السودانيون بدولة الجنوب .. العودة من جحيم الحرب

بدأت الجمعة رحلات إجلاء المواطنين السودانيين من مدينة جوبا بدولة جنوب السودان ، بعد ما تم حصر وتسجيل أكثر من (2) ألف سوداني يرغبون في العودة الطوعية للبلاد.وتوقع السفير حاج ماجد سوار الأمين العام لجهاز شئون العاملين بالخارج مقرر اللجنة العليا

لمتابعة أوضاع السودانيين بمناطق النزاعات تسيير ثلاثة إلى أربعة رحلات يومية للإجلاء، مشيراً إلى إستمرار تواصلهم وتنسيقهم مع السفارة والمواطنين السودانيين بجوبا بعد الصراع الأخير بالجنوب، كاشفاً عن عرض خطة الإجلاء على اللجنة الفنية ومتابعة أوضاع السودانيين ببقية مدن دولة الجنوب.وأوضح سوار إن الوجود السوداني بجوبا يقدر ببعض الألاف وأغلبهم يعملون بالتجارة وبعض المنظمات، مؤكداً متابعة اللجنة وشروعها بالتنسيق مع السفارة في حصر وتسجيل الراغبين في العودة الطوعية من جوبا، مبيناً أن عمليات التسجيل فاقت حتى يوم الأربعاء ألفي مواطن سوداني.

والجمعة الماضي حطت طائرة تتبع لشركة "الأجنحة الذهبية" بمطار الخرطوم وهي تحمل عدد 78 شخصا من السودانيين العائدين للخرطوم من جحيم الأوضاع بمدينة جوبا، كدفعة أولى تبعتها دفعة ثانية في الثانية والنصف بعدد 50 شخصا آخرين على أن تستكمل الدفعات إلى أربع في أول يوم لعملية الإجلاء التي تستمر حتى غدٍ الأحد لتنقل 4 آلاف مواطن سوداني من عاصمة دولة جنوب السودان التي احترقت حرباً.

وضجت صالة الحج والعمرة بالقادمين وسط استقبال استثنائي اجهش فيه الكثير من العائدين نساء ورجالا بالدموع فرحا بالعودة للبلاد والنجاة من الموت المحقق الذي كان يترصدهم في القتال الذي دار بعاصمة حكومة الجنوب. وشهد اليوم الأول وصول أصحاب الأولوية من الأسر وكبار السن والحالات الخاصة تحسبا لأي طارئ بشأن تجدد الاشتباكات بالمدينة وكان الخاسر الأكبر من حرب "جوبا" بين قوات مشار وسلفاكير هم التجار السودانيين الذي يقدر عددهم بقرابة الـ(500) شخص بعد أن فاقت خسائرهم مليارات الجنيهات ومقتل وإصابة البعض منهم بحسب ما أفاد به زملاؤهم العائدين وأجمع غالبية العائدين بعدم العودة مجددا إلى جوبا مهما كلف الأمر لجهة ما سموه غياب الأمن والقانون هناك وسرد بعض القادمين وقائع وتفاصيل مأساوية خلال تلك الانفلاتات وقالوا إنهم عاشوا "كابوسا" وأياما "لا عادها الله".ولم تستبطئ الحكومة استعدادها لإجلاء أكثر من ثلاثة آلاف من رعاياها الراغبين في العودة إلى بلادهم، من جميع مدن دولة جنوب السودان. بل زادت من وتيرة الإجلاء، وقال وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء، جمال محمود في مؤتمر صحفي، إن الرحلة الأولى خُصصت للأسر والضعفاء وستليها أربع رحلات. وأكد مواصلة الجهود من قبل بعثة السفارة السودانية بمدينة جوبا، بجانب اللجان التي كونت لهذا الغرض حتى يكون كل السودانيين في مأمن وذلك تمهيداً لإجلائهم، لافتاً إلى أن حكومة الجنوب قد أبدت تعاوناً ملحوظاً في هذا الشأن.

وأشار الأمين العام لجهاز المغتربين السفير حاج ماجد سوار إلى أنهم اكتسبوا خبرات في إدارة الأزمات خاصة تلك التي تتعلق بعمليات الإجلاء بدءا من إجلاء السودانيين من سوريا ولبنان والأردن واليمن ومن ثم جوبا، مؤكدا تواصل العمليات إلى إجلاء آخر سوداني في الجنوب، مشيرا إلى حرصهم على سلامة وأمن كافة السودانيين بالخارج، والعمل على تذليل كافة العقبات التي تعترض طريقهم، ووجه سوار غرفة العمليات بالانعقاد الدائم طوال الأربع والعشرين ساعة توقع سوار الأمين العام لجهاز شؤون العاملين بالخارج السفير حاج ماجد، مقرر اللجنة، تسيير ثلاث إلى أربع رحلات يومية للإجلاء، مشيراً إلى استمرار تواصلهم وتنسيقهم مع السفارة والمواطنين السودانيين بجوبا بعد الصراع الأخير بالجنوب، كاشفاً عن عرض خطة الإجلاء على اللجنة الفنية ومتابعة أوضاع السودانيين ببقية مدن دولة الجنوب.وقال مدير إدارة الجاليات رئيس غرفة عمليات إجلاء السودانيين من مدينة جوبا الرشيد عبد اللطيف، إنه تم إجلاء عدد 128 شخصا إلى الخرطوم في رحلتين عبر طائرات مستأجرة من شركة "الأجنحة الذهبية" للطيران، وأشار إلى أن الخطوة تأتي في إطار خطة اللجنة بتنسيق مع السفارة السودانية بالجنوب بعد توجيهات من رئاسة الجمهورية في ضرورة الحفاظ على أرواح وسلامة السودانيين هناك. وأوضح الرشيد في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم أمس أنه سيتم إجلاء كافة السودانيين المسجلين والذي قال إن عددهم قد ارتفع إلى 4 آلاف شخص بعد تسجيل 300 من مدينة توريت خلال ثلاثة أيام بتسيير 4 رحلات يومية، ونبه الرشيد إلى أن الرحلات الأوائل كانت أعطت الأولوية للأسر وكبار السن وأصحاب الحالات الحرجة تحسبا لأي مستجدات يمكن أن تطرأ على مستوى الأوضاع بالجنوب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة