هجوم دينكا نوك.. أكثر من رسالة للاتحاد الإفريقي

في خطوة وصفها مراقبون ومتابعون لما يجري في منطقة أبيي، بأنها رسالة للاتحاد الإفريقي الذي رفض خطوة إجراء استفتاء أحادي في المنطقة، أتت ردة فعل أبناء قبيلة دينكا نوك رداً على مواقف الاتحاد، الخطوة كما جاء في أخبار الأمس مهاجمة مجموعة من أفراد قبيلة دينكا نوك مساء الثلاثاء لمقر بعثة القوات الإثيوبية «يونسفا» وحاولت اقتحامه حيث كان يقيم وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي، مما اضطر قوات اليونسفا إلى إطلاق الذخيرة الحية والتصدي للمهاجمين وتفريقهم ومنعهم من اقتحام المقر بعد أن تمكنوا من خلع البوابة الرئيسة لمقر القوات الإثيوبية، وبحسب مصدر أنه كان من المفترض وبحسب الاتفاق المبرم مع الرئاسة المشتركة لإدارية أبيى «أجوك»، عقد اللقاءات الخاصة والجماهيرية والشعبية مع وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي ومع مجموعة دينكا نوك جنوب بحر العرب، ولقاءات المسيرية في منطقة دفرة وليس داخل أبيي منعاً للاحتكاكات بين الطرفين. ويتكون الوفد الإفريقي من «14» سفيراً و«6» موظفين. وبحسب مصادر فإن ما قامت به قبيلة دينكا نوك يعتبر بمثابة فرض إرادتها وهيبتها، وبحسب القيادي بالمسيرية والمحامي محمد عبد الله ود أبوك، أن الهجوم الذي نفذه دينكا نوك يعتبر خطوة جريئة جداً من هذه المجموعات تريد أن تفرض إرادتها بالقوة، ويضيف ود أبوك خلال حديثه لـ «الإنتباهة» أن هذا سلوكهم، وتكرر مراراً وليس هذه الحادثة الأولى. ويضيف ود أبوك أنها محاولة انتحار سياسي لأنهم شعروا أنهم ارتكبوا خطأ مرفوضاً من الجميع، وهي خطوة الاستفتاء الأحادي، وهذا تخبط سياسي ومحاولات يائسة الغرض منها تشكيل ضغط على الاتحاد الإفريقي، لكنها وسائل لن تحقق ما يريدون، وأن ما جرى يفضح ما فعلوه وهو محاولة لفرض الإرادة بالقوة، لذلك على الاتحاد الإفريقي ــ والحديث لود أبوك ــ أن يتعامل بطريقة جادة وألا يتساهل في هذه التصرفات التي فيها استفزازات كبيرة تؤثر على القضية كلها. ويختتم ود أبوك حديثه  بأن  الهجوم الذي قامت به مجموعة من أبناء دينكا نوك اعتبر وكأن الاستفتاء قبر ودفن، الأمر الذي جعلهم في عزلة بعد أن تم رفض استفتائهم من قبل المجتمع الدولي.
وذكرت مصادر بالمنطقة أن التجمعات لقبيلة المسيرية كانت قليلة العدد مقارنة بتجمعات أفراد قبيلة دينكا نوك حيث كانت أعدادهم كبيرة وذلك أسهم في إحداث فوضى، وعدم سيطرة وإحداث خلخلة أمنية ربما ستقود الأمور إلى الأسوأ. فالتفلتات التي تحدث بالمنطقة  ليست جديدة فقد كان مقتل السلطان كوال دينق مجوك سلطان دينكا الانقوك بمنطقة أبيي قبل أشهر، إثر مواجهات بين قوات «يونسفا» وعناصر من المسيرية عند منطقة قولي، شمال أبيي، بجانب مقتل «4» جنود إثيوبيين و«2» من المسيرية إضافة إلى أعضاء اللجنة الإشرافية لأبيي«أجوك» من جانب جنوب السودان متوجهين إلى منطقة قولي برفقة رئيس بعثة «يونسفا». إذاً الموقف بأبيي مستمر في التأزم دون أن تتخذ الحكومة موقفاً واضحاً. فالمسيرية صرحوا في وقت سابق أن صبرهم قد نفد تجاه تصرفات أفراد قبيلة دينكا نوك، ووصفوها بالاستفزازية. بينما تستمر المناوشات من قبل القبيلة وليس من قبل دولة الجنوب التي كانت قد احتشدت من قبل إبان مقتل سلطان دينكا نوك تحسباً لأي تفلتات. إذاً، وكما ذهب مراقبون أن الهجوم على وفد مجلس السلم الإفريقي يحمل إشارات ودلائل تؤكد أن ما يجري في أبيي ربما فاق مقدرة الحكومة في التصدي له، وحتى الجهات الدولية والإفريقية لم تسلم من تفلتات القبيلة مما يضع دولة الجنوب في الواجهة وأنها لم تتخذ موقفاً واضحاً تجاه ما يجري وكأنها راضية. وعلى كل، بهذا الهجوم الأخير يبقى أمام الحكومة امتحان عسير حتى تتلافى ما يمكن أن يتكرر ما حدث، خاصة وأن المسيرية قد صرحوا أن صبرهم قد نفد، ولا يزالون يرفعون شعار «أبيي يافوقها ياتحتها». فهل ستفلح الحكومة؟
نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 7/11/2013م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة