شكراً وزير المالية

بقلم/ راشد عبد الرحيم
أعلن السيد وزير المالية الأستاذ علي محمود أن المرحلة الثالثة من رفع الدعم ستطبق نهاية العام القادم 2014م، وبموجبها سيصبح سعر جالون البنزين أكثر من أربعين جنيهاً.
هذا التصريح أثار حنقا كبيراً وتعليقات قوية قوية منكرة على الوزير هذا القول.
وسبق أن كتبت إبان جولات رفع الدعم والنقاش حولها أن على الحكومة أن تعلم الناس أن هنالك مرحلة تالية من هذه القرارات لرفع الدعم نهائياً عن السلع وأن الحكومة حددت العام القادم للحزمة الأخيرة.
وزير المالية ليس هو ولا وزارة المالية من وضع هذا القرار وليس هو وهي من يقرر إنفاذه وينفذه.
هذا برنامج للحكومة سمي البرنامج الثلاثي للإصلاح الاقتصادي.
حديث السيد الوزير في تقديري فيه قدر من الشفافية والوضوح لم يفعله في المرة الماضية و فعله اليوم.
القرارات برفع الدعم قرارات قاسية على المواطنين رغم أنها مهمة للاقتصاد ولمصلحة المواطنين ولاقتصاد السودان على المدى الطويل.
طرح القضية مبكراً يمكن من التداول حولها و مناقشتها وطرح البدائل والنقاش.
إنها فرصة سانحة لتمضي الحكومة مثلما فعل وزير المالية وما فعلت من قبل بطرح هذا المشروع للنقاش بمشاركة الأحزاب والقوى السياسية جميعاً وأهل الاختصاص.
إن قسوة القرارات وتأثيراتها الكبيرة على المواطنين سبب قوى للنظر فيها وفي كافة الأوجه، وأعتقد أن التفكير في تغيير مواعيد إنفاذ البرنامج الثلاثي مهمة وأن تقرن الإصلاحات المتبقية بالنجاح في إنفاذ بقية أوجه البرنامج حتى  يمكن إكماله.
ومزيد من رفع الدعم دون زيادة كبيرة في الإنتاج و العائدات للحزينة العامة من العملات الحرة سيكون كارثياً.
زيادة الإنتاج والصادر وتحديد برامج صرف تناسب العائدات للخزينة العامة هو الطريق لتخفيف العبء على المواطنين سواء بزيادة الأجور أو تقليل الرسوم والضرائب أو غيرها من الإجراءات الحقيقية والملموسة في حياة الناس.
أما رفع الدعم بالواقع الحالي والمعطيات الحالية فهذا أمر خطير وضار وقاس على الناس جميعاً .. و لم يعد في الناس قدرة على احتمال المزيد من زيادة الأسعار وانفلات السوق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة