الحوار والتحالفات السياسية


في البداية الكثيرمن المراقبين للوضع الحزبي في السودان يرعبون عن قلقهم من كثرة الاحزاب في السودان ويظنون أنها حالة مرضية بالعموم وحتى عامة اهل السودان غير مرتاحين لهذه الحالة وهم في غالبيتهم لا يعرفون الكثير عن هذه الاحزاب...
وفي تقديري الحالة مزعجة ولا تشكل تهديداً للنسيج الاجتماعي وتعد طبيعية في البلدان التي تتعرض للتعرية السياسية وقبضة الحكم الشمولي المستند وهاهي تونس التي تبلغ عدد سكانها ثمانية عشر مليون نسمة عدد الاحزاب المسجلة فيها قارب ال180 حزباً يعني مقابل كل مليون مواطن حزب سياسي لكن التوانسة يعرفون عدد قليل من الأحزاب في الانتخابات .،
في السودان الاحزاب قاربت التسعين حزباُ سياسياً مسجلاًومخطراًفي غالبيتها منشقة من أصول أحزاب كبيرة معروفة الأنصار حزب الامة خرجت منه ما يقارب الثمانية أحزاب الإتحادي الديمقراطي والختمية خرج منه مايقارب الخمسة احزاب وهؤلاء لم يختلفوا علي افكار ورؤية وانما اختلفوا في تقديرات ومواقف والبحث عن المشاركة في السلطة وللحكومة وأجهزتها دور كبير في هذه الانقسامات 
البعث انقسم إلى اربعة أحزاب الناصري أيضاً انقسم إلى اربعة أحزاب ، الشيوعي الي حزبين ، الموتمر الوطني هو الاخر انقسم  الي مايقارب الستة احزاب ابرزها الشعبي ومنبر السلام العادل والإصلاح الآن والرباطالوطني والإصلاح القومي وغيرها ، بالاضافة الى الاحزاب ذات الطابع الجهوي وهى في غالبيتها المطلقة أحزاب شرق السودان وغيرها من أحزاب مايو التي أيضاً تقارب السبعة أحزاب .
بالاضافة الى مجموعة أحزاب قبلية 
هذه ألاحزاب في قائمتين المعارضة والحكومة ويلاحظ بشكل واضح كل الاحزاب المنشقة من الامة الاتحادي الديمقراطي هي ضمن قائمة أحزاب الحكومة (احزاب الوحدة الوطنية )أحزاب عبود جابر ‘فمنها المشارك بقوى في الحكومة ومن هو فقط ضمن القائمة بالاضافة الي الحركات المسلحة التي وقعت إتفاق سلام مع النظام .
أما قائمة الأحزاب المعارضة فهي في مجموعة كتل وتحالفات أبرزها قوى الاجماع والذي كان يضم معظم أحزاب المعارضة بيمينها ويسارها وكان متماسكاًحتى وثبة البشير التي أخرجت الامة القومي والمؤتمر الشعبي من قوى الاجماع لتباين وجهات النظر والتعاطي مع الوثبة ، بعد ذلك تتابع خروج بعض مكونات قوى الاجماع الصغيرة فبقى من أبرز مكونات قوى الاجماع الشيوعي السوداني والبعث بأكثر من حزب والناصري بأكثر من حزب والاتحادي وحق وغيرهم من الاحزاب 
من كتل أحزاب المعارضة التحالف الوطني للتغيير وعرف بالاحزاب المعارضة المحاورة وتشكل بعد وثبة الرئيس البشير   ،ويضم أكثر من المعارضة المحاورة وتشكل بعد وثبة الرئيس البشير ،ويضم أكثر من ثمانية عشر حزباًمسجلاً وهو كان قد علق الحوار احتجاجاًعلى عدم التزام النظام بخارطة الطريق الموقعة بينه وبين النظام .
وهنالك مجموعة قود وهى عبارة عن الحركة الاتحادية والحزب الليبرالي ومجموعة من منظمات المجتمع المدني
ايضاً هنالك الجبهة الثورية ومجموعة حركات دارفور المسلحة والتي بلغ عدده مايقلرب الثلاثين حركة مسلحة التحق عدد كبير منها بالحوار هذه تقريباً معظم مكونات العمل السياسي في السودان وتكتلاته .
الحوار الذي يجري في قاعة الصداقة يقيني التام انه لن يحدث أي إخترلق في جدار الازمة السودانية إلا أنه وفر فرصة تلاقي وتحاور وتعارف عدد كبير من ابناء السودان في فترة زمنية مهمة من عمر الوطن ، وكانه يلتقي عدد مقدر من أهل السودان يتحاورون ويسمعون لبعضهم البعض هذا شئ إيجابي في حد ذاته بغض النظر عما ينتج عن هذا التحاور .
محمود عبد الجبار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة