حلايب وشلاتين .. استفزازات القاهرة ودبلوماسية الخرطوم

Image result for ‫حلايب وشلاتين .. استفزازات القاهرة ودبلوماسية الخرطوم‬‎في خطوة اثارت حفيظة السودانيين اعلنت مصر اتجاهها لإنشاء سد في منطقة شلاتين

السودانية المحتلة ضمن منظومة حصاد الاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتقليل المخاطر التي قد تنجم عنها. وابانت ان سعة السد المزعوم تبلغ سبعة ملايين متر مكعب بينما يصل ارتفاعه إلى 12 متر ليصبح من أكبر السدود التي يتم إنشاؤها في الصحراء الشرقية من حيث الإرتفاع وسعة التخزين.

من الواضح ان اعلان القاهرة بانشاء سد في منطقة شلاتين يعتبر محاولة للضغط على السودان واجباره على اتخاذ موقف مؤيد لمصر في قضية سد النهضة، خاصة وان خطوة اعلان السد تأتي في وقت جمدت فيه مصر المفاوضات الفنية مع السودان وإثيوبيا عقب الإجتماع الثلاثي في القاهرة، إثر رفض الأخيرة تعديلات البلدين على دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي حول السد وملئه وتشغيله.

وكان وزير الري والكهرباء معتز موسي قد عبر عن أمله أن لا تتأخر إفادة الجانب المصري وقال أن الخلاف حول التقرير الاستهلالي لدراسات سد النهضة انحصر في ثلاث نقاط، قدم السودان بشأنها مقترحاً متكاملاً لمعالجتها، يتضمن حق الدول الثلاث مجتمعة في مخاطبة المكتب الاستشاري لإستيضاحه حول مرجعية بعض النقاط في التقرير الاستهلالي، أما ثاني بنود المقترح فينص على إعتماد اتفاقية 1959 كخط الأساس لتحديد آثار السد على دولتي السودان ومصر، ولفت إلى أن البند الثالث يقترح هو أن أي بيانات تستخدم في الدراسة لا تمنح أي حق جديد للمياه لأي دولة، ولا تحرمها حقاً باتفاقيات قائمة لتقسيم المياه، وإنما هي لأغراض الدراسة فقط. وأوضح موسى أن إثيوبيا قبلت من حيث المبدأ بالبنود الثلاثة في حين رفضت مصر كل المقترحات، بما فيها اعتماد الحقوق المائية للسودان وفق اتفاقية 1959.

لا شك أن القاهرة  اصبحت تشعر بعزلة واقليمية خاصة بعد تطابق المواقف بين السودان واثيوبيا تجاه السد النهضة، بجانب الفتور الذي صاحب العلاقات بين الخرطوم والقاهرة خلال الفترة الأخيرة ،فضلاً عن استراتيجية السودان بعدم تصعيد العداوات حالياً مع اي من دول الجوار، الأمر الذي اعتبرته القاهرة على مايبدو احدي النقاط التى يمكن من خلالها الضغط على السودان بمحاولة إنشاء سد في مدينة شلاتين المحتلة، غير ان الخطوة يمكن ان تفتح الطريق امام السودان لتجديد شكواه الى مجلس الأمن الدولى مع استصحاب الخطوات التى تعتزم القاهرة اتخاذها تجاه المنطقة ومطالبتها بالتحكيم الدولى الذي ظلت ترفضه.

ويوضح الكاتب والمحلل الأميركي جرمي لودي في مقال نشره على موقع “جلوبال رسك انسيت”، أن خوف مصر من نتيجة التحكيم في قضية حلايب وشلاتين هو السبب في رفضها لمطالبات السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي.

وقال الكاتب إنه بينما توجد الخلافات المصرية السودانية بسبب الحدود منذ سنوات، شهدت الأشهر الأخيرة زيادة ملحوظة في التوترات، إلى جانب سلسلة من الإجراءات العقابية التي أطلقتها القاهرة والخرطوم، وتبتعد العلاقات الثنائية كل البعد عن المستوى التي وصلت إليه في عام 2004 عندما تم التوصل إلى اتفاق الحريات الأربعة، ويضيف أن القاهرة والخرطوم بدأتا خلافاً تدريجياً حول قضية مثلث حلايب، المنطقة المتنازع عليها على طول الحدود المصرية السودانية والذي تبلغ مساحته 20.000 كيلومتر مربع .

معلوم ان مصر تمضي في تمصير مثلث حلايب وشلاتين وفق خطط محكمة تحاول غزو المنطقة ثقافياً ومن ثم إدعائها توفير الخدمات لمواطني المثلث، غير ان هيئة المساحة السودانية اكدت ان جميع وثائقها تثبت سودانية شلاتين الامر الذي فقد القاهرة الحق في انشائها أي من مشروعات في المنطقة مجدده مطالبتها للقاهرة بقبول التحكيم الدولى إن كانت محقة في امتلاكها لوثائق تثبت ملكيتها للمثلث ، مشددة على ان القاهرة سبق أن استعانت بالسودان الذي امدها بالوثائق التى استردت بها منطقة طابا من اسرائيل عبر التحكيم الدولى.

التزم السودان بسياسة ضبط النفس في تعاملة مع مصر حيال قضية مثلث حلايب و شلاتين على الرغم من الأساليب المختلفة التي ظلت تتبعها القاهرة ومايصاحب ذلك من محاولات استفزاز بزج قضية حلايب في المعترك السياسي الا أن حكومة وشعب السودان ظلا يتسمان بالحكمة واتباع الوسائل القانونية حفاظاً على العلاقات بين الجانبين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة