نجح السودان رسمياً في الحصول على قرار دولي قابل للتنفيذ الفوري بتخفيض عدد البعثة المشتركة (اليوناميد) العاملة في مهمة حفظ السلام في إقليمه الغريب دارفور، فقد اعتمد مجلس الأمن قراراً بهذا الصدد الخميس 29/ يونيو/2017 يقضي
بتخفيض أفراد البعثة في كافة مكوناتها، الشرطة والجيش والموظفين بحيث يصل مجمل العدد المخفض نسبة 50%.
وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور قال في اتصال هاتفي مع إذاعة ام درمان ان القرار صدر بالإجماع، وان تنفيذه لن يتأخر والأرجح انه سيجري خلال فترة الـ6 أشهر المقبلة. الوزير السوداني بدا شديد الارتياح للقرار الدولي مشيراً إلى ان القرار قد جاء ثمرة جهود دبلوماسية مستمرة بذلها السودان ومباحثات جرت في الخرطوم وأخرى في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وزيارات الى إقليم دارفور، وأشار الوزير أيضاً إلى ان القرار بمثابة إقرار بتحسن الأوضاع في الإقليم وفي الوقت نفسه يعطي الحكومة السودانية مزيداً من قوة الدفع لبسط سلطان قواتها على الإقليم.
ولا شك ان صدور القرار الأممي من مجلس الأمن بتخفيض بعثة اليوناميد أعطى السودان دفعة سياسية دولية قوية ومؤثرة. فمن جانب فإن القرار كما ثبت جاء بإجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي حيث لم تمتنع دولة عن التصويت حتى يحوم الشك حول صحة القرار وسلامته، كما لم تتحفظ دولة على أي بند في القرار وبالطبع لم تعارض أي دولة منطوق القرار وهذا يعني ببساطة شديدة ان المجتمع الدولي متفق تماماً على ان الإقليم دارفور قد عاد إلى طبيعته وتحسنت أوضاعه وحان الوقت لبداية إخراج قوات حفظ السلام.
ومن جانب ثاني فإن القرار وما حواه من منطوق التنفيذ الفوري يعني ان مجلس الأمن قد أطمأن تماماً ولديه من الطمأنينة ما يكفي لإقرار القرار لأنه لو كانت هنالك مخاوف ولو نسبة 1% إلى ان الأوضاع قد تتدهور أو ان الحركات المسلحة لديها المقدرة على إعادة إنتاج الأزمة وتأجيج الصراع، أو أن الحكومة السودانية ربما تفشل في إحكام سيطرتها على الإقليم لما تم اتخاذ القرار و إنفاذه على الفور؛ إذ أن قرارات سحب قوات حفظ السلام عملية معقدة و تحتاج لحجة قوية لا يتطرق إليها الشك مطلقاً و قد نجح السودان نجاحاً منقطع النظير في ترسيخ هذه الحجة القوية في أذهان أعضاء مجلس امن.
ومن جانب ثالث فإن القرار في حد ذاته وبصفة مجردة قضى تماماً على الدعاية الإعلامية السوداء السائدة في أرجاء إقليم دارفور، الشيء الذي يسحب البساط تماماً من اعلي جهة سواء كانت إقليمية أو دولية لإطلاق مزاعم بشأن الأوضاع في دارفور، كما قضى تماماً على حجج الحركات المسلحة الدافورية التى خرجت في واقع الامر من مولد الإقليم الذي استمر لأكثر من 12 عاماً بلا أدنى حمص!
x
تعليقات
إرسال تعليق