المعارضة السودانية أُس بلاء السياسة السودانية!!

المعارضة السودانية أُس بلاء السياسة السودانية!!
علي مدي ثلاثه عقود لم تسجل سطور التاريخ مطلقاً لحزب من الأحزاب السياسية المعارضة في السودان قيامه باشعال الشارع السوداني، أو تزعم 
تظاهرة سياسية أو قيادة احتجاج شعبي ولو لدقائق معدوادات!! بل أن ما سجلته سطور التاريخ
أنه وحتي التحالفات السياسية المعارضة التي تضم عدد من المكونات السياسية لم تنجح قط في قدح زناد تظاهرة أو تحريك نصف زقاق من الأزمة الضيقة في حواري العاصمة الوطنية أم درمان! ولسؤ حظ القوي السودانية المعارضة أنها حينما قررت اقامة تظاهرة وهي تمثل تحالفاً بين عدة مكونات عرفت تاريخياً بـ(قوي الإجماع الوطني) وقررت أن تنطلق التظاهرة من وسط العاصمة الخرطوم وفي أشهر ميادينها (ميدان أبو جنزير)، لم تفلح حتي في التوافد - مجرد التوافد الفردي- إلي الميدان لمحاولة اطلاق التظاهرة ويومها وكما ثبت في سجلات السياسة السودانية حمل سكرتير الحزب الشيوعي الراحل محمد ابراهيم نقد ورقة مقوي كانت ملقاه علي فارعة الطريق، وقد رأي أن الميدان خالي والرقاق غائبون وخط عليها بخطة المميز (حضرنا ولم نجدكم)!
وهي مقولة (باهظة) سياسياً كانت بمثابة (شهادة وفاه مكتوبة) للتحالف السياسي المعارض، بحيث وقر في قلوب المواطن السوداني أن هذه القوي الثورية لا تملك القدر الكافي من الارادة السياسية ولا القواعد الجماهيرية ولا القبول الشعبي لكي تعبر عن غضبها وتقود الشارع.
وعلي ذلك فإن أحداً قبل هذه الحادثة أو بعدها ما كان ينتظر من القوي السودانية المعارضة أن تقود الشارع كما كانت تفعل في ستينات وثمانينات القرن الماضي، فهي لم تواكب المتغيرات، ولم تطور نفسها، وتباعدت خطاها عن خطي الجماهير، وفقدت منطقها وبريقها!! 
ولهذا فحين اندلعت الاحتجاجات الشعبية الأخيرة لم تجد هذه القوي المعارضة مناصباً من الاقرار – ولو كارهة- بأنها م تكن الوقود المحرك لهذه الاحتجاجات.  
غير أن الأمر المخجل بحق أنها لم تجد حرجاً في استغلال الاحتجاجات لكي تحقق هي هدفها!! والأكثر أسيً وأسفاً أنها بدأت تتنازع فيما بينها علي اقتسام الكيكة!!
وبعضهم أطلق عليها (الفريسه) معيداً للأذهان مشاهد البرية حين تأتي "الذئاب" و"أبناء آوي" في نهاية الصيد تقتات وتقاتل علي الفتات في انتهازية واضحة وفاضحة.
كيف اذن في ظل وضع كهذا يمكن أن يثق مواطن سوداني مهما بدا كارهاً للسلطه الحاكمة في قوي سياسية انتهازية، عديمة الارادة، لا بطولة لها في طول وعرض التاريخ السياسي السوداني الحديث؟ وحتي لو قلنا أنها "معذورة" جراء ضعفها وتشرذمها، أما كان الاجدي والأكرم لها أن تقبل الحوار والعمل السياسي الهادئ وترتضي المنازلة الديمقراطيه  علي صناديق الإقتراع؟ أن هذه للأسف الشديد من أكبر مهددات العمل السياسي والتداول السلمي للسلطه في السودان، ففي السودان يمكن الداء في القوي المعارضة!
 
x

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة