الفاشل الخفي الذي يدير العصيان من وراء حجاب!!

Image result for ‫العصيان المدنى فى السودان‬‎من سوء حظ أصحاب الدعوة الخفية – من وراء حجاب – لما يعرف بالعصيان المدني أن ولاية الجزيرة ومشروعاتها التنموية الموثقة والتغيير الكبيرفي الأرجاء الخدمية لهذه الولاية الضخمة، تصدرت، وتوسطت
مجريات الأحداث في السودان. ولاية الجزيرة أرسلت رسالة واقعية وموضوعية لكل مواطني السودان، أن التغيير الخدمي والتنموي واصلاح الأعطاب وإعادة رسم الطريق ورصفه وتأهيله قضية ممكنة وبأمكان كل ولاية سودانية أن تفعل، فهو التغيير الحقيقي وهو الاصلاح المنشود.
ماذا إذن يمكن أن يكون منطق (المجهولون) وراء الماوسات والكيبورد الذين ينتظرون أن تتوقف حركة الحياة في السودان؟ لمجرد أن لديهم رغبة في أن يكونوا في طليعة نظام حاكم جديد؟ لقد بدأ واضحاً الآن أن شعب السودان واع لما يدور حوله، فهو لم يقل إن العصيان هو الحل. هو لم يكن لديه الوقت الكافي ليجلس الساعات الطوال
والليالي والأيام ليملأ مواقع التواصل بدعوات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم يفوض أحداً بأن (ينوب) عنه في الدعوة لعصيان لا يعرف ماذا يكون وراءه.
لو أراد شعب السودان – بذكائه وبفطرته السياسية – أن يقول لا لحكومته وأن يقف ضدها موادهاً لها لما احتاج لمن يرسم له الطريق ويضع له الخطط ويسرق أسمه وأحلامه على الأسافير. ومن المفارقات المضحكة والمبكية أن حزب مثل الحزب الشيوعي السوداني لم تتجاوز ثقة السودانيين به – في أفضل حالاتها – ثلاثة أعضاء في
البرلمان في آخر انتخابات خاضها في العام 1986م، لا يستحي ولا يجد حرجاً في الزعم بأنه يعمل لصالح السودانيين ولخير السودانيين ناسياً مجاذر القصر وبيت الضيافة والدماء الغزيرة التي أسالها في العـ1971ـام عبر مغامرة طائشة غير محسوبة مجللة بالحقد والكراهية وسوء التقدير.
الحزب الشيوعي السوداني الذي يقف وحيداً بعد تساقط نماذج الحزب في الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية، وبعد تحوله هو نفسه الى منظومة (عجائز) مرهقين متعبي العيين والقدمين متهالكين لا يحتملون شباب الحزب وأفكارهم، يريد أن يتصدر دعوة لعصيان مدني!!
حزب لم يحتمل قادته ورايهم الآخر فقام بفصلهم تباعاً ولم يقو على القيام بدوره منفرداً الا عبر تحالفات سرعان ما تتهاوى يريد أن يصنع لنفسه تاريخاً عبر العصيان المدني!
لا شك أن العصيان المدني كفكرة ووسيلة قد قضى عليه تماماً هؤلاء المتعبين المغلوبين على أمرهم الفكري والأيدلوجي، فعوضاً عن أنهم جربوه في المرة الأولى (27) نوفمبر ولمدة ثلاثة أيام كالحات ولم يأت بنتيجة، هاهم الآن يفشلونه حتى قبل أن يبدأ. فقد كانت هذه إحدى مهازل التاريخ الكبرى أن يتبنى حزب قليل العضوية، قليل
الحركة قصير النظر تاريخه حافل بالدماء والخيانة دعوة لعصيان مدني ظناً منه أنه قائد لا يشق له غبار وملهم وملهم وقادر على صنع ما عجز الآخرون عن فعله!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة