جوبا وحركات التمرد .. دعم مستمر في السر والعلن ...!!

لم  تترك جوبا خيارا لجارتها الخرطوم غير اتخاذ خطوة أكثر إيلاما لتجعلها تكف عن دعمها المتواصل لحركات التمرد السوداني وإيواءها ، فبعد التسريبات المؤكدة التي خرجت حول اجتماع حكومة الجنوب مع الحركة الشعبية قطاع الشمال في جوبا لبحث تقديم الدعم للفرقتين التاسعة والعاشرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق، جاء رد الخرطوم سريعاً على تلك الردة الجنوبية ، والخميس الماضي اجتمع مجلس الوزراء وقرر معاملة مواطني دولة الجنوب المقيمين بالسودان بوصفهم أجانب لدى تلقيهم خدمات الصحة والتعليم، ليس هذا فقط، بل إن الحكومة قررت التحقق من هوية الجنوبيين المقيمين في البلاد واتخاذ الإجراءات القانونية حيال كل من لا يحمل جواز سفر وتأشيرة دخول رسمية خلال أسبوع..

وحسب الأنباء المتداولة بأن قيادات التمرد وعقب اجتماعها مع قيادات الجيش غادرت إلي يوغندا حيث أجرت اجتماعاً وصف بالسري حضره الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية قطاع الشمال “مبارك أردول” و”بثينة دينار” مدير مكتب الحركة بيوغندا والعميد “الطيب خليفة” و”جواهر سليمان” سكرتيرة المكتب بيوغندا، وذلك بمنزل رئيس الحركة “مالك عقار” وبحضور ممثلي للحكومة اليوغندية، مع التذكير بأن الاجتماع جرى بتنسيق من حكومة الجنوب ونظيرتها اليوغندية، مشيرة إلى أن الاجتماع تناول سبل الدعم العسكري واللوجستي والاستفادة من حالة الحكومة اليوغندية ومقاطعتها للخرطوم.

أجتماع جوبا الأخير أثبت إن دولة الجنوب لا زالت مستمرة في دعم المعارضة سواء في المنطقتين أو دارفور، الأمر الذي جعل الخرطوم يتخذ هذه الخطوة في ظل هذا الدعم المستمر من قبل دولة الجنوب والذي تسعى عبره لزعزعة أمن السودان واستقراره،مراقبون يرون أن الحكومة السودانية تأخرت كثيراً في اتخاذ هذا القرار، ولكن أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي، ويشيرون إلى أن الخرطوم بدأت تراجع نفسها وانتبهت مؤخراً إلى أنها تعامل الجنوبيين معاملة تختلف نهائياً عن تلك المعاملة التي يتلقاها الشماليون في الجنوب، على المستوى الشعبي أو تعامل حكومة الجنوب مع حكومة الشمال، على المستوى الحكومي، لذا يؤكدون ا أنه كان لابد من اتخاذ موقف حاسم كالذي اتخذه مجلس الوزراء والقاضي بمعاملة الجنوبيين معاملة الأجانب.

ويذهبون إلى أبعد من ذلك وهم يدعون الحكومة إلى أن تسارع في إغلاق حدودها مع الجنوب، لأن الشمال غير مستفيد من فتح الحدود كما قال.. مؤكدين أن على سلفاكير أن يعلم أن دعمه للحركات المسلحة لن يكون بغير ثمن.

ويطالب المراقبون الحكومة السودانية بدعم زعيم المعارضة الجنوبية رياك مشار عملاً بالمثل، نافين في الوقت نفسه حديث حكومة الجنوب بأن الخرطوم تدعم رياك مشار. وقالوا: لو كانت الحكومة السودانية تدعم مشار لأصبح منذ أمد بعيد رئيساً لدولة جنوب السودان، مشيرين بأنه لافائدة من جوبا طالما أنها مصرة على دعم الحركة الشعبية قطاع الشمال وإثارة المشاكل وإيقاد فتيل الحرب بجنوب كردفان والنيل الأزرق". لذا فهم يرون أنه ينبغي على الحكومة أن تحسم الحركة الشعبية قطاع الشمال، فلقد جلست إليهم خمس مرات ولم تنجح في الوصول إلى حل لمشكلة المنطقتين. وأشاروا إلى أن قطاع الشمال لا يريد حلاً للمشكلة، وشدد على اتجاه الحكومة لحسم قطاع الشمال عسكرياً وفي الميدان،وأنه يتوجب على الحكومة أن تعمل على ذلك لأنها حتى اللحظة (مقصرة)، وهي تسعى للتفاوض مع الحركة الشعبية.

عموما كثيرة هي التقارير التي كشفت عن تورط حكومة دولة الجنوب في دعم حركات دارفور المتمردة بالأسلحة الثقيلة ومضادات الطائرات وهي اتهامات أثارت أسئلة كثيرة حول تلك العلاقة المريبة بين الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب وحركات دارفور خاصة وان هذا الدعم قد جاء في توقيت تنشيط فيه دبلوماسية البلدين لتقريب وجهات النظر بين حكومتي السودان ودولة الجنوب حول ملف النفط والقضايا المتبقية من تركة نيفاشا التي أفضت الي طلاق سياسي بين الجنوب وأمة السودان وتأتي هذه التحركات الجنوبية (العدائية) رغم الإنفراج السياسي الكبير في العلاقة بين البلدين في الأشهر الأخيرة .
المزيد من العناوين
جوبا وحركات التمرد .. دعم مستمر في السر والعلن ...!!
دولة الجنوب .. شبح المجاعة يعود من جدد ...!!
البشير في دارفور ... زيارة داعمة للإستقرار والإستفتاء
الفارق الجوهري في العمل السياسي المعارض، ما بين الداخل والخارج!
الشخصي والموضوعي في مشروع الحوار الوطني!
التعايش الديني في السودان
أمبيكي واللقاء الإستراتيجي .. بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ ..؟؟
السودان ورعد الشمال .. مشاركة نوعية بمستوى الحدث
 أمبيكي وإعادة عقارب الساعة الى الوراء!
أهم ثلاثة نقاط إستراتجية حاكمة للمرحلة المقبلة في السودان!
أعلى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة