والعقوبات أصلاً إسرائيلية!!


كانت قد اختمرت الفكرة في العقلية اليهودية.. لأن السودان كان قد تحول ثورياً بشعارات ومضامين سياسية إسلامية.. من أبرز أهدافها بالتحليل اليهودي هو المشروع الصهيوني اليهودي.
وإرهاصات استهداف المشروع العدو تجلت.. حتى في خطاب الإعلام الرسمي.. والمنابر السيادية. وظنت إسرائيل أن السودان بعد صناعة  صاروخي سيدنا الحسين العباس العراقيين ستصنع صاروخ سيدنا خالد وسيدنا الجراح.. وسيدنا أبن أبي السرح..

لذلك كان تحريضها لواشنطن على احتواء ثورة السودان التي حتماً تحمل في ثناياها استهدافاً باحتلالها للأرض الإسلامية في فلسطين..
ولو كان من بين شروط الترشح للرئاسة الأمريكية الالتزام بدعم وحماية إسرائيل من العدو المسلم بعد خنوع وركوع العدو العربي بخطة الإعلام اليهودي (الجسدي) غناءً وتمثيلاً وأنساً في الأندية المختلطة بأجساد الجنسين المتعرية.

فإن السودان الذي اندلعت فيه الثورة الأصولية يجب ردعه بموجب شرط الترشح للرئاسة الأمريكية..وقد كانت المقاطعة التجارية..
ما كانت هناك مشكلة لو الأمر وقف كما ينبغي في حدود مقاطعة امريكا للسودان تجارياً.. فأوروبا خير بديل.. ولكن توسعت الخطة اليهودية لتشمل تحريض اليهود لواشنطن على الضغط والتهديد لكندا ودول أوروبا الأفضل في الصناعة المتطرة والجيدة والمنقذة للحياة في المجال الطبي
والبيطري.

وبذلك توسعت دائرة المقاطعة  التجارية.. وأصبحت حظراً تجارياً.. وعقوبات اقتصادية مدعومة بمشروع التآمر اليهودي في دارفور.
ومعلوم أن إسرائيل تريد من التطبيع مع دول القارة تمددها دبلوماسياً في الظاهر.. واقتصادياً في الباطن للحصول على الموارد من دون أن يستغلها أهلها بسبب الحروب الأهلية المدعومة والممولة من اليهود لذات الغرض..

ولو كانت إسرائيل تريد التطبيع مع السودان لهذا السبب المفضوح.. فهي بانفصال الجنوب  حققت جزءاً عظيماً منه.. فهي همها وقصدها الموارد.. فقط لأنها دولة مزروعة في صحراء عربية.. تفتقر إلى الموارد التي تشكل خام الصناعة وعصب التنمية ومتى عاش اليهود أصلاً في
فلسطين..؟

والآن تجتهد إسرائيل في اتجاه معاكس لأطماع مصر.. تجتهد للتحريض جناح الحلو لخرق مرجعية اتفاقية نيفاشا بتبني تقرير المصير لجبال النوبة تحت شعار مشروع السودان الجديد.. ترى هل هو اختزال للسودان الجديد في جبال النوبة فقط أم أن المشروع دفنه الحلو مع قيادة عقار
وعرمان..؟ عملياً دفنه معها طبعاً.

البرلمان انزعج.. وهو ينزعج حينما يكون ممثلاً برئيسه بروفيسور إبراهيم.. لكن على رسلك يا بروف.. فإن إسرائيل تريد استمرار العقوبات إلى الأبد بحسابات مصالحها الإحتلالية.. وحتى لو تحدث الناس عن تنازلات.. فهي لا معنى لها إن كانت سرية.. فإسرائيل تحتاج إلى تنازلات عملية
لأنها لن تأتي سراً.. ولن تفتح سفارتها تحت الأرض.

ولذلك ستبقى متمسكة بخيار العقوبات.. حتى بعد رفعها عملياً اليوم الخميس المحدد.. غير أن الشركات الأمريكية.. ومن ضمنها شركات يهود هناك هي في حاجة الىشراء موارد السودان كخام للصناعات..
إذن لو رضى اليهود برفع العقوبات فيكون ذلك لفتح باب استيراد موارد السودان الى السوق الصناعية الأمريكية.. كدا مفهومة..؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة