حركات دارفور .. ليبيا بوابة الجريمة العابرة

لم يعد وجود الفصائل الدارفورية المتمردة فى الاراضى الليبية أمرا يحتاج الى إثبات، وبعد هذا الموضوع مثبتا بالتقارير الدولية وشهادات السكان المحلين فى مناطق شرق وجنوب ليبيا، فضلا عن تأكيدات المسئولين الليبيين انفسهم وآخرهم فايز السراج رئيس الحكومة الليبية المؤقتة.

وبالامس كشفت وثائق سرية تم الحصول عليها داخل الأراضي الليبية عن ممارسات خطيرة ارتكبتها الحركات الدارفورية المتمردة التي تقاتل إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر.وتشير الوثائق إلى إرتكاب الحركات الدارفورية المتمردة فظائع كبيرة شملت نهب البنوك وسلب الأموال تحت التهديد والإختطاف وحرق وإتلاف المنشآت المدنية وتهريب الأسلحة والوقود. وتبين إحدى الوثائق مشاركة حركة تحرير السودان بزعامة مناوي في الهجوم على قبائل الطوارق إلى جانب قبائل التبو في مدينة الكفرة في مارس 2015، حيث سقط عدد كبير من القتلى في تلك المواجهات كان منهم قائدين ميدانيين هما عبدالكريم عرجة ومحمد يحيى مرنقا، كما اشتبكت عناصر مناوي مع ثوار سبل السلام الليبية التي يقودها عبدالرحمن هاشم في مدينة بوزريق.

كما توضح وثيقة ثانية عمليات قطع الطرق والنهب وتحصيل الجبايات من المواطنين بعد قطع الطريق الرابط بين الكفرة وبنغازي وقامت هذه المجموعات بإختطاف ليبيين وأطلقت سراحهما مقابل دفع 50 ألف دينار ليبي، كما اختطفت أيضاً 13 ليبياً على الطريق بين أجدابيا والكفرة. بجانب قطع طريق دنقلا الكفرة واختطاف 3 ليبيين وإطلاق سراحهم بعد نهب عربة لاندكروزر واختطاف 6 شاحنات ليبية والإفراج عن 5 منها بعد دفع مبلغ 30 ألف دينار ليبي للشاحنة الواحدة.

كما تحدد ذات الوثائق أماكن نقاط تحصيل الرسوم والجبايات في مناطق أبوزريق جوار الكفرة وبوابات تقى بين وادي كرنوى والطينة ووادي هور تستهدف السيارات القادمة من ليبيا.

وكشفت قيادات أهلية بمنطقة رأس لانوف شرقي ليبيا عن مقتل وجرح أكثر من (51) من منسوبي الحركات المتمردة الدارفورية بالمنطقة، إثر هجوم شنته قوات تتبع لحرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجدران على قوات تتبع لحركة مناوي وأخرى تتبع لكاربينو وعبدالله جنا بجانب قوات تتبع للمعارضة الليبية بقيادة خليفة حفتر. وقال أحمد طبرق أحد القيادات الأهلية بالمنطقة أنه وعقب سيطرة قوات خليفة حفتر على حقول النفط شرقي ليبيا بمساندة الحركات المتمردة الدارفورية السودانية، أبقى حفتر على قوة مشتركة بعدد (80) عربة مشكلة من الحركات والمعارضة الليبية برأس لانوف، مشيراً إلى حدوث إشتباكات بين قوات تتبع لحرس المنشآت وهذه القوات، إلا أن قوات الحركات الدارفورية والمعارضة إستطاعت صد هذا الهجوم وإعادة سيطرتها على المنطقة، كاشفاً عن مقتل (21) من منسوبي حركات دارفور وجرح (30) في هذه المعركة. وأشار طبرق إلى أن الحركات الدارفورية تحصلت من خلال هذه المشاركة على عدد مقدر من السيارات والأسلحة من بينها عربات لاندكروزر مقاتلة وبكاسي وصوالين خاصة بالعاملين بحقول النفط بجانب نهبها للمكاتب ومواقع السكن، مشيراً إلى سحب حركات دارفور لهذه المنهوبات إلى المناطق الواقعة جنوب ليبيا تمهيداً للتصرف فيها بالبيع وترحيلها إلى خارج ليبيا مقبل الأيام. وكشف عن زيارة وفد من قادة العمليات التابعين لقوات حفتر بقيادة عبدالله النذير، للحركات المتمردة عقب سيطرتهم على المنطقة، ووعدهم بمزيد من الدعم خلال الأيام القادمة بكافة إحتياجاتهم من وقود وذخائر وأسلحة وإمدادات غذائية.

عموما ففى الوقت الذى تبذل فيها الجهود الاقليمية والدولية لتحقيق تسوية سياسية شاملة تضع حدا لتدهور الاوضاع وإنزلاق البلاد أكثر فأكثر فى أتون فوضى ما فتئت تأخذ ابعاد متشابكة متجاوزة الواقع الليبيى الى الجوار القريب والبعيد (الإضطراب فى منطقة الساحل والهجرة الى اوروبا) لهذا البلد المنكوب.وفى خضم الفوضى التى تعانيها ليبيا اليوم، تبدو الحركات الدارفورية أحد اخطر التهديدات الاقليمية الكامنة، ولايقل تهديدها عن التهديد الذى يشكله تنظيم الدولة الاسلامية هناك.ويمكننا القول هنا، أن التهديد الاقليمى الذى تمثله الحركات الدارفورية لا يتوقف على التهديد الأمنى المباشر وإحتمالات تسللها مرة أخرى داخل السودان، إنما التهديد الأكبر هو انخراط هذه الحركات فى الجريمة المنظمة العابرة للحدود من خلال عمليات التهريب البشر والأسلحة والممنوعات فضلا عن تهريب الذهب والثروة الحيوانية الى جانب أنشطة غير شرعية اخرى تدر عليها أموالا طائلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة