة وناشطين ليعكفوا على دراسة الازمة دراسية علمية حقيقية ويتلمّسوا لها الحلول من مظانها الصحيحة؛ لا شك انها التجربة الأجدر بالاحتذاء فى تاريخ النزاعات السودانية، فلو أن كل نزاع في أي منطقة من مناطق السودان توفرت له هذه العناصر المهمة للحل لما كان حال السودان الماثل مؤسفاً لهذه الدرجة. وإذا جاز لنا تعداد مزايا ملتقى أم جرس -كخطوة متقدمة للغاية وربما غير مسبوقة- فإن بإمكاننا ان نحلظ: أولاً، توفر الشعور العام لدى الكافة بدرجة ومقدار واحد بأن الوقت قد حان للتباحث الجدّي والعملي في هذه المعضلة التى يتضرر منها الجميع؛ فقد طالت الأضرار اهل دارفور بكافة طوائفهم، وطال البنى التحتية، وطالت حتى الحركات المسلحة نفسها التى أصبحت تسرق من كل مكان لتواجه مقتضيات أنشطتها، وهذا بدوره جعل منها حركات ذات طابع ارتزاقي بقدر يصعب تصوره وهو أمر ليس من شيم السودانيين عامة وأهل دارفور بصفة خاصة، فالرجولة السودانية منذ عُرفت، مجالها ...

قوات الدعم السريع أخطر ترياق عسكري ضد الحركات المسلحة!

ذاع مؤخراً صيت قوات الدعم السريع من خلال المواجهات الأخيرة التى شهدتها أنحاء من المناطق الشرقية فى ولاية شمال دارفور. ويتصاعد صيت هذه القوات الآن باعتبارها إحدى أهم الوحدات العسكرية السودانية التى برعت فى دراسة السبل والوسائل التى تتبعها الحركات الدارفورية المسلحة والتى تعتمد كما هو معروف على حرب العصابات،  والحركة السريعة والخفة والضرب والهرب. قوات الدعم السريع ووفقاً لاستقصاءاتنا، قوات عسكرية سودانية تتبع للجيش السوداني ويقودها قائد برتبة اللواء، وجاء استحداث هذه القوات داخل الجيش السوداني لمواجهة حرب العصابات التى تشنها الحركات المسلحة. واستطاعت هذه القوات فى فترة وجيزة وشاقة من التدريب والمِران أن تكتسب مهارة المواجهة الشاملة من جهة بالعديد من الأسلحة وبخفة أكبر بكثير من الحركات المسلحة، وأن تخوض غمار مواجهات فى جنوب كردفان وفى أنحاء من اقليم دارفور -لتثبت عملياً- ما أكتسبته من مهارات من جهة أخرى. وكانت النتيجة كما رأينا ولمسنا، باهرة جداً. ففي المناطق الشرقية التى وقعت فيها مواجهة مؤخراً ووضعت الحركات المسلحة يدها على مناطق اللعيت جار النبي وحسكنيتة وغيرها ...

لماذا تصاعد الخوف فى الجبهة الثورية مؤخراً؟

الإجابة لمفارقات القدر أن الجبهة الثورية التى طالما داعبها الحلم بالوصول الى السلطة فى الخرطوم -عن طريق السلاح- واستهانت فى سبيل هذا الهدف الحلم بكل القوات الحكومية السودانية، وقفت الآن -ومنذ ما يقرب الستة أشهر- حائرة أمام القدرات العسكرية للوحدة القتالية الصاعدة بقوة والمتمثلة فى قوات الدعم السريع. الجيش السوداني تاريخياً لم ينكسر أو ينهزم فى معركة عسكرية قط، وفى الواقع فإن الجيوش -أي جيوش- فى العادة لا تستخدم تكتيكاتها الحربية وجهدها الحربي إذا تعلق الأمر بمحطيها الأمني الداخلي، إذ من الطبيعي أن يدخر أي جيش محترف جهده الحربي فى مواجهة العدوان الخارجي المتعدِّي للحدود؛ أما في الميدان الداخلي فإن طريقة التعاطي معه تختلف إذ ان هناك اعتبارات عديدة يتم وضعها نصب الأعين بصرامة شديدة تتصل بتفادي إيقاع خسائر داخل المدن وبين المدنيين وتحاشي استخدام تكتيكات قتالية ربما تلحق ضرراً واسعاً النطاق، وتتسبب فى خسائر ليس من الحكمة إيقاعها. غير أن الاخطاء البشعة التى وقعت فيها الجبهة الثورية حين قادت أبشع هجوم على مناطق أبو كرشولا وما جاورها قبل أشهر طوال، أنها لم تضع اعتباراً لقضي...

الحريات وجهاز الأمن

بقلم/ جمال علي حسن هل الدولة هي التي توجه الأمن، أم أن الأمن هو الذي يوجه الدولة؟. طبعاً هو موضوع جدلي مستمر في الكثير من مجالس السياسة ونقاشات المثقفين .. هل جهاز الأمن هو الذي يبادر ويقرر تحديد سقف الحريات حسب تقديراته الأمنية  والمعلومات المتوفرة لديه؟، أم أن جهاز الأمن في السودان أو أي مكان هو جهة فنية تقوم بتوفير وتحليل المعلومات ثم تقديم تقاريرها ومعلوماتها توصياتها بعد أن تحدد درجة الخطر ومكانه وزمانه، أما مهامها الأمنية الأخرى فتظل خاضعة في نهاية الأمر للقرار أو التوجيه الصادر من قيادة الدولة؟. لو كانت الفرضية الأولى صحيحة بأن الأمن هو الذي يوجه الدولة، فإن الحوار السياسي القائم الآن وحتى يكون واقعياً يجب أن يتم بين الأحزاب وجهاز الأمن، وهذا غير منطقي وغير معقول ولا يمت للواقع بصلة. حتى لو كانت تلك هي فكرة دكتور غازي صلاح الدين، وهو الرجل المدرك أكثر من الآخرين في المعارضة لطبيعة عمل الإنقاذ، نقول له إن تلك الفكرة غير دقيقة، ولا عجب في استدراكنا أو في أن يكون غازي قد قضي كل هذه السنوات بالقرب من كابينة القيادة وتغيبت عنه مثل هذه الحقيقة بتفاصيلها بحيث يدرك ...

الشيوعي والبعث وأكذوبة الديمقراطية!

من الصعب أن يصدق عاقل -مهما بلغت درجة حسن نيته وطويته- ان أحزاب الشيوعي والبعث على وجه الخصوص من الممكن أن تعيش وتتنفس فى مناخ ديمقراطي أياً كانت مساحة الديمقراطية فيه. إذ أنه وعلاة على ان تجربة الحزبين سواء فى التاريخ الدولي المعاصر أو التاريخ العربي الاقليمي، أو حتى على المستوى المحلي الداخلي لم تكن بغير شوائب ومطاعن ومواقف مخزية، فإن طبيعة التركيبة الفكرية للحزبين تحول دون إمكانية (دمجهما فى المجتمع السياسي الديمقراطي)! ففي النطاق الدولي يعلم الجميع كيف إنهارت التجربة الشيوعية فى الاتحاد السوفيتي رغم كل ما كانت تمثله هذه التجربة من أنموذج ومثال ظاهرياً؛ ولكن جاء الانهيار المؤلم والمباغت جراء اختلال معروف لا يتسع المجال لذكره فى طيات الفكرة نفسها وهي فكرة لا يختلف إثنان عليها أنها لا تمت بصلة الى الديمقراطية، إذ ان الديمقراطية المتعارف عليها فى العلوم السياسية لا تتفرع الى ديمقراطية مركزية أو دكتاتورية الطبقة العاملة وغيرها من السياقات الفكرية التى تقشعر منها الديمقراطية. ولم ينس أحد وليس بوسع المخيلة السياسية السودانية أن تنسى ممارسات الحزب الشيوعي السوداني فى مق...

المجالس عند فاروق أبو عيسي ليست بالأمانات..!

صورة
  بقلم/ عبد الرحمن الزومة يقولون في الأمثال الشعبية إن المجالس بالأمانات وهي عبارة يبدو انها لم تطرق إحدى أو كلا أذني الأستاذ فاروق أبوعيسى. في الأسبوع الماضي ادعي الرجل أن المؤتمر الوطني قد وافق على "شروط" تحالف أبو عيسى للموافقة على الجلوس معه على مائدة ما يسمي بالحوار. ومن ضمن تلك الشروط هي الموافقة على "تفكيك" النظام القائم وتشكيل حكومة انتقالية. ولقد "استغل" الرجل وعلى الطريقة "الانتهازية" عند الشيوعيين زيارة اجتماعية قام بها الشيخ علي عثمان محمد طه وذلك للاطمئنان على سلامة وصحة السيد أبوعيسى بعد عودته من رحلة "استشفاء" ! استغل أبوعيسى هذه الزيارة وقام بعقد مؤتمر صحفي بعد الزيارة مباشرة ليطلق هذه "الفرية" وهي فرية ساذجة ومن سذاجتها أنها لم تكن في حاجة لكي يكذبها الشيخ علي عثمان صباح اليوم التالي مباشرة وعلى صفحات كل الصحف. لم يصدقها أحد حتى أولئك الذين لم يكونوا قد أطلعوا بعد على طبيعة وفحوى الزيارة. فالزيارة استغرقت حوالي نصف ساعة وكان الهدف منها أساساً هو السؤال عن الصحة والسلام وتبادل العبارات المعروفة ...

لقاء الرئيس وموسى هلال

صورة
  بقلم: الصادق الرزيقي قبل يومين سمعنا من قيادي بارز في المؤتمر الوطني، أن الرئيس سيلتقي بالشيخ موسى هلال قريباً، ولم يدر بخلدنا أن اللقاء سيكون سريعاً جداً وفي منطقة أم جرس التشادية التي تشهد ملتقى تحت رعاية الرئيس التشادي إدريس دبي لكل مكونات دارفور من أجل التوصل إلى حلول ناجعة للأزمة المتطاولة التي تجاوزت عامها الثاني عشر. منذ نهار يوم أمس كنا نحاول الاتصال بمدينة أم جرس للحصول على المعلومات والأخبار حول الجلسة الختامية للملتقى وخطابي السيد الرئيس عمر البشير والرئيس دبي، وحديث الدكتور الترابي الذي كان لوجوده هناك صدى واسع، وكانت كلماته التي قالها أمام الملتقى تمثل نقاطاً فعَّالة ورؤية متكاملة لتجاوز الوضع الراهن ليس في دارفور وحدها بل في السودان كله. وتصديقاً للخبر الذي نشرته «الإنتباهة» في عددها أمس حول لقاء مرتقب بين الرئيس البشير والشيخ موسى هلال زعيم المحاميد بشمال دارفور، طالت فترة البحث والتقصي عن تأكيدات بحدوث اللقاء وما دار فيه، حتى تمكنَّا من الاتصال بالشيخ موسى هلال في مدينة أم جرس مع حلول الليل بالخرطوم والناس يتابعون مباراة الهلال مع...

ملتقى أم جرس.. هل سينهي صراع السلطة والأزمة في دارفور؟

بقلم: فتحية موسي السيد تعيش دارفور مرحلة تاريخية مليئة بالأحداث الخطيرة، دارفور تلك البقعة العظيمة من السودان والتي يوماً ما كانت تصنع كسوة الكعبة المشرفة وترسلها من أقاصي غرب السودان إلى مكة المكرمة بيت الله الحرام، وهي مصنوعة من أغلى أنواع القماش السوداني الأصيل  ومزينة بأجمل وأروع ما صنعته أيادي السودانيين في ذلك التاريخ، دارفور عانت كثيراً في الآونة الأخيرة من ويلات الاحتراب والاقتتال ما حدا بسوء الأوضاع الإدارية والأمنية معاً، وقد تسابقت القبائل في تجميع شتاتها استعداداً للمناطحة في الحق على الأرض والمكتسبات السياسية وحماية ذاتها من الأخطار، وقد انتظمت هذه القبائل في مؤسسات عرقية بتشجيع السلطة وإشرافها، فأسست أماناتها المتخصصة وهيئاتها الاستشارية وتنظيماتها التي أوجدت لها التمويل واستقطبت لها الاشتراكات، وإلى جوارها مضت الدولة في تقليص دور المؤسسات المدنية وتشريد كفاءاتها عندما اندلعت المعارك في فبراير 2003م استخدمت كلمة التمرد لأول مرة، وعندها عرف كل السودانيين أن ما يجري في ولايات دارفور أنه تمرد، وليس نهباً مسلحاً ولا مجموعة قُطاع طرق، كما كانت تزعم الحكو...

شجار المسدسات في الساحة السياسية.. غياب الحكمة

ما حدث أمس الأول من تهديد مباشر وإشهار مسدس في وجه القيادي البارز في الحزب الاتحادي الأصل الدكتور علي السيد من قبل الحارس الشخصي للناطق باسم الحزب إبراهيم الميرغني، وإن اعتبرت ظاهرة نادرة إن لم تكن الأولى في الساحة السياسية في السودان، إلا أنها تعتبر الأولى من حيث الطريقة التي تم بها التهديد لقيادي في قامة الدكتور علي السيد، وربما توضح وجهاً آخر لعلاقة آل الميرغني بقيادات الحزب والتي أظهرت مدى الاحتقان الظاهر والعلاقة الفاترة بينهم، فالسيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب كان له رأي مخالف في تولي الميرغني منصب الناطق الرسمي باسم الحزب باعتباره ليس ناطقاً رسمياً، فبحسب اللوائح فإن الحزب لا يستطيع تغيير المناصب إلا بقرار من المكتب السياسي. إبراهيم الميرغني الذي تولى منصب الناطق الرسمي باسم الحزب وإن كان حديث عهد في السياسة لكن صلة القرابة بينه وبين الميرغني كونه  ابن عم مرشد الختمية محمد عثمان الميرغني، فتحت له الباب للولوج إلى دنيا السياسة. وأكدت مصادر أنه لم يكن عضواً في الحزب وإنما أتى عن الطريقة الختمية. وفى حديثه لـ «الإنتباهة» أكد علي السيد أن ما حدث ...