أبو مازن في الخرطوم.. لجم تحركات نتنياهو

أبو مازن في الخرطوم.. لجم تحركات نتنياهو
لن يتلاشى حلم يغذيه مرأى اطفال الحجارة .. ولا وقفت الخرطوم تتفرج على القضية الفلسطينية التي تمر الآن بكثير من المطبات المتغيرة، لهذا وذاك وللمرة الثالثة ووفق ما يجري بشأن وحول القضية الفلسطينية
وصل ابو مازن للخرطوم امس الاول في زيارة هي الثالثة للسودان الأولى كانت في 2006 والثانية في 2009 والآن في 2016م، وباكتمال اليوم يكون ابو مازن قد امضى ثلاث ليال سوياً على مقرن النيلين، تناقش وتباحث مع الرئيس البشير وجمع مسؤوليه مع المسؤولين بالحكومة مع بعضهما البعض في اجتماعات مكثفة تناولت وتناقلت مجريات الاحداث في فلسطين والقضية والمباحثات مع اسرائيل، بجانب نقاش المبادرة الفرنسية والمبادرة القطرية الجديدة التي اعلن عنها وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور امس لدعم القضية الفلسطينية، والزيارة في مجملها وكما وصفها عدد من المسؤولين بالدولة من الاهمية بمكان وتأتي وسط متغيرات كثيرة بالمنطقة العربية، كما ان زيارة وجولة رئيس الوزراء الاسرائيلي كانت من ضمن الملفات المهمة التي ناقشها ابو مازن مع الرئيس البشير واستمع كذلك لملاحظات البشير حولها. استقبال خاص حظي الرئيس الفلسطيني ووفده باستقبال خاص وكبير اعد بصورة عالية الترتيب، ويبدو ان لخصوصية القضية الفلسطينية للسودانيين حكومة وشعباً كان وراء ذاك الاستقبال كامل الدسم الذي وجده ابو مازن، فلاول مرة يسمح للصحافيين بالاصطفاف مع المسؤولين بالصالة الرئاسية لاستقبال ضيف عزيز لدى السودانيين (لولا مشاغله لما تركوه يغادر البتة) كما ذكر لي احد المسؤولين لحظات وصول ابو مازن للخرطوم، الرئيس البشير ووزراء الحكومة كانوا مساء الثلاثاء في استقبال ابو مازن، ووسط تلك المشاهد المرحبة بوصول ابو مازن لم ينس ابو مازن الانحناء امام (علم السودان) عند تفقده طابور الشرف الضخم للحرس الجمهوري بالمطار. خصوصية ودلالات قالت الحكومة إن زيارة الرئيس الفلسطيني عباس محمود ابو مازن للخرطوم ليس موضوعها الاساس الرد على جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي الإفريقية، ووصل ابو مازن للخرطوم في زيارة هي الثالثة للسودان برفقة وفد عالي المستوى امس تستغرق ثلاثة ايام يجري عبرها مباحثات مع الرئيس البشير. وذكر وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد أن للزيارة خصوصية ودلالات ومغازٍ كثيرة في ظل ظروف تمر بها المنطقة العربية وتعقيدات تمر بها ايضاً امنياً وسياسياً، ولفت عبيد الله الى ان الموضوع الأساس للزيارة ليس الرد على الجولة الإفريقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة، وأضاف للصحافيين قائلاً: (العلاقات بين البلدين تأخذ في الاعتبار التحركات الإسرائيلية ومحاولات الالتفاف على القضية الفلسطينية، وتسخير بعض دول الطوق او الجوار لخدمة اسرائيل). ونبه عبيد الله الى ان السودان يعي جيداً هذا المخطط الإسرائيلي كما الفلسطينيين، وقال: (المطلوب تنسيق قوي ومحكم للحيلولة دون وصول إسرائيل لأهدافها بعد زيارة نتنياهو لبعض دول شرق افريقيا وخاصة دول منابع النيل). اتفاقيات للتعاون وقع الجانبان السوداني والفلسطيني في اول ايام الزيارة الثلاثاء الماضي بالقصر الرئاسي على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك خلال جلسة المباحثات الرسمية التي ترأسها الرئيسان عمر البشير والفلسطيني محمود عباس. وشملت الاتفاقيات: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية لجنة تشاور سياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، واتفاقية تعاون ثقافي في مجال التعليم العالي، واتفاقية في مجال التعليم. ورحب الرئيس البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني، بزيارة الرئيس عباس، مبيناً أنها تأتي في ظروف يمر بها العالم الآن، من مشكلات وصراعات داخل عدد من الدول العربية. وجدّد موقف السودان الثابت تجاه القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنهم بحثوا القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. رفض الانتقائية ومن جانبه أعرب الرئيس عباس عن التضامن مع السودان في مواجهة العقوبات الاقتصادية الظالمة، التي تستهدف التطور الاقتصادي المنشود. وأكد موقف بلاده الثابت بمؤازرة شعب وحكومة السودان، وقال: (نرفض الانتقائية التي تستهدف الرئيس البشير). وقال إنه بحث مع الرئيس البشير سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وأنه جرى الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية مشتركة، ستنعقد قريباً بين البلدين. وأضاف أن ما تم توقيعه من اتفاقيات وما سيتم توقيعه مستقبلاً، نأمل أن يؤدي إلى رفع مستوى العلاقات إلى ما يطمح إليه الشعبان الشقيقان، وسيؤدي إلى زيادة الاستثمارات والتبادلات بين البلدين. وقال عباس إنه أطلع البشير على آخر المستجدات في فلسطين، جراء استمرار الاحتلال وتفشي الاستيطان، كما أطلعه على الجهود لحشد الدعم العربي والدولي للمبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي للسلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، وخلق آلية تواكب المفاوضات في إطار زمني للمفاوضات وللتنفيذ. وأعرب عن ثقته في أن القمة العربية القادمة في موريتانيا ستدعم الموقف الفلسطيني بالقرارات التي تسانده في مسعاه السياسي، وكذلك في دعم صموده وثباته على أرضه وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. وأكد الرئيس الفلسطيني عزمهم على توحيد شعبهم وأرضهم والذهاب إلى تشكيل حكومة وتنظيم انتخابات، بجانب استمرارهم في إعمار قطاع غزة بعدما أصابه من دمار نتيجة ثلاث حروب إسرائيلية عليه. حشد الدعم وواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن زيارته للخرطوم بسلسلة لقاءات، شملت عدداً من المسؤولين ، على رأسهم النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح، ركزت على حشد الدعم العربي للمبادرة الفرنسية. واطلع أبو مازن النائب الأول على آخر تطورات العملية السياسية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية. وبحث اللقاء الجهود المبذولة لحشد الدعم العربي والدولي للمبادرة الفرنسية، لعقد مؤتمر دولي للسلام، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وخلق آلية تواكب المفاوضات في إطار زمني للمفاوضات والتنفيذ، وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين. موضوع الاستيطان كشف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن طلب تقدمت به فلسطين لمصر باعتبارها رئيس اللجنة الرباعية الوزارية العربية للدعوة لاجتماع قريب من اجل مناقشة امكانية الذهاب الى مجلس الامن الدولي من اجل تقديم مشروع قرار في المجلس حول موضوع الاستيطان. وقال المالكي إن مسؤول المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات قد زار القاهرة والتقي بوزير الخارجية سامح شكري، وتركز حديثهما حول عدة نقاط، أولاً كيفية دعم المبادرة الفرنسية، وكيفية أن تنسجم كافة الجهود المبذولة من قبل الجميع في إطار وبوتقة المبادرة الفرنسية وفي تعزيز تلك المبادرة الفرنسية. وذكر المالكي للصحافيين بوزارة الخارجية عقب اجتماع بغندور امس ان الحديث الذي دار بين شكري وعريقات بالقاهرة كانت له علاقة بتقرير الرباعية الذي تم رفضه من قبل القيادة الفلسطينية على اعتبار انه تقرير غير منصف ولا يعكس الحقيقة، واضاف قائلاً: (كما تعلمون مصر كعضو غير دائم في مجلس الامن استطاعت ان تمنع صدور بيان رئاسي من قبل مجلس الامن لتبني او دعم ذلك التقرير (تقرير الرباعية)، وكما تعملون ان مصر هي التي تترأس اللجنة العربية لانهاء الاحتلال التي تسمى اللجنة الرباعية الوزارية العربية، ونحن كنا قد طلبنا من مصر كونها هي التي تترأس هذه اللجنة ان تدعو لاجتماع قريب من أجل مناقشة هذه القضايا، بالاضافة الى امكانية الذهاب الى مجلس الامن من اجل تقديم مشروع قرار في المجلس حول موضوع الاستيطان، وهذه هي القضايا والجوانب التي تم التحدث فيها مع الاخوة في مصر، ونحن على قناعة تامة بأن كل الجهود المتوفرة من قبل مصر تخدم وتصب في صالح القضية الفلسطينية، وتساهم في تعزيز ودعم هذه المواقف الفلسطينية). لجم إسرائيل ونبه المالكي الى متابعة فلسطين للجولة الافريقية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الي اربع دول افريقية ولقائه (7) مسؤولين افارقة في شرق القارة، وتابع قائلاً : (تحدثنا في هذا الموضوع باسهاب مع غندور في كيفية استراتيجية تحرك في القارة الافريقية بخصوص هذا الموضوع، كما تمت اثارة هذا الموضوع مع الرئيس البشير امس، واستمعنا الي ملاحظاته حول هذه القضية، واعتقد ان هناك تطابقاً في الرؤية السودانية الفلسطينية في كيفية التحرك مستقبلاً، والسودان اصلاً لم يتوقف عن التحرك). وقال المالكي ان السودان يساهم في توضيح المواقف وتعزيز الموقف العربي والفلسطيني في القارة الافريقية، وقال: (بالتالي نعتقد ان يكون لدينا افضل تنسيق سوداني فلسطيني وايضا عربي مشترك حيال القارة الافريقية وحيال التحرك حيال القارة الافريقية، للجم أية محاولات اسرائيلية لعمل اي اختراق له علاقة بمواقف الاتحاد الافريقي والدول الافريقية حيال القضية الفلسطينية وعدالة القضية الفلسطينية، وانتم تعلمون ان ما صدر عن القمة الافريقية الاخيرة في كيجالي من قرارات تدعم القضية الفلسطينية هي محط اهتمام ومحط احترام وتقدير من قبل فلسطين، لأن هذه القرارات مهمة جداً وعززت وأكدت موقف القارة الافريقية والاتحاد الافريقي للقضية الفلسطينية). في قلوبنا ومن جانبه رحب رئيس البرلمان إبراهيم احمد عمر بزيارة الرئيس الفلسطيني للسودان، مؤكداً دعم السودان المتواصل لفلسطين وموقف السودان من القضايا الفلسطينية التي ترجمها السودان من خلال مواقفه السياسية المشهودة مع الفلسطينيين، وقال ان زيارة الرئيس الفلسطيني للسودان تحقق كثيراً من المعاني المطلوبة للتآزر والتعاضد، ولفت الى ان السودان وفلسطين بينهما كثير من القضايا المشتركة الاقليمية والعالمية في غاية الاهمية من اجل القدس وفلسطين وقضايا السودان, وان التعاضد بين قيادات البلدين يساعد في حل كثير من المشكلات، وأكد ترحيب السودان الدائم بقادة دولة فلسطين، وان السودان دائماً مع الحق حيث كان، وان القدس (في قلوبنا جميعاً). فتح بالخرطوم ومن جهته أماط مساعد الرئيس ابراهيم محمود حامد اللثام عن التوقيع على مذكرة تفاهم بين المؤتمر الوطني وحزب فتح، واكد الاستمرار في هذا الاطار من خلال زيارة من حزب فتح خلال الايام القادمة لتنسيق المواقف والتعاون بين الحزبين في كل المجالات السياسية على المستوي الرسمي. وأوضح مساعد الرئيس عقب لقائه الرئيس الفلسطيني بفندق كورنثيا امس ان هناك لجنة وزارية بقيادة وزيري الخارجية في البلدين سوف تجتمع قريباً لترتيب التعاون بين الدولتين, وأضاف قائلاً: (سوف يكون هنالك لقاء بين رجال الأعمال والاستثمار في الدولتين مصاحب للجنة الوزارية، وسوف يتم الترتيب لتنسيق المواقف السياسية بين الدولتين على المستويين الإقليمي والدولي).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة