إنّ المعارضة السودانية المدنية والمسلحة تقودها قيادات ذات مصالح شخصية تهدف للوصول إلى السلطة أو لكسب مادي تتحصل عليه من أعداء الوطن من الخارج،
الذين يخططون للفتنة بين أبناء السودان ليقتتلوا ويضعفوا لتتاح لهم الفرصة للتدخل بذريعة حماية الشعب، وحينها يقع السودان كالعيد السمين في شِراكهم التي نصبوها بعناية فائقة كما فعلوا في دولة العراق عام 2003م، ولكن الله غالب على أمره. إن القيادات المصابة بداء السلطة قد انكشف
أمرها وباءت مخططاتها بالفشل الذريع، وذلك لوعي الشعب السوداني الذي جرب قيادتهم منذ أن نال السودان استقلاله في 1/1/1956م ولم يتعافَ من جروحه حتى بزوغ فجر الإنقاذ الذي أضاء ظلام التخلف الذي كبله بسلاسل وأقعده عن اللحاق بركب الدول المتقدمة، رغم الإمكانات الهائلة التي
يتميز بها. إن تلك القيادات قد شاخت وولى زمانها ولا مكان لها في قلب الشعب السوداني، وبجانب تلك القيادات الهرمة هناك داء عضال ينخر في عظام الوطن، وآذى شعبه والمتمثل في جشع التجار، وقد أدركت الدولة خطورته إذا استمرت بترك الحبل على الغارب، فأمرتهم بعين حمراء أن يضعوا
ديباجات التسعير على كل سلعة، ولوحت بالعقاب الصارم على كل مخالف لتلك التعليمات. أما سيف العدالة المسنون والبتار فقد استله وزير العدل من جفيره وذلك بفتح بلاغات في أكثر من ثلاث وثلاثين مخالفة لمعاقبة لصوص المال العام، علماً بأن هناك رتلاً طويلاً منهم سيتم تعقبه، ونحسب أن
تلك الإجراءات ستجعل المواطن راضياً ومطمئناً على ماله، وستقطع الطريق أمام المعارضة التي درجت على تشويه وجه الحكومة وانتقادها جهراً، كأنها وصية على حقوقه وأمينة عليها، ونعتقد أنها بشريات إيجابية إذا صدقت تلك الجهات في مساعيها وتطبيق القانون بقوة، وأجزم أن الشعب
السوداني لن يستمع لصوت المعارضة النشاز الذي يدعوه للعصيان المدني والانتفاضة ضد من يحاكم عدوه الذي نهب ماله وشيد به العمارات متعددة الطوابق والفلل وركوب الفارهات من العربات وسياحة أسرهم في الخارج وتعليم أبنائهم في أرقى الجامعات العالمية، وفتحوا حسابات في بنوك خارجية
وطغوا في الأرض ينظرون للمواطن شذراً واستعلاءً، وكانوا قبلها مغمورين لا ذكر لهم في المجتمعات، وقد استغلت أحزاب المعارضة تلك الحالة ونحسب أنها قد تاهت لضحالة علمها بوعي المواطن السودني.
إن قلبها مشحون بالحقد والحسد والكراهية للحكومة وعلى قمتها حزب المؤتمر الوطني، وقد أعمى بصائرها وهي تنادي الشعب بأن ينزل إلى الشارع وحينها تتوارى كلها منتظرة نتيجة مخططاتها وغير مبالية بتداعيات أفعال المندسين في صفوف الشعب من تخريب ونهب وقتل وتدمير، ولكن نؤكد أن
الشعب السوداني الواعي والمعلم لن يستجيب لنداءاتها وينساق لها لتخريب وطنه بأياديه ولسان حاله يقول التراب في خشمكم وتلقوهاعند الغافل.
2
/ إن المعارضة بنوعيها تستعد الآن سواء كان في الساحة السياسية أو ميادين القتال وعليها الاعتراف بذلك الموقف، وتسرع الخطى للحاق بقطار السلام ولو سدرت في غيها وتعنتت ينطبق عليها مثلنا السوداني (كريت يقطعوا في أضنيها وتقول إن شاء الله حلم). وبقراءتنا للموقف الماثل أمامنا نؤكد
أن نجم المعارضة بشقيها قد أفل.
والله أكبر والعزة للشعب السوداني
عميد ركن (م) حسن أحمد حسن
نقلاً عن صحيفة اليوم التالي 12/12/2016م
تعليقات
إرسال تعليق