العقدة النفسية لقوى المعارضة السودانية حيال الانتخابات العامة!!

العقدة النفسية لقوى المعارضة السودانية حيال الانتخابات العامة!!

تبدو القوى السودانية المعارضة كمن تعاني (عقدة نفسية) عصية عى المعالجة حيال مواقفها المتناقضة كلما تعلق الأمر بانتخابات عامة أو طلابية أو مهنية!

ولهذا ففي الغالب يجد المراقبون صعوبة بالغة في استيعاب مواقف هذه القوى المعارضة وهو الأمر الذي يفضي في خاتمة المطاف – كما هو واضح الآن – إلى اندثار وتراجع الارادة السياسية وضعف القدرة على خوض أي استحقاق انتخابي.

ولكي لا يكون قولنا هذا على عواهنه فإن ذات القوى السودانية المعارضة التي أعلنت قبل أيام وبصوت عال وجهير عدم اعتزامها خوض إنتخابات العـ2020ـام، عادت وأعلنت اعتزامها خوض إنتخابات نقابة المحامين السودانيين أواخر ديسمبر الجاري!! المفارقة هنا في هذا الموقف المتناقض أن

معطيات وإشتراطات أية استحقاق انتخابي مهنياً كان أو سياسياً عاماً واحدة بمعنى أدق، فإن المناخ اللازم لأية استحقاقات إنتخابية متساو في الحالتين، إذ لا يمكنك – عقلاً ومنطقاً – أن تتحدث عن فرق من الفروق في حالة الإنتخابات المهنية لنقابة كنقابة المحامين على خطورة دورها

وأهميتها والإنتخابات السياسية العامة ولهذا فإن بروز تحالف من قوى اليسار على وجه الخصوص وبالأحرى قوى الإجماع لخوض إنتخابات المحامين مع أنه هو ذات التحالف الرافض لخوض إنتخابات العـ2020ـام يؤكد هذه العقدة النفسية من جهة، ويؤكد أيضاً أن العزوف عن خوض الانتخابات العامة

ربما يرجع لأية أسباب تخص هذه القوى وتتصل بظروفها التنظيمية ولكنه لا يمت بأي صلة للمناخ العام اللازم للعملية الإنتخابية من جهة أخرى.

أما إذا جاز لنا أن نمعن في الحجج التي ما فتئت هذه القوى المعارضة تدفع بها لكي تخوض إنتخابات المحامين مثل حجج السجل وتحديد الجدول الزمني للانتخابات، فهي أمور تقدح في ثقة هذه القوى في نفسها ومؤيديها بأكثر من أي شئ آخر!! كيف ذلك؟ من المعروف أن انتخابات نقابة

المحامين في السودان قديمة عمرها تجاوز الـ50 عاماً، والقوى المعارضة لم تخض استحقاقاً واحداً أو اثنتين، خاضت عدداً من الاستحقاقات الإنتخابية طوال هذه السنوات، وهي بهذه المثابة من المفترض أن تكون لديها خارطة واضحة لعضوية النقابة ونسخة من السجل العام، وتملك خارطة أخرى

لمؤيديها والمنتمين إليها، هذه بديهيات لا تستحق جدلاً وبإمكان هذه القوى إجراء عملية حسابية بسيطة لمعرفة مجالها الحيوي وأعضائها ومؤيديها ومؤيدي خصومها. فإن كانت قد فعلت فلا داع للمطالبات والإصرار على نشر السجل فهو بلا شك سوف ينشر ويتاح الوقت اللازم للطعن فيه ويحدد

الجدول الزمني للعملية الانتخابية، وإن كانت لم تفعل، ولكنها فقط تنتظر أن تحصل على مؤيدين محتملين ومصادفات إنتخابية فإنها بهذا لن تنال طعم النجاح المبني على عمل وطني جاد ولا شرف الهزيمة المرتكزة على قدرة تنظيمية محترمة. مجمل هذا الموقف المتناقض ولا نقول المشين أن

قوى المعارضة السودانية تعودت على أن تطالب، وتتمنى ملعباً سهلاً جاهزاً وكرة مرنة تلج الشباك منذ الدقيقة الأولى!! ولهذا ستظل هذه القوى أسيرة للماضي بأحلامه الوردية وأمانيه الغابرة الكسولة!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة