أحداث داخلية الفاتح حمزة.. وقائع ومحاذير خطيرة!

أحداث داخلية الفتاح حمزة.. وقائع ومحاذير خطيرة!

 الأحداث المؤسفة والمؤلمة التى شهدتها داخلية الفاتح حمزة التابعة لجامعة أم درمان الإسلامية - إحدى اعرق الجامعات السودانية والتى راح ضحيتها 2 من الطلاب يمكن قراءتها في ذات سياق المؤسف و اللمؤلم لما بات يعرف مؤخراً بالعنف الطلابي

والأكثر اسفاً من ذلك ان العناصر التى تسببت في الأحداث عناصراً تنظيمية تنتمي إلى الحركات الدارفورية المسلحة، والأسوأ من ذلك ان هذه العناصر الطلابية  تتعامل داخل الحرم الجامعي وكأن في ميادين القتال وليس أدل على ذلك من أن عملية إخلاء الداخلية التى تزامنت مع الاحداث اسفرت عن العثور على عدد مهول من الاسلحة البيضاء التى لا يتصور احد ان تكون بحوزة طلاب علم داخل داخلية جامعية، فقد تم ضبط عد من السواطير والمواد الحارقة والسكاكين!
وبحسب استقصاءات (سودان سفاري) من مصادر شرطية مسئولة بالعاصمة السودانية الخرطوم فقد بدأت الاحداث بقيام عدد من اطلاب المنتمين لتنظيم (UBF) المسلح بالاعتداء جنسياً على أحد الطلاب. تشير الوقائع إلى ان الطلاب اغتصبوا الطالب، ولما علم احد الطلاب اعترض على هذه السلوك ودار بينه وبينهم شجار عنيف بتشابك بالأيدي ثم تطور إلى استخدام السلاح الابيض وكانت النتيجة وفاة 2 من الطلاب -وهم من أبناء دارفور- وهم ايضاً من المتهمين باغتصاب الطلاب.
وتشير المصادر الى ان الطالبين المتوفيين هما (جعفر عبد الباقي) جامعة النيلين كلية الاقتصاد المستوى الرابع وينتمي إلى الحركة المسلحة (يUBF) والطالب (اشرف الهادي الدومة) جامعة النيلين كلية الاقتصاد المستوى الثانية وهو ايضاً من المنتمين لتنظيم (UBF) أما الجاني الذي تسبب في قتل هذين الطالبين فهو (المعتصم عبد الرحيم بن كثير) خرج جامعة ام درمان الاسلامية. هذه الوقائع وكما وقفنا عليها وفضلا عن عدم اتساقها مع مستوى طلاب الجامعة ومجافاتها للتقاليد السودانية فهي ناقوس خطر شديدة الرنين على اتساع رقعة العنف ومخاطر وجود طلاب ينتمون لحركات مسلحة داخل قلاع العلم الحصينة.لا احد باستطاعته ان يتصور ان تتحول سوح الجامعات التى هذا الوضع البائس الذي يتعارض مع مقتضيات التحصيل الاكاديمي.

صحيح ان مجمل الصورة يمكن ان تصب في صالح الحكومة السودانية كونها تسمح بالأنشطة الحرة و الديمقراطية للطلاب وكونها تتغاضى عن وجود أذرع للحركات المسلحة بين الطلاب، وكونها تتغاضى عن وجود أذرع للحركات المسلحة بين الطلاب، فالحكومة السودانية فيما يبدو تضع اعتباراً لطلاب  القادمين من إقليم دارفور, وتحاول تذليل كل الصعوبات أمامهم في إطار اللحاق بقدر من التنمية المتوازنة في اقليم يحتاج بالفعل لهذه التنمية ولكن بالمقابل ما من لوائح او قوانين جامعية مهما كانت الظروف تتيح لطلاب الاحتفاظ بالأسلحة بيضاء داخل الداخليات للدرجة التي يتم استخدمها في الحرم الجامعي و يسقط جراءها قتلى وجرحى! أن الحكومة السودانية مطالبة بإعادة النظر في تعاملها مع قوانين لوائح الجامعات، فقد لجأت حركات دارفور المسلحة بعد هزيمتها فى ميادين القتال الى ميادين وسوح الجامعات في عمق المجتمع الحضري السوداني، وهذا تطور نوعي خطير وخطير للغاية!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة