مشاجرات لندن.. الترجمة الإنجليزية لإعلان باريس
(إعلان باريس: مواصلة الحوار للوصول مرضية لكافة الأطراف) هكذا كتبت في اليوم التالي للتوقيع علي الاتفاق الموسوم بإعلان باريس قاطعاً بأنه يحمل من الخلافات سواء في لغة الجسد المستعلية أو مواقع التوقيع المسيطرة التي كانت من نصيب الجبهة الثورية خصماً علي رصيد حزب الأمة، وقطعت بأنه لن يصمد طويلاً لأنه يحمل بين نصوصه الكثير من مكامن الخلاف والقضايا المؤجلة ليس لسبب إلا للقول بأننا اتفقنا عليها دون أن نتفق، ومن بينها تلك المسألة التي جاء في معالجتها هذا النص (مواصلة الحوار للوصول لصيغة مرضية لكافة الأطراف).
وهي علاقة الدين بالدولة والتي يبدو أنها لم تصمد طويلاً لتصبح الخلفية الأيدلوجية الدافعة لليسار وبعض الحركات الدارفورية محركاً أساسياً وقوة دافعة نحو الخلاف.
ولم يكن الخلاف من القبيل الذي يسهل التعامل معه، فقد فشلت تلك الأطراف في إدارته رغم توقيعها قبل أيام على الإتفاق غير بعيد عن لندن بمسافة كبيرة، فماهي التغييرات التي تلت التوقيع حتى يومنا هذا لتجعل المواقف بهذا التطرف الذي لا يمكن أن يحدث حتى في أي نشاط يجمع بين أحزاب الحكومة والمعارضة في الخرطوم، ناهيك عن أحزاب تنتمي إلى تحالف واحد وتسعي لهدف واحد؟ يبدو أن الجبهة الثورية بكل مكوناتها التي يغلب عليها لسان اليسار أو يده في السيطرة قد شعرت بأن الإمام الصادق المهدي بعد أن راهن على الخيار السلمي ورفض خيارهم في إسقاط النظام بالقوة، وبعد أن ظهر الدكتور الترابي وقاد تحالف الأحزاب المعارضة بالداخل نحو الحوار فلم يجد نفسه إلا تابعاً له فنفض يده عن الحوار الوطني، ثم تم اعتقاله ولم يجد بداً من أن يرجع إلى الجبهة الثورية جاءها طائعاً مكرهاً.
إذن بهذه النظرة المتعالية تنظر الجبهة الثورية إلى عدوها القريب ومن ورائها ينظر اليسار إلى عدوه الاستراتيجي حزب الأمة النابع من خلفية الثورة المهدية التي تعتبر في أدبيات اليسار واحدة من ركائز التقليدية والرجعية المناوئة للتقدم.
فما حدث في لندن من إفشال لبرنامج حزب الأمة هناك لم يكن بمستغرب على سلوك الجبهة الثورية التي خرج نائب رئيسها التوم هجو في غضون ثلاثة أيام على إعلان باريس ليصرح بأنهم لا يزالون متمسكين بخيارهم العسكري في إسقاط النظام، وأنهم لم يتخلوا عن أي من برامجهم القائمة على ميثاق كمبالا في إشارة واضحة أريد منها إحراج الصادق المهدي وحزبه بأنهم وقعوا ووضعوا يدهم في يد الجبهة الثورية تحت عنوان (مجبر أخاك لا بطل)، ومن عجب أن يكون الأمر بهذا الترصد بحيث يشمل الذين كانوا هناك في مسرح الحدث بعض قيادات اليسار من الجبهة الوطنية المعارضة التي منعت في القاهرة من تنظيم فعالياتها وهي كانت أصلاً قد أعلنت رفضها للاتفاق رغم صلتها بالجبهة الثورية وأن يكون فاروق أبو عيسي نفسه موجوداً.
يبدو أن إعلان باريس صنيعة بين اليسار السوداني ونظيره الفرنسي لإذلال حزب الأمة، ومن ثم نسف الإتفاق بعد تحقيق الغرض، وبما أننا لسنا دولة فرانكفونية، فلم يظهر لنا الإعلان في دوافعه ومآلاته في باريس، حتى وضحه ملحق الشجار اللندني.
فهل تتجاوز الأحزاب المواقف التكتيكية الهشة إلى حوار وطني صادق وجامع لمصلحة الوطن؟.
وهي علاقة الدين بالدولة والتي يبدو أنها لم تصمد طويلاً لتصبح الخلفية الأيدلوجية الدافعة لليسار وبعض الحركات الدارفورية محركاً أساسياً وقوة دافعة نحو الخلاف.
ولم يكن الخلاف من القبيل الذي يسهل التعامل معه، فقد فشلت تلك الأطراف في إدارته رغم توقيعها قبل أيام على الإتفاق غير بعيد عن لندن بمسافة كبيرة، فماهي التغييرات التي تلت التوقيع حتى يومنا هذا لتجعل المواقف بهذا التطرف الذي لا يمكن أن يحدث حتى في أي نشاط يجمع بين أحزاب الحكومة والمعارضة في الخرطوم، ناهيك عن أحزاب تنتمي إلى تحالف واحد وتسعي لهدف واحد؟ يبدو أن الجبهة الثورية بكل مكوناتها التي يغلب عليها لسان اليسار أو يده في السيطرة قد شعرت بأن الإمام الصادق المهدي بعد أن راهن على الخيار السلمي ورفض خيارهم في إسقاط النظام بالقوة، وبعد أن ظهر الدكتور الترابي وقاد تحالف الأحزاب المعارضة بالداخل نحو الحوار فلم يجد نفسه إلا تابعاً له فنفض يده عن الحوار الوطني، ثم تم اعتقاله ولم يجد بداً من أن يرجع إلى الجبهة الثورية جاءها طائعاً مكرهاً.
إذن بهذه النظرة المتعالية تنظر الجبهة الثورية إلى عدوها القريب ومن ورائها ينظر اليسار إلى عدوه الاستراتيجي حزب الأمة النابع من خلفية الثورة المهدية التي تعتبر في أدبيات اليسار واحدة من ركائز التقليدية والرجعية المناوئة للتقدم.
فما حدث في لندن من إفشال لبرنامج حزب الأمة هناك لم يكن بمستغرب على سلوك الجبهة الثورية التي خرج نائب رئيسها التوم هجو في غضون ثلاثة أيام على إعلان باريس ليصرح بأنهم لا يزالون متمسكين بخيارهم العسكري في إسقاط النظام، وأنهم لم يتخلوا عن أي من برامجهم القائمة على ميثاق كمبالا في إشارة واضحة أريد منها إحراج الصادق المهدي وحزبه بأنهم وقعوا ووضعوا يدهم في يد الجبهة الثورية تحت عنوان (مجبر أخاك لا بطل)، ومن عجب أن يكون الأمر بهذا الترصد بحيث يشمل الذين كانوا هناك في مسرح الحدث بعض قيادات اليسار من الجبهة الوطنية المعارضة التي منعت في القاهرة من تنظيم فعالياتها وهي كانت أصلاً قد أعلنت رفضها للاتفاق رغم صلتها بالجبهة الثورية وأن يكون فاروق أبو عيسي نفسه موجوداً.
يبدو أن إعلان باريس صنيعة بين اليسار السوداني ونظيره الفرنسي لإذلال حزب الأمة، ومن ثم نسف الإتفاق بعد تحقيق الغرض، وبما أننا لسنا دولة فرانكفونية، فلم يظهر لنا الإعلان في دوافعه ومآلاته في باريس، حتى وضحه ملحق الشجار اللندني.
فهل تتجاوز الأحزاب المواقف التكتيكية الهشة إلى حوار وطني صادق وجامع لمصلحة الوطن؟.
تعليقات
إرسال تعليق