الحوار الوطني والانتخابات

بقلم: بدر الدين حسين علي 
الحوار الوطني والحوار المجتمعي والانتخابات هي سيدة المشهد السياسي السوداني الحالي فهل يمكن الي يصل الحوار الوطني الي نهايات.
ترضي القائمين علي طرح المبادرة والمشاركين في الحوار والذين تشككوا فيه وعموم الشعب السوداني؟ ثم هل يمكن وفي ظل  التفاؤل بنجاح الحوار ان تقوم انتخابات ابريل 2015 في موعدها المحدد هذا؟ وهل يتغير موقف الحركات المسلحة وترتضي العودة الي السودان والمشاركة في الحوار الوطني؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما يحدد الاجابة عنها مسيرة الحوار والانتخابات القادمة.
أن طرح مبادرة الحوار الوطني من الايجابيات التي تحسب للحكومة بعيداً عن الكيد السياسي والانتماءات الضيقة، باعتبار أن الحكومة التي يعتبرها البعض أنها جسمت علي الديمقراطية أعادت حق حل قضايا السودان عبر الحوار وهي الجهة الوحيدة التي تملك السلطة ووسائل القهر، لذا فإن اتجاهها بهذا المستوي والمنحي يجعلها نثمن  الخطوة أو (الوثبة) كما تم تسميتها.
الحكومة هنا طرحت المبادرة هي بالتالي لديها رغية متوفرة للحوار مع الآخر، وهذا الحوار من قبلها ليس حواراً تنازلياً من جهة واحدة وليس ضعفاً أنما هو رغبة أكيدة في الوصول الي صيغة التقاء وطني علي ثوابت ظلت الأحزاب والنخب السياسية منذ الاستقلال بعيدة كل البعد عن الوصول الي حالة الالتقاء علي الثوابت الوطنية ون ثم  الاختلاف علي الطرف والمناهج والمدارس التي يحقق كل حزب أو جماعة مدنية أهدافه السياسية إلي لا تتعارض مع الثوابت الوطنية، لأجل ذلك ظل السودان طيلة الحقب الماضية يعاني من مسألة عدم مقدرة  القيادات السياسية في الوصول للتفرقة بين الدولة والحكومة والنظام مما كلف السودان العديد من المواقف التي اخذت شكل الكيد الحزبي غير أنها في تأثيرها كانت.
خيانة وطنية، اذا الحوار الوطني يظل مطلب قائم للتحول من التعصب الأعمي الي حالة طرح القضايا للحوار مما يعزز فرص التداول السلمي لسللطة في البلاد وينمي قيم الديمقراطية والشوري.
ويصبح من السابق لاونه الحديث عن تأجيل الانتخابات بالرغم من الاعلان عن المفوضية وحركة 22 حزب للأعلان عن مشاركتها في الانتخابات القادمة من جملة ما يناهز الثمانيين حزباً مسجلاً، ففي تقديرها أن مسيرة الحوار الوطني اذا سارت كما ينبغي لها فحتماً سوف تفضي في المقام الأول الي تأجيل الانتخابات لاعطاء الفرصة للذين يرغبون في المشاركة من أحزاب الحوار الوطني للدخول الي حلبة التنافس في هذه الانتخابات، ولكن الي ان تفضي لجنة الحوار إلي ذلك فان مسولية الحكومة تحتم عليها السير في اجراءات التجهيز المبكر لهذه الانتخابات.
حال وصول آليه الحوار الوطني إلي ضرورة تأجيل الانتخابات فإن ذلك سيخلق وضعاً إستثنائياً جديداً، يستوجب وجود حكومة انتقالية تقود البلاد حتي موعد الانتخابات فهل يا تري يعطي البشير هذه الفرصة التاريخية لتصبح عبرة الخواتيم كما قال القيادي بالمؤتمر الشعبي علي الحاج، أم يتم البحث عن شخصية أخري للقيام بهذا الدور، نتمني أن ينجح الحوار في تهيئة الجو لقادة الحركات المسلحة في دارفور للمشاركة من داخل الخرطوم وأن يكون الحوار سبباً في وقف نزيف الدماء.
الكل يحلم ويضع كل اماله في الحوار الوطني القادم في الوصول الي الثوابت الوطنية والتنافس الشريف الذي يخدم قضايا الوطني ويحافظ علي أمنة واقتصاده ويحفظه من إندلاع النيران بين أبناءه. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة