قوة حفظ سلام قوامها حوالي (16) ألف عنصر أممي أفريقي. قضت تحت الآن أكثر من(7) أعوام في مهمة حفظ السلام في إقليم دارفور ومع ذلك تطلق أخباراً خطيرة عن انتهاكات خطيرة ثم تزعم أنها (سمعت بها) من راديو دبنقا!!، أقامت قوات اليوناميد الدنيا بأسرها بخبر لم تأخذه (من الأرض) مباشرة! واضطرت بعد ذلك إلى نفي الخبر والإعتراف بأنها لم تستوثق منه!! الولايات المتحدة الدولة العظمى التي لديها من المخالب الاستخبارية والأظافر التجسسية مالا تغيب عنه الشمس، ظلت تعاقب السودان عقاباً مغلظاً منذ أكثر من (20) عاماً بسبب رعايته للإرهاب ووجود مهددات تهدد الأمن القومي الأمريكي وتقوم بتجديد العقوبات المتنوعة الغليظة هذه سنوياً بينما ترى وتشاهد كل ما يجري في السودان!! بل إنها لو كانت (صادقة) فيما تتهم به السودان لتحركت بأساطيلها وبوارجها لوضع حد لهذه المهددات. في تسعينات القرن الماضي انتشرت أيضاً مزاعم حول عمليات استرقاق أي والله استرقاق يقوم بها السودانيون ضد بني جلدتهم يستعبدونهم فيها وينزعون عنهم حريتهم الإنسانية! الأغرب من ذلك أن العالم الغربي بأسره – في ذلك الحين – صدق الأكذوبة وتعامل معها بجدية، بل ربما يكون البعض حتى الآن يصدقونها وهم على قناعة تامة بصدقيتها!. محكمة الجنايات الدولية التي تأسست رسمياً وبدأت عملها في العام(2003) اعتمدت على تقارير منظمات طوعية وإفادات سياسية عادية – إلى كبار المسئولين السودانيين وفي مقدمتهم الرئيس نفسه واستصدرت في مواجهتهم مذكرات توقيف دولية!! هذه بالطبع شذرات بسيطة للغاية من جملة أكاذيب ومزاعم ظل السودان باستمرار يواجهها من قبل العالم والمجتمع الدولي. الأمر المثير للاستغراب أن بعض الدول الغربية – الولايات المتحدة مثلاً – تسارع بسرعة البرق لتصديق ما يُقال ليس ذلك فحسب ولكنها تستصدر إدانة على الفور ويحلو لها استصدار العقوبات والتدابير دون الحاجة إلى أي تحقيق أو تأكيد. لقد عانى السودان كما لم يعاني غيره من هذه الأكاذيب التي ظلت عنوناً رئيسياً ثابتاً وحاضراً في تاريخه المعاصر. وبطبيعة الحال يجد أي باحث صعوبة بالغة في فهم وسبر غور إطلاق هذه الأكاذيب وما إذا كان الأمر كله مجرد (تكتيك) للنيل من الحكومة السودانية أم أن الأمر لديه أبعاداً إستراتيجية تهدف إلى تقطيع أوصال السودان بكامله وإعطاء انطباع لشعب السودان أنه شعب لا قيمة له!!. آلاف الأكاذيب دارت حول العديد من جوانب الحياة في السودان أشانت سمعة هذا البلد ولم تلحق أية أضرار – ان كان هذا هو المقصد – بالحكومة السودانية، وأصبح العالم بأسره على استعداد للاستماع إلى أي اتهامات ترد عن السودان دون أدنى مناقشة ولهذا فإن إطلاق هذه الأكاذيب ضد السودان في الواقع أمر لا يخرج عن فرضيتين : الفرضية الأولى، أن بعض القوى الدولية الكارهة لهذا البلد – لأسباب تخصهم – يهدفون إلى ضعضعة أوصاله والقضاء على همة شعبه تدريجياً، بحيث لا يكون له مستقبل مهما كانت طبيعة السلطة التي تحكمه!
وهذه واضحة من سياق أن طبيعة الأكاذيب التي يتم ترويجها تمس صميم الشعب ففي أكاذيب اليوناميد الأخيرة بشأن حالات اغتصاب في منطقة (ثابت) جنوب غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور فإن الكذبة أصابت الجيش السوداني بكل ما يعنيه من رمزية لدى شعب السودان باعتباره (قواته المسلحة) التي تحميه، وأصابت أيضاً نساء دارفوريات في إقليم أجل وأكبر ما فيه الشرف الذي دونه المهج والأرواح!! ان كل من يستمع إلى هذه الأكذوبة يصاب بالإحباط وصغر الشأن ومن ثم تقضي مثل هذه الأكاذيب على همة السودانيين وتزيدهم إحباطاً وتراجعاً ومن شأن أمر كهذا أن يسهل مستقبلاً السيطرة على هذا البلد والاستفادة من موارده المهولة. الفرضية الثانية أن من يروجون الأكاذيب يستهدفون القضاء على مستقبل السودان على المديين القريب والبعيد باعتباره مارداً افريقياً وعربياً ووجوده مؤثر في المنطقة، وهذه الفرضية يدعمها السعي الدؤوب لتقسيم السودان عقب البداية بفصل جنوب السودان وهو أمر يمكن الافتراض أن وراءه الكيان الإسرائيلي الخائف من أن يتحول السودان في المستقبل القريب الى قوة تتهدد وجود الدولة العبرية. وليس بعيداً عن ذلك إشراف إسرائيل مؤخراً على إعلان باريس الموقع بين السيد الصادق المهدي والجبهة الثورية وما حواه من أمور خطيرة. وعلى كل وسواء صحت الفرضية الأولى أو الثانية أو الإثنين معاً، فإن من المؤكد أن إطلاق الأكاذيب هذا السودان تقف وراءه قوى دولية لا تريد خيراً لهذا البلد!
تعليقات
إرسال تعليق