تاني مفاوضات!!

علمت أن ترتيبات تجري الآن لاستئناف مفاوضات الحكومة مع حركات دارفور ومع قطاع الشمال من جهة أخري، بشأن قضية المنقطتين تحت رعاية ذات الوسيط الأفريقي وفي المكان العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"  في غضون الأيام  المقبلة.
ومعلوم أن الجولة العاشرة قد فشلت قبل أيام تماماً مع الطرفين ووصلت الأطراف إلي طريق مسدود حيث لم يجدوا أية نقاط التقاء في ظل تمسك كل طرف بشوطه، كان علي رأسها الشروط التعجيزية التي وضعها قطاع الشمال بشأن ملف المنطقتين. 
وقد أشرنا إليها من قبل في هذه المساحة حيث يريد "عقار" و"عرمان" وزمرتهم رفع سقوفات الطموح، كأنما يقولون ما فارقة نضغط إذا الحكومة وافقت  خير وبركة وإذا رفضت تطرشق الجولة الجاية ونجي نقعد تاني. 
وبالفعل رفضت الحكومة وطرشقت الجولة وعاد القطاع مرة أخري يلملم أطرافه بدعوة من الوساطة بغية محاورة الحكومة وكذا حركات دارفور!.
أي حديث عن مفاوضات بالتأكيد هو شي إيجابي بغية أن تتوصل الأطراف إلي اتفاق مرضي لكل منهم، لكن إذا كان الحوار والتفاوض مجرد جرجرة وكسب وقت ونزهة شهرية في "أديس"، فإن الأفضل أن يبقي كل طرف في موقعه إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. 
تطاول أمد المفاوضات والجولات التفاوضية المطرشقة يعني أن صرفاً كبيراً من خزينة الدولة يتم لقاء هذه الاجتماعات الفاشلة التي لا جدوى منها إلا التنزه في فنادق العاصمة "أديس".
الغريب في الأمر أنه ما أن تنفض الجولة إلا ويأتي الوسيط الأفريقي ويدعو ذات الأطراف التي وقفت ألف في العبور إلي نقاط تلاف، ويبلغ الطرف الحكومي ويقول ببساطة نحن جاهزون وكذا الحركات، طيب وين الجاهزية وأنتم تعلمون مسبقاً وقبل أن تجلسوا أن الجولة ستنفض إلي رجعة ثانية.
يفترض علي الوفد الحكومي في هذه المرة وقبل أن يرفعوا أرجلهم في الطيارة أن يعلموا ما الجديد الذي دعاهم من أجله الوسيط لجولة تفاوض جديدة، وهل هناك مرونة إلي الحد الذي يمهد لجولة ناجحة، وإلا فإن النتيجة الحتمية ستكون فشل الجولة الجديدة، لا تتعجلوا حتي لا تتعثروا وتدور الساقية وتبقي لسه مدورة والله المستعان. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة