هالة : هذا أسوأ اجتماع للتحالف ..!

اقرت رئيسة حركة حق هالة عبد الحليم  بفشل اجتماع  قوى المعارضة الذى عقد بدار الحزب الشيوعي السوداني بالخرطوم (2) في الساعة الواحدة من ظهر الاثنين 17 أكتوبر 2013 و ضم رؤساء أحزاب قوي التحالف بدعوة مقدمة من الحزب الشيوعي السودانيو ذلك لمناقشة  1- التوقيع على الإعلان الدستوري 2-مناقشة الإعلان السياسي للجبهة الثورية.
وعندما قال كمال عمر: نحن لدينا في المؤتمر الشعبي، شعور بأن هناك مؤامرة من تحالف المعارضة، لعزلنا سياسياً، واصراركم على التوقيع على الإعلان الدستوري، هو جزء من هذا المخطط، وإذا أصررتم على التوقيع، فسأعقد مؤتمراً صحفياً وأقول فيه: نحن في المؤتمر الشعبي لم نكن جزءاً من هذا الإعلان، ولا طرفاً فيه، عند ذلك اشارة هالة الى  ورقة الإعلان الدستوري وقالت: أجمعوا هذه الورقة، فإن هذا الاجتماع هو أسوأ اجتماع عقدته هيئة التحالف منذ تأسيسها، لذلك أرجو عدم مناقشة بقية القضايا.
وقالت هالة عبد الحليم: اقترح عمل بيان يخرج من هذا الاجتماع، على أن تتم صياغته بواسطة كل من: كمال عمر وسليمان حامد ويحيى الحسين، ليوضح موقفنا كرؤساء أحزاب فيما يجري في الساحة السياسية.
وهكذا انتهى اجتماع قوى التحالف، بقرار وحيد، عن صياغة بيان باسم رؤساء أحزاب قوى التحالف.

واذا رجعنا الى الخلف وعن تاريخ هالة عبدالحليم مع حركة حق جاءت ولادة الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم (حق) في تسعينات القرن الماضي، والتي أسسها كل من الخاتم عدلان والحاج وراق بعد أن قدما استقالتيهما من الحزب الشيوعي وانتقداه على المستويين الفكري والسياسي.

وطمح كل من الرجلين نفسه  إلى تأسيس حركة تجديدية تستلهم روح الماركسية، في الوقت الذي تواكب التحولات الجارية في العالم على الصعيدين الفكري والسياسي، أو المزج بين الديمقراطية التعددية الليبرالية في النظام السياسي والعدالة الاجتماعية في النظام الاقتصادي والروحانية في المجال النفسي.

وما لبست الحركة الا زمن قليل حتى دبت الخلافات والانقسامات داخلها إلى تيارين متصارعين أصابت ،وسرعان ما ازدادت وتيرة الانقسامات والانشقاقات ، وهي الحركة الوليدة، وأضاعت شعارات الديمقراطية التي اتشح بها خطاب القياديين المنشقين عن الحزب الشيوعي طالما انتقدا الجمود السياسي وانعدام الديمقراطية فيه، كان تدعو لها حق وسرعان ما عصفت بها الخلافات والانقسامات لتكون كغيرها.

وفي الثالث والعشرين من أبريل 2006م غيب الموت الخاتم عدلان و الخلافات تدب داخل حركة حق، وفي ديسمبر 2006م تم انتخاب هالة محمد عبد الحليم رئيسة لحركة حق كأول امرأة على نطاق الوطن العربي تؤول إليها قيادة حزب سياسي.

بعد المؤتمر التأسيسي الأول لحركة حق عام 2006م والذي صدر عنه بيان حمل الخطوط العامة للتوجهات الفكرية والسياسية للحركة، مع التركيز على موضوعات الهوية والديمقراطية والهامش والمهمشون، وبنيت آمال عراض على الحركة كوليد سياسي يكون بمثابة نموذج يحتذى من لدن بقية الأحزاب السياسية التقليدية التي اهترت إلى حد الموت بسبب أزمة القيادة.

ولكن ما لبث أن تكشفت حقائق الصراعات والنزاعات داخل حركة حق، وتدنت الأسباب الموضوعية للخلافات لتأخذ هذه المرة طابعاً شخصياً أكثر من الطابع الفكري أو السياسي أو حتى الإداري أو الإجرائي كما يبدو أحياناً.

ويرى الأمين العام الأسبق لحركة حق قرشي عوض أن التيار الممثل في هالة عبد الحليم (حركة حق) من جهة، ومجموعة الباقر العفيف (مركز الخاتم) وهما معظمهم من انشق عن الحاج وراق قد (وصل إلى حافة الإفلاس عام 2005م بتوقيع اتفاقية السلام لأنه أساساً يقوم على اقتلاع النظام من جذوره بالعمل المسلح).

بينما يرى الباقر العفيف جذور الخلاف في استفراد هالة عبد الحليم بقيادة الحركة على خلاف ما تقتضيه اللوائح والنظم الداخلية، فضلاً عن تطلعها إلى الاستحواذ على المركز (مركز الخاتم عدلان) بما يتنافى مع طبيعة ورسالة المركز كمؤسسة مجتمع مدني مستقلة عن التوظيف الحزبي على الرغم من الصلة المعروفة بين المركز والحزب.

وعدم تفادى هالة بمقررات وتوصية لجنة إعادة توحيد الحركة للعام 2009م، التي أوصت بضرورة إعادة توحيد الحركة والتحضير لقيام المؤتمر العام للحركة المقرر له نهاية العام 2010م.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة