العربية أو الأعجمية السياسية!
ربما أخذت الغيرة الإعلامية - إذا صحت العبارة قناة العربية الفضائية حين فاتها ركب ما عُرف
بالربيع العربي خلال العامين الماضيين ورأت قناة الجزيرة وهي تدفع بالإعلام ليكون فى خدمة السياسة
وتسهم الجزيرة -ربما فى
مضمار إعلامي مستحدث- فى صناعة والحدث وتشكيله.
غير أن ما قامت به الجزيرة حينها ربما تدخلت بشأنه عوامل طبيعية سياسية
أضافت لها من عندها بعض (المهارة)
ليخرج التناول الإعلامي بذلك الزخم العجيب.
العربية الآن -و محاولة منها للحاق بالقطار- تحاول أن تستغل المسرح السياسي السوداني لتحقق هي الأخرى مجدها، فانبرت
غير عابئة بمصداقيتها الإعلامية فى إعطاء ما جرى فى السودان (مسحة خاصة) والمؤسف فى هذا الصدد أن العربية
لم تحقق هدفها وفى
الوقت نفسه لم تجتذب أحداً ممن راهنت على اجتذابهم لكي
يتابعوا مسيرتها فى صناعة الحدث فى السودان.
وقد جاء الفشل داوياً
بأعلى من أصوات الفرقعات الإعلامية التى أطلقتها، ففي
الجانب الأول ثبت كذب ثلاثة أخبار بثتها القناة فى خضم التظاهرات في السودان واضطرت لتكذيبها لاحقاً، فقد بثت خبراً عن استقالة مدير
جامعة الخرطوم ثم ثبت كذبه، ثم بثت خبراً عن محاصرة النائب الأول للرئيس السوداني فى مدينة كوستي قبل نحو
من عام واضطرت
لتكذيبه، ثم بثت خبراً عن دعوة الناب الأول للرئيس السوداني
لعناصر المؤتمر الوطني للتصدي للمتظاهرين وثبت كذبه.
هذا بجانب أخبار (يومية) تتعلق بتظاهرات لم تحدث إذ من المعروف أن كل الذي جرى فى
السودان إنما
جرى يوميّ 24 و25 سبتمبر الماضي ولم يشهد السودان بها أية مظاهر للإحتجاجات والعنف، حيث سيطرت السلطات
السودانية على الأوضاع تماماً وأدرك المواطنون بالحس الوطني أن ما يجري إنما هو محاولة لتدمير الدولة
السودانية وإحراقها
وليس عملاً إحتجاجياً.
إذن نحن أمام قناة تريد أن تصنع لها (ظلاً) سياسياً وإعلامياً فى السودان وفى الغالب فإن هذا المسلك دون شك نابع من شعور بالخيبة لدى واضعي السياسة
التحريرية للقناة، كون أن القناة لم تحقق نجاحاً يذكر حتى الآن -رغم عمرها المديد- وكون أن رأس المال الإعلامي للقناة فى تراجع وليس فى تقدم
بل وليس فى مكان واحد.
وعلى هذا الأساس فإن موقف كل سوداني سواء كان معارضاً أو موالياً للسلطة الحاكمة
لن يكون فيه احتراماً
كافياً لقناة العربية، إذ أن المصداقية والحيادية
والمهنية هي صمام أمان أي عمل إعلامي، فالمشاهد إذا أدرك
أن القناة تستجلب صوراً إرشيفية قديمة وتدسها فى أخبارها وتقاريرها وتعمل على البحث عن (ضيوف) لكي يقرروا لها أن الحكومة
السودانية آيلة للسقوط والانهيار وأن
الشرارة انطلقت فإن الذين يتابعون الأوضاع على أرض الواقع
-وهم جموع السودانيين
مثقفين أو بسطاء- لن يصدقوا حرفاً واحداً مما تقوله العربية،
فهي للأسف الشديد قناة عربية بلسان أعجمي غير مبين!
غير أن ما قامت به الجزيرة حينها ربما تدخلت بشأنه عوامل طبيعية سياسية أضافت لها من عندها بعض (المهارة) ليخرج التناول الإعلامي بذلك الزخم العجيب.
العربية الآن -و محاولة منها للحاق بالقطار- تحاول أن تستغل المسرح السياسي السوداني لتحقق هي الأخرى مجدها، فانبرت غير عابئة بمصداقيتها الإعلامية فى إعطاء ما جرى فى السودان (مسحة خاصة) والمؤسف فى هذا الصدد أن العربية لم تحقق هدفها وفى الوقت نفسه لم تجتذب أحداً ممن راهنت على اجتذابهم لكي يتابعوا مسيرتها فى صناعة الحدث فى السودان.
وقد جاء الفشل داوياً بأعلى من أصوات الفرقعات الإعلامية التى أطلقتها، ففي الجانب الأول ثبت كذب ثلاثة أخبار بثتها القناة فى خضم التظاهرات في السودان واضطرت لتكذيبها لاحقاً، فقد بثت خبراً عن استقالة مدير جامعة الخرطوم ثم ثبت كذبه، ثم بثت خبراً عن محاصرة النائب الأول للرئيس السوداني فى مدينة كوستي قبل نحو من عام واضطرت لتكذيبه، ثم بثت خبراً عن دعوة الناب الأول للرئيس السوداني لعناصر المؤتمر الوطني للتصدي للمتظاهرين وثبت كذبه.
هذا بجانب أخبار (يومية) تتعلق بتظاهرات لم تحدث إذ من المعروف أن كل الذي جرى فى السودان إنما جرى يوميّ 24 و25 سبتمبر الماضي ولم يشهد السودان بها أية مظاهر للإحتجاجات والعنف، حيث سيطرت السلطات السودانية على الأوضاع تماماً وأدرك المواطنون بالحس الوطني أن ما يجري إنما هو محاولة لتدمير الدولة السودانية وإحراقها وليس عملاً إحتجاجياً.
إذن نحن أمام قناة تريد أن تصنع لها (ظلاً) سياسياً وإعلامياً فى السودان وفى الغالب فإن هذا المسلك دون شك نابع من شعور بالخيبة لدى واضعي السياسة التحريرية للقناة، كون أن القناة لم تحقق نجاحاً يذكر حتى الآن -رغم عمرها المديد- وكون أن رأس المال الإعلامي للقناة فى تراجع وليس فى تقدم بل وليس فى مكان واحد.
وعلى هذا الأساس فإن موقف كل سوداني سواء كان معارضاً أو موالياً للسلطة الحاكمة لن يكون فيه احتراماً كافياً لقناة العربية، إذ أن المصداقية والحيادية والمهنية هي صمام أمان أي عمل إعلامي، فالمشاهد إذا أدرك أن القناة تستجلب صوراً إرشيفية قديمة وتدسها فى أخبارها وتقاريرها وتعمل على البحث عن (ضيوف) لكي يقرروا لها أن الحكومة السودانية آيلة للسقوط والانهيار وأن الشرارة انطلقت فإن الذين يتابعون الأوضاع على أرض الواقع -وهم جموع السودانيين مثقفين أو بسطاء- لن يصدقوا حرفاً واحداً مما تقوله العربية، فهي للأسف الشديد قناة عربية بلسان أعجمي غير مبين!
تعليقات
إرسال تعليق