الشيوعيون .. من الزبد فيهم؟

طباء في عضوية الحزب الشيوعي .. استاؤا من استغلال حزبهم لاضراب الاطباء .. تقدموا باستقالة جماعية .. والحزب تعامل مع استقالتهم بشيء عجيب . > و اصدر بيانا كتب في آخره كلمات مقتبسة من القرآن الكريم .. وفي أوله اشار إلى تمسك الحزب بالماركسية المنهج الملحد المعروف بالحاده الصارخ جدا . > وهو تناقض واضطراب فكري يعزز موضوعية استقالة الاطباء .. فقد قدم ببيانه هذا الذي صاغه على طريقة سمك لبن تمر هندي عاملا لتمسك المستقيلين بالاستقالة . > فالبيان يصف الاطباء المستقلين عن الحزب بأنهم عناصر تصفوية مخربة انقسامية ..ويختتم بكلمات قرآنية مثل (ويذهب الزبد جفاءا ..ويبقى حزبنا موحدا و شامخا). > أي أن حزبهم هو ما ينفع الناس . > وفي بداية البيان تقرأ أن الخط الفكري للحزب الشيوعي أكد على الماركسية منهجا لدراسة الواقع وتغييره . > وتغيير الواقع بالماركسية يعني أن يبقى الزبد الفكري ويذهب ما ينفع الناس . > تخيل ..نظرية شخص من بين مئات الفلاسفة .. تتمسك مجموعة برؤيته التي اصبحت تأريخا فكريا .. و الشيوعيون ما زالوا يؤمنون بها ايمان العجائز . > فلم يعد كارلس ماركس اذكى وافهم من نقد وعبد الخالق واحمد سليمان والخاتم عدلان .. وهؤلاء هم من بنوا الحزب الشيوعي فكريا .. ولو كان ماركس يقوم بهذا الدور لما نجح مثلهم . > و الخاتم عدلان قال خرجت من الحزب الشيوعي لأن الماركسية ما عادت منتجة للمعرفة .. و أكد على أن الحزب الشيوعي يضمر في المستقبل ما لم يستطع أن يجهر به . > و قبله أحمد سليمان المحامي الذي ألف كتاب (و مشيناها خطى) > يقصد إنه انتمى إلى الحزب الشيوعي وادخله مع الجيل الأول ..وكان ذلك في أوج قوة موسكو التي كان يدور في فلكها الاحزاب الشيوعية التي باضتها في مختلف الدول .. وفي بعضها فسد بيض الشيوعية وفي البعض الآخر نفق بعد خروجه من البيض في اعمار قصير . > أما في السودان فهو ديوك ودجاج عجوز لا يبيض و لا يصلح لحمه .. هو فقط يمثل قيمة بسط الحريات في عهد حكومة البشير ..حزب عدو نفسه بامتياز . > و ليس غريبا أن تخرج منه في كل فترة أو مرحلة مجموعة بعد أن تكتسب الوعي السياسي .. وقد خرجت في خمسينيات القرن الماضي مجموعة محجوب محمد صالح .. أو خرج لوحده .. وهو بقامته .. فوحده يمثل مجموعة . > وخرجت مجموعة عوض عبد الرازق وقد كان زعيما ..ومجموعة معاوية إبراهيم سورج .. ومجموعة معاوية استغربت أن يشارك الحزب الشيوعي في أول حكومة في عهد مايو مخالفا القوى السياسية . > ورغم مخالفته للاحزاب التي رفضت مايو .. كان يريد أن يستمر حزبا مشاركا في سلطة نميري ومستقل عنها تنظيميا . > كان هذا غباء سياسيا استنكرته مجموعة معاوية سورج .. وحسبته مقدمة للصدام مع حكومة نميري الشرسة . > كانت مشاركة الشيوعيين في مايو بصورة تنم عن غبائه السياسي الشديد .. فقد ذبح فرصة تأريخيا وضعها أمامه انقلاب نميري .. وكل ما تخرج مجموعة من هذا الحزب الغبي تكون قد استوعبت غباء قيادته ..وآخرها مجموعة الاطباء . > و غدا .. ستخرج مجموعة جديدة كحلقة مغادرة جديدة ضمن سلسلة مغادرة طويلة للحزب بدأها عوض عبد الرازق. > والحزب مازال محتفظا بالمصطلحات الوهمية القديمة التي يحاول بها احراق وتبخيس القوى السياسية في الساحة . > الحزب الشيوعي يسعى لإسقاط الأنظمة الحاكمة منذ خمسينيات القرن الماضي ..منذ أن طرب لأغنية (هب الشعب طرد جلادو .. في 17 نوفمبر راح الظلم الله لا عادو . ) > والظلم المقصود به هنا هو حكومة حزب الأمة المنتخبة في العهد الديمقراطي الأول .. و 17 نوفمبر هو يوم استلام الجيش للسلطة ..تخيل .لأغنيات حكم العسكرتاريا يطرب الشيوعيون . > ويكذبون وينافقون حينما يذكرون أو تذكر حكومة نميري التي سيطروا عليها في مرحلتها الأولى .. حتى تملق بابكر عوض الله حينما كان نائبا أول لنميري لدول المعسكر الشرقي بقوله بأن حكومة نميري لا تستمر بدون الحزب الشيوعي .لك أن تضحك . غدا نلتقي بإذن الله.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة