مصير الثورية.. عقب مفاوضات المنطقتين!!

مصير الثورية.. عقب مفاوضات المنطقتين!!

مع أن ما كان يعرف بالجبهة الثورية قد إنتهت وتلاشت عملياً عقب الهزائم القاصمة التي تعرضت الحركات الدارفورية المسلحة كل على حدا جراء الضربات القوية المتتالية التي وجهتها لها قوات الدعم السريع،

وعقب الانقسام التاريخي الحاد داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال، الا أن التساؤل ربما يثور في قابل الأيام القليلة المقبلة بشأن مصير الذين ما يزالوا يتمسكون بالجبهة الثورية! خاصة اذا ما جرت مفاوضات المنطقتين المقرر لها يناير المقبل وفق التوقعات السائدة حالياً من أنها ستجري بسلاسة ولن تقف ضدها عقبات تذكر.

مكونات الثورية عقب المفاوضات المرتقبة سوف تماثل نسبياً مكونات التجمع الوطني عقب اتفاق نيفاشا 2005 ولكن الفارق هنا أكبر وأكثر وضوحاً، ففي حالة التجمع الوطني لم تكن الجبهة الداخلية في السودان بذات القوة والتماسك القوي كما هي الآن، لا سيما في أعقاب إنجاز مشروع الحوار الوطني ومخرجاته وصياغة الوثيقة الوطنية! وفي حالة التجمع الوطني – العـ2005ـام – كانت هنالك فرصاً جيدة للتأسيس لمظلة حكم وبناء هياكل دستورية وكلنا يعلم كيف جرت توافقات لإنجاز الدستور الانتقالي سنـ2005ـة، وهو الدستور الحاكم حالياً في السودان وكان أمام قوى التجمع – على ضعفها – فرصة الفترة الانتقالية الأطول في تاريخ السودان وهي (6) سنوات، أما في حالة مكونات الثورية فإن الساحة السياسية السودانية معدة جيداً لوجود وثيقة وطنية تضمنت المبادئ الأساسية للدستور وكافة قضايا البلاد المصيرية بل وفي ظل وجود حكومة وفاق وطني هي التي تدير الشأن العام وتضم مكونات سياسية مختلفة، بعضها كان معارضاً، وبعضها كان يحل اسلاح.

في حالة التجمع الوطني أيضاً كان هنالك برهة زمنية مناسبة قبل خوض الانتخابات في (2010) أما في حالة الثورية فإن البرهة الزمنية تبدو أقل اذ لا تتعدى العام الواحد وبضع أشهر! هذه الفوارق مهمة للغاية لقراءة مآلات هذه المكونات وحظوظها في المستقبل السياسي القريب للسودان لأن هذه المكونات – للاسف الشديد – ظلت تدغدغ نفسها بأحلام يقظة لا تسمن ولا تغني عن جوع، كما أنها منت نفسها باسقاط النظام وظلت تتجاهل المتغيرات، ولا تجيد إقتناص الفرص والسوانح التي توفر منها ما يفوق خيالها ولكنها وكلتها في انتظار مائدة من السماء!من الطبيعي اذن أن تتضاءل فرص مكونات الثورية في نيل مكاسب يؤبه لها في المستقبل القرب وعقب إنتهاء مفاوضات المنطقتين وإن كان من عظه في هذا الخصوص، فهي عظة عدم قراءة التاريخ وعدم استذكار الدروس، الا صبيحة الجلوس للإمتحان!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة