الأمة القومي في لعبته المفضلة!!

الطريقة الأشهر لدي حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي هي إلقاء الحجر بيد وإلقاء حجر مضاد باليد الأخرى ليعتلج الحجران في فضاء واسع الي ما لانهاية ، ولدينا عشرات النماذج ونسوق هنا مثلاً قريباً ففي الأسبوع لما في دعا نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل الي تشكيل حكومة بمشاركة شاملة مشيراً الي وجود ما وصفها بتفاهمات مشتركة مع الوطني تم الاتفاق حولها وتم رفعها للقيادات العليا للجانبين.
في الوقت نفسه كان بيان صادر عن حزب الأمة القومي تم توزيعه علي نطاق واسع يحذر فيه الحزب بعبارات حادة من مجاعة وأطنب في الحديث عن أن قرارات رفع الدعم (قضت علي ما تبقي من أمل)!! وبالطبع كانت المفارقة واضحة هنا ولا يمكن تفسيرها أو محاولة تأويلها فالحزب الذي يدعو الي تشكيل وزاري شامل أي حكومة عريضة ربما تشمله هو نفسه لان ذلك مؤدي ما قاله نائب رئيس الحزب صديق إسماعيل وهو قول (مفهوم ضمناً)بالضرورة هو ذاته الحزب الذي اصدر بياناً في ذات اليوم بأن لا أمل!! وبالطبع أيضاً لا مجال هنا لتفسير الأمر سوي إلقاء حجر في اتجاه وحجر في اتجاه آخر في الاتجاه المضاد حتى يرتبك الحجران وليس أن ترتبك الساحة والفضاء الواسع الممتد، إذ انك حين تطالب بحكومة ذات مشاركة شاملة فهذا يعني انك تقر (بوجود أمل) علي الأقل بحكم الحكومة الجديدة الشاملة وإلا ما معني إنشاء حكومة شاملة وليس هنالك من أمل؟ وحين تقول انه لا أمل فهذا يعني انك لا ترغب في حكومة من أي نوع شاملة أو غير شاملة لأنه أصلاً لا أمل! وإذا كنت تدير (تفاهمات مشتركة) مع الوطني وان هذه التفاهمات وصلت الي مستوي القيادات العليا للجانبين وأنها متفق عليها فما هي إذن دواعي الحديث عن فقدان الأمل؟ وما مصير التفاهمات التي تمت إذن إذا كانت الأمور تمضي باتجاه الهاوية السحيقة؟ اغلب الظن أن حزب الأمة القومي يعاني من حًول سياسي يجعله يري الأمور بطريقة مزدوجة وهذه النظرة السياسية للأسف الشديد جعلت من الحزب موضع شك لدي كافة المِلل  السياسية في كافة أنحاء السودان إذ لا احد بإمكانه فهم اتجاه الكرة التي يركلها حزب الأمة دعك من أن ترتمي علي الشباك!!
فهو حزب يلعب في الهجوم ثم يرجع ليلعب (حارساً مرمي) ثم يعود ويقف "حكماً" للمباراة وفي أحيان يخرج من الملعب ليجلس ضمن تشكيلة الفريق في كنبة الاحتياط قبل أن يتحول الي مشجع متعصب!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة