التعايش الديني في السودان

ما زال التعايش والتاخي الاسلامي المسيحي في السودان مثالا للعالم أجمع يحتذى به بما يتصف بسهوله ويسر ، ولا شك أن ثورة المعلومات الحديثة والتي تمثلت في استخدام الملايين لشبكة الإنترنت، حيث جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة، وسهلت التواصل والتعارف بين البشر من شتى الجنسيات والأديان، وهذا كله يزيد من سهولة التفاهم والتعايش السلمي، والسياسة الدولية عرَّفت مصطلح التعايش السلمي على أنه قيام تعاون بين دول العالم، على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الإقتصادية والتجارية.
إن التعاليم المسيحية متمثلة في الإنجيل، مملوءة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان الأخرى بالمحبة والتسامح، وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولونا وشكلا، وأن المحبة هي الشعار الرئيسي للدين المسيحي، والثقافة والحضارة الإسلاميتين منفتحتان على حضارات الأمم، ومتجاوبتان مع ثقافات الشعوب، وهما مؤثرتان ومتأثرتان. ومبدأ عالمية الإسلام، هو الأساس الثابت الذي تقوم عليه علاقة المسلم مع أهل الأديان السماوية.
وما المسيحية المحدثة في السودان فقد دخلت البلاد في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي مع المبشرين الذين بدأ عملهم في الجنوب، ثم توقفت في عهد المهدية، واستئونف مرة أخرى في عهد الاستعمار الثاني، وكما يقول الراحل البروفيسور عون الشريف قاسم فى دراسة له حول تاريخ الأديان في السودان:(( من الواضح ان التسامع الديني الذى هو سمة أهل السودان جميعاً في الشمال مثل الجنوب هو الذي فرض معياره على الجميع فان عددا كبيراً من الجنوبيين مسلمون، وعددا كبيرا مسيحيون، ولكن الأغلبية ليست بمسيحية ولا بمسلمة، لكل منهم ديانته ونظامه الروحي الذى ينظم حياته الاجتماعية والثقافية، المعظم القبائل الكبرى في الجنوب تؤمن بذات علوية تنظيم الكون والحياة)).
ومن المناظر التى تدهش الزوار الذين يحطون رحالهم بالخرطوم هو تجاور الكنائس والمساجد، وذلك ناتج عن السموم التى تبثها بعض وسائل الدعاية والإعلام الغربية التى تسعى لصياغة مفهوم ثابت حول الإسلام بصورة كأنه دين لا يحتمل التعايش مع دين آخر.
يأمل السودانيين أن يعيش العالم أجمع ما يعيشونه من حياة مليئة بالحب والسلام والإحترام والمحبة بين كافة البشر دون تمييز للدين أو الفكر او العرق أو الجنس، حيث ظهرت هذه الأدبيات جلياً في السودان ، حيث يعد التعايش الإسلامي المسيحي في السودان صورة حضاريةونموذجاً إيجابياً يحتذى بها في الوطن العربي والعالم أجمعه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة