ندوة «مأمون حميدة»

في الوقت الذي أقامت فيه جامعة العلوم الطبية «جامعة مأمون حميدة» ندوتها حول التطرف والغلو، او كما أسمته على خلفية التحاق سبعة عشر طالباً من نفس هذه الجامعة بمعسكرات المقاومة في الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، في نفس هذا الوقت حدث شيئاً يرد على أهم التصريحات في هذه الندوة ويردها ويقول إنها ليست دقيقة للاستفادة منها في معالجة الغلو والتطرف.

> والحدث هو أن السلطات الأمريكية قد قبضت على زوجين أمريكيين كانا يخططان لقضاء شهر العسل في الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».. في إحدى مدنها.. «البصرة» أو «الأنبار» أو «ديالا».. او بعض المناطق السورية ذات الطبيعة الخلاّبة.

> والسلطات الأمريكية شعرت بأن حركة الزوجين بعد زواجهما رسمياً في شهر يونيو الماضي تعتريها الغرابة بالنظر الى أن انتهاء مراسم الزواج بصورة رسمية لم يعقبه على الفور البرنامج التقليدي على ما يبدو وهو السفر او الانتقال إلى مكان مختار لقضاء شهر العسل «الأيام الأولى في الحياة الزوجية».

> أما من أين جاءت معلومة تفيد بأن الزوجين سيقضيان «شهر العسل» في أحدث دولة في العالم تتمدد مساحاتها بين دولتين وليست معترف بها دولياً ولا إقليمياً، ومعظم جيشها هو جيش صدام حسين وما أدراك ما صدام حسين، فهذا ما لم تُشر إليه الأخبار بقوة.

> ويبدو حسب الأخبار إن شروع الزوجين الأمريكيين في التخطيط لقضاء شهر العسل في الدولة الإسلامية «داعش»، كان مفضوحاً بدرجة عالية لفتت انتباه السلطات الأمريكية، التي بدورها ومهنيتها العالية أعدت خطة لإفشال مشروع الزوجين قبل مغادرتهما ولاية ميسيسبي الأمريكية التي قبضت فيها السلطات على الزوجين بعد دخولهما مطار كولومبس بالولاية.

> وخطة السلطات الأمريكية التي رسمها مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» قامت على فكرة الاتصال بالزوجة «جايلين ديلشون» التي تبلغ من العمر «22» عاماً. وكانت الفكرة أن الاتصال بذات الاثنين وعشرين خريفاً ونحن في فصل الخريف، باعتباره اتصالاً من جماعة تتبع للدولة الإسلامية داعش.

> وإنهم من أعضاء التنظيم السرّيين في الولايات المتحدة الأمريكية.. وأن «داعش» سوف تستفيد من الزوجة التي وقعت في فخ الاف بي آي.. وأفادت الطرف الآخر الواهم بأنها ستفيد «داعش» بخبرتها في مجال الإنترنت والتربية والإعلام.

> وأن زوجها ستستفيد منه الدولة الإسلامية في تخصصه في الرياضيات والكيمياء.

وطبعاً الكيمياء تخصص خطر جداً. فهو يعني الاستفادة من الزوج في تصنيع السلاح الكيماوي.

> وينجح الفخ ويفشل مشروع شهر العسل في أحدث دولة في العالم وأكبر عدو لواشنطن.. وهنا سؤال فوري: هل بمثل هذا السلوك الأمريكي الأمني، يمكننا القول بأن داعش ليست صنيعة أمريكية ولا يهودية!. فإن أمريكا وإسرائيل زوجان مثل هذين الزوجين، غير أن الأوليين عسلهما من مشاريع التآمر يظل مسكوباً إلى نهايتهما بإذن الله.

> ثم هل الأصح هو القول بأن الانجذاب الى «داعش» أو «القاعدة» هو بدافع غضب شديد موّلّد من الغلو والتطرف اليهودي والأمريكي في المنطقة الإسلامية، ام الأصح هو أن أي رد فعل للعدوان والتآمر اليهودي والأمريكي والأوروبي لابد أن نعتبره غلو وتطرف؟!

> الغلو والتطرف في البطش اليهودي بشعب فلسطين، وفي البطش الأمريكي والبريطاني بشعب أفغانستان والعراق.. وفي البطش اليوغندي بشعب جنوب السودان وخاصة النوير والشلك ضحايا الأطماع اليوغندية.

> إذن.. لتكن الندوة عن طريقة التعامل مع الغلو والتطرف الأمريكي واليهودي والبريطاني وليس محاربتهما في المجتمع المسلم.. في الوقت الذي تخطط فيه الحسناء الأمريكية «جايلين» لقضاء شهر العسل في دولة العشائر السنية المنزوع مساحتها من الاحتلال الأمريكي ونفوذ الشيعة الاثنى عشرية والنصيرية في العراق وسوريا.

> ودكتور غازي صلاح الدين في الندوة كان تصريحه قريباً من الواقع بتحذيره من التعامل مع «التطرف» بصورة أمنية. فالمطلوب هو التعامل بصورة فكرية ودعوية.

> أما عصام البشير وحسن مكي فقد تحدثا ولم يقولا شيئاً.. أما بروف مأمون حميدة نقول له جامعتك بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة