السودان يغطي احتياجات الغذاء العربي

بقلم: د. عادل عبد العزيز الفكي
أعاد رئيس الجمهورية خلال مخاطبته شوري المؤتمر الوطني أول أمس التأكيد علي أن السودان مستعد لتغطية احتياجات المجموعة العربية من الغذاء.
وبشر بثلاث مساحات زراعية ضخمة للغابة سوف تضاف إلي الأراضي الزراعية المستصلحة في السودان والإشارة هنا لمليون فدان تروي من خزان ستيت، ومليون فدان أخري تروي من خزان الروصيرص ومليون فدان ثالثة تروي من بحيرة خزان مروي، هي إذاً ثلاثة مليون فدان مواقعها جاهزة ومياهها مؤمنة.
والمياه هذه حسبما أشار رئيس الجمهورية في نفس اللقاء هي من حصة السودان في مياه النيل ولا مساس بحصة الشقيقة مصر بأي حال من الأحوال.
التقرير الاقتصادي العربي الموحد للعام 2013 أشار إلي ازدياد العجز الغذائي في الدول العربية خصوصاً في الحبوب بما فيها القمح والسكر واللحوم والزيوت والألبان، وأشار إلي استمرار  اتساع الهوة بين الإنتاج والاستهلاك نتيجة لعدم تكافؤ النمو مع الزيادة السكانية المرتفعة وتحسن مستوي المعيشة، والزيادات الكبيرة في أسعار السلع الغذائية في الأسواق العالمية.
وقد ازدادت الفجوة من 14 مليار دولار عام 2000إلي حوالي 3 مليار دولار عام 2011 وبنسبة نمو سنوي تقارب 8% عليه فالفجوة في يومنا هذا حوالي 50 مليار دولار.
وافق مؤتمر القمة العربي المنعقد بالرياض في يناير 2013م علي مبادرة رئيس الجمهورية بِأن الأمن الغذائي العربي، وترمي المبادرة لتغطية الفجوة المذكورة، وبناءاً علي تكليف من المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية أكملت شركة لأمير الاستشارية الألمانية دراستها المتعلقة بتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لتغطية الأمن الغذائي العربي من خلال توظيف الأرض والمياه المتوفرة في السودان لهذا الغرض.
الكرة الآن في ملعبنا، وسواء تعلق الأمر بالثلاثة ملايين فدان الجديدة التي أشار لها رئيس الجمهورية أو الثمانية ملايين فذان المروية الأخرى المستغلة في السودان في كل من الجزيرة والرهد وحلفا الجديدة والسوكي وغيرها، فالمطلوب انقلاب حقيقي في المفاهيم وطرق الإنتاج.
علينا التركيز علي إعطاء القطاع الزراعي الأهمية التي يستحقها في أولويات التنمية، من حيث تخصيص الاستثمارات، والموارد المالية اللازمة، وتوفير البني الأساسية كالكهرباء والطرق، ومشروعات الري الحديث، والمخازن، ومراكز التسويق والتبريد، ووسائل النقل المتطورة، وإعطاء القطاع الخاص دوراً فاعلاً في تنفيذ المشروعات الزراعية.
علينا أن نركز علي إنتاج زراعي بقيمة مضافة من أجل الصادر، وتأتي القيمة المضافة من خلال استخدام نظم الري الحديثة والتقانات الزراعية وربطهما بسلسلتي التصنيع الزراعي والتخزين المبرد والمجمد ووسائل وطرق النقل الآمن.
علي أن يتم كل الإنتاج وفق المواصفات القياسية العالمية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة