مستريحة.. الآن فقط أضحت (مستريحة)!!

مستريحة.. الآن فقط أضحت (مستريحة)!!

من بين اخطاء عديدة بالغة الكلفة وقع فيها رجل مستريحة المنقضية زعامته عليها عقب توقيفه واخضاعه للتحقيق، أنه جعل من المنطقة موئلاً لمقترفي الجرائم وقاطعي الطريق والهارين من العدالة!!

العشرات ممن كانوا يمارسون السلب والنهب على الطرقات المجاورة، كان الرجل يوفر لهم ملاذاً آمناً وحماية بلا حدود! بل أن الناشطة السويسرية (شنكل) التي تعرضت لعملية اختطاف في شمال دارفور تبين أنها كانت مخفاة في مستريحة!.

بعض منسوبي الحركات الدارفورية المسلحة الذين تفرقت بهم السبل وفقدوا حركتهم لم يجدوا أفضل من (مستريحة) مكاناً سوى!! الزعيم القبلي الموقوف – للأسف الشديد – وبقدر ما كان الأمن يبسط على نطاق اقليم دارفور وبقدر ما كانت مساحات الاستقرار تمتد وتتسع كان هو – وعلى طريقته الخاصة – يوسع رقعة الفوضى والانفلات في دامرته التي بدت مثل مملكة خاصة ! هذا الوضع بلا شك كان مؤرقاً ليس فقط للسلطات الحكومية ومؤسسات الدولة التي كانت تتحاشى خلق مواجهة في المنطقة تكلف كثيراً!! وكانت السلطات الحكومية توسع من مساحة صدرها وتؤمل أن يمعن الرجل في الموقف بنظرة سديدة ويجري عملية مراجعة دقيقة ويعيد الامور الى نسابها ولكن دون جدوى!

على الجانب الآخر فإن مواطني المنطقة – وان لم يجأروا بشكوى صريحة حال وجود الزعيم القبلي بسلطاته وصولجانه – عانوا الأمرين طوال سنوات لا مجال فيها لاقتضاء حق أو استعادة شئ أو طلب الحماية من غائلة من الغوائل.

هنالك المئات الذين عانوا ظلماً وفقدوا حقوقاً وهم كما الأسرى في أغلال رجل كان كل همه إحكام قبضته وتحويل المنطقة الى حصن حصين يأتمر بأمره، ويخضع لمشئته!!

وعلى ذلك فإن جاز لنا اعطاء توصيف لما آل إليه  حال المنطقة عقب العملية النوعية التي انتزعت عبرها قوات الدعم السريع زعيم مستريحة من معقلة الحصين، ان المنطقة في واقع الامر تمت اعادتها الى سياج القانون والسيادة واخضاعها للقواعد الادارية والقانونية العامة في إطار بسط هيبة الدولة وإزالة تشوهات حالات عدم الاستقرار التي عانى منها الاقليم أيام الفوضى وحركة السلاح والمواجهات، وهذه في حد ذاتها تفوق بكثير أهداف مشروع جمع السلاح.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن العملية أعادت أدماج مواطني المنطقة في الاطار العام لسلطة الدولة ما يفتح الطريق واسعاً، لازالة أية تشوهات في أي منطقة أو بؤرة في أرجاء السودان مهما كانت درجة حصانتها وقوتها. مجمل القول ان دامرة مستريحة لم تكن كذلك الى أن أستعادت لها قوات الدعم السريع راحتها الحقيقية فأضحت بحق وحقيقة، مستريحة!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة