المعادن.. المورد الاستراتيجي الواعد في السودان!

قالت وزارة المعادن في السودان -مطلع الأسبوع الماضي- إنها طرحت على شركة (هوزتك هولندق) إحدى كبريات الشركات التركية ذات الصيت العالمي التى تعمل في مجال المعادن و الطاقة و الإنشاءات عدة مشاريع استثمارية في السودان.

وكشف الوزير السوداني أحمد محمد صادق الكاروري لدى لقائه مدير الشركة التركية أن بإمكان الشركة الاستثمار فيما يجاوز الـ30 معدناً من بينها الحديد باعتباره مجالا استثمارياً واعداً في السودان نظراً لتزايد الإقبال على استثماره وتصنيعه. مدير الشركة التركية (حسن بنجور) قال للصحفيين عقب التقائه الوزير السوداني إن لديهم الرغبة في الدخول في استثمارات واسعة في المجال التعديني هي قيد الدراسة الآن.
ويعتبر السودان وحده واحداً من أهم المناطق الاستثمارية في مجال المعادن ولا يقتصر الأمر على معدن الذهب لوحده، فالمجال واسع للغاية في كافة أنواع المعادن. وتقوم وزارة المعادن السودانية بعقد اتفاقات وبروتوكولات باستمرار مع شركات وطنية وأجنبية تعمل في هذا المضمار بحيث يمكن القول إن السودان من الممكن أن يصبح في المرحلة المقبلة منجماً إقليمياً ودولياً للمعادن لشتى أنواعها بما يعود على هذا البلد الذي بالكاد يتعافى من أزماته بخير عميم.
وليس سراً أن معدن الذهب على وجه الخصوص استطاع أن يسد قدراً لا بأس به من صادرات السودان عقب فقدان السودان لعائدات البترول جراء انفصال جنوب السودان، كما أسهم الذهب في إنعاش الأداء الاقتصادي والأنشطة الاقتصادية اليومية في السوق السودانية، إذ أن الذين يعملون في مضمار التعدين الأهلي و التعدين المنظم يتزايد عددهم يوماً بعد يوم الشيء الذي قلل إلى درجة كبيرة تحديات الركود و البطالة و أسهم بقدر ملحوظ في كبح جماح التضخم.
وإذا أردنا تعداد مزايا التعدين في السودان في السنوات الأخيرة فإن بإمكاننا ملاحظة الآتي: أولاً، اصبح السودان وبصفة يومية راتبة مهبطاً للمستثمرين الأجانب في هذا الصدد وكلنا يعلم نشاط وحماس الشركات العالمية المحترمة وخاصة الروسية في هذا الجانب شركة (سيبرين)؛ والآن شركة (هوزتك هولندق) التركية، والأخيرة تعتبر شركة رائدة والأولى على مستوى تركيا عالمياً في أنشطتها الاقتصادية المختلفة في مجالات عديدة. هذا الحراك الاستثماري في حد ذاته وبغض النظر عن ما ينتج عنه يكفي للدلالة على أن مضمار التعدين في السودان بدأ بالفعل يصبح مؤثراً ومن المتوقع أن يتسع، و يتحول إلى مورد اقتصادي كبير للغاية.
ولا نغالي هنا إن قلنا إن الشركات الروسية -وهي شركات عالمية معروفة- من المستحيل تماماً أن تغامر بالعمل في السودان إذا لم تكن مدركة لكافة جوانب الفائدة المرجوة من وراء هذه العملية. الشركات الروسية تدقق عادة في المجال الذي تعمل فيه وهي التى اجتذبت الآن الشركة التركية (هوزتك هولندق).
ثانياً، حتى ولو كان من الصعب أن يصبح التعدين بديلاً لمورد البترول، فإن التعدين بالإضافة إلى المجالات الأخرى –(المعادن الزراعية- الاسمنت) من الممكن أن يوسع من موارد السودان لأنها مجالات مهمة ويملك السودان قدرات مهولة منها.
ثالثاً، معدن الحديد الذي كان في السابق يتم تصديره وهو خام ولم تكن عائداته مجزية، الآن صار بالإمكان –بالتعاون مع هذه الشركات– تصنيعه ومن ثم تصديره لأن التصنيع بطبيعة الحال يمنحه مزايا وقيمة إضافية تجعله مرغوباً في الخارج وقابلاً للتصدير.
وهكذا إجمالاً يمكن القول إن السودان يشهد ثورة معدنية، وأن المعادن هي المورد الاستراتيجي الأكثر خطورة وأثراً بالنسبة لهذا البلد، في ظل وجود الموارد الزراعية والمياه التى تدعم الاستفادة من عائدات الذهب لصالح قيام نهضة اقتصادية شاملة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة