داخليات الزهراء الحقيقة كاملة





مداد معارض داكن وكثيف أريق طوال الأسابيع الفائتة بشأن ما يقوم به صندوق دعم الطلاب -(مؤسسة خاصة بمعالجة قضايا طلاب الجامعات)- من توسعة رأسية واسعة النطاق، وتحديث عصري لمباني مجمعات داخلية البركس، المجمع الأكثر شهرة واكتظاظاً بالطالبات بجامعة الخرطوم.
ولأن ما ظل يشاع بشأن هذه المعالجات الاستراتيجية ذات الطابع الفني والهندسي المحض بدا الأمر غريباً، فإن الاغرب من كل ذلك ان أحداً ممن انساقوا وراء موجة النقد اللاذع والاتهامات الموجهة للسلطات السودانية لم يكلف نفسه عناء التساؤل -بموضوعية- عما إذا كان ما يجري القيام به يعود بالفائدة على المديين المتوسط والبعيد على الطاقة الاستيعابية لهذه الداخليات ويوفر السلام والأمان للطالبات أم أن الامر محض إخلاء وتشريد وتنكيل بالمعارضين؟
ما حاجة حكومة ظلت تقاتل لـ25 عاماً صنوفاً من حملة السلاح على أطراف السودان دون ان يؤثر ذلك على بقائها وقدرتها على إدارة الدولة لمقاتلة طالبات جامعة في عمق العاصمة السودانية الخرطوم وتحت سمع وبصر الكافة؟ واضطرارها -كما زعم بعض غلاة المعارضين- لإخلائهن من المجمع خوفاً من أن يسقطن الحكومة؟
هل من الموضوعي والمعقول ان الحكومة السودانية ومنذ ان توسعت فى مجمع الداخلية هذا -منذ العام 1996- ليس لديها علم بعدد الطالبات المقيمات أو وجود ممارسات أو وجود قوى معارضة خطيرة أم غير خطيرة داخل هذه المجمعات؟ إن مجمع داخليات البركس مجرد مجمع لداخليات إنتهى العمر الافتراضي لمبانيه العتيقة وهذا أمر طبيعي يحدث في أي بلد فى الدنيا، ولمزيد من الاستيثاق فإن صندوق دعم الطلاب استجلب بيت خبرة هندسي أجرى معاينة هندسية فنية شاملة للمباني العتيقة، وكانت خلاصة نتائج الفحص صيانة بعضها وإزالة البعض الآخر.
ومن هنا نبعت فكرة التحول الى الانشاءات الرأسية (الأبراج) وفق مواصفات عصرية تراعي مقتضيات المستقبل وتوسيع نطاق الاستيعاب والحرص على ان تظل مباني الداخليات –وهذا هو الأهم، قريبة من مجمع الكليات الخاصة بالطالبات اللائي يسكن الداخلية.
لو كانت الحكومة السودانية غير صادقة وغير أمينة بشأن هذا التحديث والتطوير لتحاشت إقامة اجراءات الصيانة ولقررت نقل المجمع بكامله الى منطقة اخرى وستكون محقة فى ذلك سواء لدواعي هندسية تتصل بالخريطة التخطيطية للعاصمة الخرطوم أو حتى لدواعي تتصل بتجميع الداخلية فى مكان واحد في أرض فضاء واسعة بمكان مناسب إذ لا يخفى على الجميع طبيعة المكان الذي تقوم فيه هذه المجمعات والضيق والازدحام المعروف في المنطقة ذات الطبيعة الحيوية.
لقد نجح صندوق دعم الطلاب -دون الالتفات الى ما يثار حول هذا الموضوع- فى إدارة الأمر بقدر من الامانة والوعي ويشير عدد من أولياء أمور الطالبات الذين جلسنا الى عدد كبير منهم الى أنهم استغربوا ما أثير حول هذه الداخليات لأنهم جلسوا الى إدارة الصندوق ومشرفي هذه الداخليات، كما أنهم استمعوا الى الطالبات واستطاعوا أن يدركوا ان الأمر فى مجمله القصد منه توفير أقصى درجات الراحة و استقرار للطالبات. كما أن الصحف السودانية أجرت عشرات الاستطلاعات الصحفية مع مئات الطالبات وأكدن جميعهن ان الاجراء الذي تم اجراء ضروري لرفع مستوى الخدمات فى هذه الداخليات والنظر الى المستقبل و تجويد مواصفاتها. ترى هل بعد كل ذلك هل بإمكان عاقل ان يصدق كل هذا المداد الإسفيري الغريب؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة