شائعات العصيان.. أسحله فاسدة فاقدة الصلاحية

Image result for ‫العصيان المدنى فى السودان‬‎
من الممكن لأي عدو لبلد ما أن يستخدم سلاح  الشائعات كسلاح استخباري مدمر، لأن العداوة بطبيعة الحال في مثل هذه الحالة تستهدف البلد برمته.
غير أن استخدام الشائعات- بأي درجة كانت – من قبل مناضلين ينتمون الذات البلد بهدف إرباكه شعباً وحكومة، هو دون شك أمر محير فلا هو يفيد مستخدمي الشائعة، ولا هو يحقق بعض أمنياتهم، ولا هو يلحق الضرر المطلوب بالنظام الحاكم
هذه الأيام تكثر الشائعات وهم يعلمون مسبقاً أن المتضرر منها هم البسطاء
 شائعة العصيان المدني علي سبيل المثال في نسختها الأولي ألحقت ضرراً ببعض البسطاء الذين ظنوا أن خروجهم من منازلهم إلي أماكن في ذلك اليوم فقد البعض قدراً من دخلهم اليومي جراء خشيتهم في أحداث قد تقع فلازموا بيوتهم،  وعلي الجانب الآخر فإن الحكومة بوصفها الجهة المستهدفة لم تزد علي مراجعة دفاتر الحضور اليومي!
المفارقة هنا واضحة فهي لم تستخدم أموالاً طائلة لمجابهة الموقف ولم تستنفر قواتها ولم تتخذ تدابير –(فوق ما هو مقرر)- لكي تصد غائلة العصيان! أدركت الحكومة منذ الوهلة الأولي أن مطلقي الشائعة أرادوا والعبث اللهو وربما التسلية والتسرية عن النفس!. 
ذات الشائعة في نسختها الثانية  المحدد لها تاريخ 19 ديسمبر، ألحقت أضراراً أيضاً بالبسطاء فقد تمت كتابة الدعوات والشعارات  السياسية الداعية للعصيان علي أوراق العملة الوطنية.
الآلاف ممن كانت في أيديهم أوراق نقد مكتوب عليها ولم ينتبهوا لهذه الشعارات والكتابات خسروا أموالهم.
أو ربما وقعوا تحت طائلة القانون، إذ أن أهل القانون عادة ما يطلقون القاعدة الذهبية المعروفة (الجهل بالقانون ليس بعذر).
ذات الشائعة هذه رسخت في ذهني الحكومة السودانية أن هؤلاء الذين يطلقون هذه الدعوات والشائعات، أبعد ما يكونوا عن الجدية والقدرة والإرادة.
محض ناشطين سياسيين أو حقيقيين، بعضهم ربما يستمتع بحياة ناعمة  رغدة في العواصم  الأجنبية، يفعلون ذلك من اجل إرضاء مزاجهم الخاص وادعاء النضال ومحاولة تحريك الساكن.
الحكومة السودانية زادتها هذه الشائعات قوة وبسطة في الفهم والإدراك وعرفت أين ومتي وكيف تواجه أعداءها!!
هكذا هو سلاح الشائعات لا يصلح قط في مسارح القتال الداخلية الوطنية لأنه لا يفرق بين الضحايا، بل علي العكس ربما كان استهدافه للضحايا الأبرياء أكبر ولهذا فإن الذين يناضلون (من وراء حجاب) ويجربون أساليب غير معهودة في الساحة السودانية عليهم أن يراجعون ضميرهم الوطني، فالقضية الوطنية في راهننا الماثل أكبر  من أن يتم اختزالها في إسقاط  نظام، الأزمات الاقتصادية تمسك بخفاق بلدان العالم، بلداً تلو الآخر حدود بلدان العالم صارت معبراً لجرائم دولية مستخدمة، وأعداء أجانب محتملين، وبقدر ما تتراضي الأيدي الوطنية بالداخل وتنشغل بمواجهاتها الخاصة، يجد الأعداء طريقهم إلي الداخل وحينها يصبح الجميع ضحايا ولا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة