تظاهرة ضد الحزب الشيوعي السوداني!

تظاهرة ضد الحزب الشيوعي السوداني!

 رغم كل المثالب السياسية والاخفاق وتطاول الفشل بالنسبة للحزب الشيوعي السوداني فلربما كان الحزب يستحق بعض الاحترام لو أنه كان يعمل في وضح النهار ويتحلى بالشجاعة اللازمة.
ولعل اصدق دليل على ان الحزب الشيوعي السوداني مفارق للتقاليد السودانية و القيم الانسانية النبيلة وسمات الشخصية السودانية المعروفة بالاقدام، والصدق و الجرأة على المواجهة الصريحة، تخفيه المستمر -حتى صار ذلك صفة ملازمة له- و مداراة انشطته وتحركاته بالآخرين.
لقد ترسخ في المخيلة السياسية السودانية ان الحزب الشيوعي السوداني لا يعدو كونه خفاش يميل الى الظلام ويمقت الضوء ويصدر اصواتاً غريبة لا يألفها من يعيشون في البيئة المجاورة.
فعلاوة على تخفي الحزب وراء ما عرف بتجمع المهنيين مخافة ان يكشف ان الحزب هو الذى يقود التظاهرات ومن ثم ينفض سامرها، فان الحزب الشيوعي يحاول اجراء تنسيق لقيادة عمل اعلامي وفق تكتيكات قادته لزيادة اشعال عمليات التظاهر و نفخ المزيد من اللهب.
تقول مصادر موثوقة داخل الحزب انها تجري (عمليات تنسيق) مع ما يعرف بـ(شبكة الصحفيين) لايجاد طريق تطيل امد الاحتجاجات و توسيع نطاقها؛ و المحافظة على إتقاد شعلتها في الفضاء الاعلامي و شاشات التلفزة العالمية و العمل على وقف الانتهاكات المزعومة التى تقع للحريات الصحفية في السودان.
والذى يتأمل هذا لمسلك يلاحظ بوضوح ان الحزب ومع كونه حزب مسجل وفق قانون الاحزاب السودانية 2007 ومن حقه قانوناً ممارسة انشطته العلنية وإقامة الندوات و المخاطبات السياسية، إلا انه يترك كل ذلك ويفضل العمل في الظلام، و يفضل بصفة خاصة ان يكون كل عمله (من وراء حجاب) يحرض هنا، ويركب هناك الموجة و يعقد اجتماعاً هنا يحسبه اجتماع سرياً ولكن سرعان ما تصل مخرجاته إلى قارعة الطريق، ثم يطلق شعاراً داخل التظاهرات وما يلبث ان ينسحب مطلق الشعار، ويفر مخافة إلقاء القبض عليه، وهكذا، أساليب متعددة و تكتيكات مختلفة غير ان جميعها تلتقي عن نقطة كونها (طعنات من الخلف).
ولعل هذا ما يفرض التساؤول بقوة هنا عما اذا كان الحزب بهذا المسلك يطمح في ان يصبح قائداً وفاعلاً في المستقبل؟ لم يعرف التاريخ السياسي ابداً حزب يدمن التخفي و يتطلع لكي يصبح له صيت في المستقبل و تقدم الصوف.
ان ما يسمى بشبكة الصحفيين حتى ولو تغاضينا عن العديد من التفاصيل ليست سوى مرآة للحزب ينظر عبرها إلى وجهه بتقاطيعه القديمة، وهو محاولة فاشلة لخلق جسم موازي لاتحاد الصحفيين والذي بلغ به شرعيته، نيله لعضوية إتحادات إقليمية ودولية ، بل ورئاسة بعضها.
إذ لا يتصور عقلاً و منطقاً ان يكون إتحاد غير شرعي او منقوص الشرعية ولكنه معترف به اقليمياً ودولياً و من قبل صحفيين وليس ساسة، ولو كان الحزب الشيوعي لديه قدرات فذة و إمكانات تكتيكية فعلية لخاض انتخابات اتحاد الصحفيين و عمل على كسب نقاط ديمقراطية على الاقل لا ان يتهرب من المواجهة ثم يعود -في الخفاء- للتنسيق مع جسم لا يعدو كونه جزء لا يتجزأ منه!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة